وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذ?لِكَ خَلَقَهُمْ
ـ[سليم]ــــــــ[02 - 06 - 2006, 09:38 م]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى في سورة هود:"وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذ?لِكَ خَلَقَهُمْ " ...
لقد اختلف المفسرون في هذه الآية فمهنم من ذهب الى القول بأن المقصود في الاختلاف بين الناس هو الاختلاف في الأديان. فتأويل ذلك على مذهب هؤلاء ولا يزال الناس مختلفين على أديان شتّى من بين يهودي ونصراني ومجوسي، ونحو ذلك, وهو قول اكثرهم. ومنهم من قال ولا يزالون مختلفين في الرزق، فهذا فقير وهذا غنّى, وقال بعضهم: مختلفين في المغفرة والرحمة.
الطبري والزمخشري والقرطبي والرازي قالوا بهذا, ولكن الملاحظ أن الكلام في سياقه دلل على الناس إذ يقول الله تعالى:"وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لجَعَلَ ?لنَّاسَ أُمَّةً و?حدَةً ",والناس منهم المسلمين وقد يختلف المسلمون في الفروع وهذا واضح وبيّن ,فهل لا تقع رحمة ربي عليهم؟؟ والجواب على هذا السؤال اورده المفسر العلامة إبن عاشورحيث قال:" وفهم من هذا أنّ الاختلاف المذموم المحذّر منه هو الاختلاف في أصول الدّين الذي يترتّب عليه اعتبار المخالف خارجاً عن الدين وإن كان يزعم أنّه من مُتّبعيه، فإذا طرأ هذا الاختلاف وجب على الأمّة قصمه وبذل الوسع في إزالته من بينهم بكلّ وسيلة من وسائل الحقّ والعدل بالإرشاد والمجادلة الحسنة والمناظرة، فإنْ لم ينجع ذلك فبالقتال كما فعل أبو بكر في قتال العرب الذين جحدوا وجوب الزكاة، وكما فعل عليّ ـ كرّم الله وجهه ـ في قتال الحروريّة الذين كفّروا المسلمين. وهذه الآية تحذير شديد من ذلك الاختلاف".
وسؤالي هو ما هي فائدة اللام في قوله تعالى:"وَلِذ?لِكَ خَلَقَهُمْ ,هل تفيد العلية وما تعارضها او تضافرهامع قوله تعالى:"وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون"؟؟؟
ـ[السُّهيلي]ــــــــ[02 - 06 - 2006, 11:51 م]ـ
.
"سبحانك لاعلم لنا إلا ماعلمتنا , إنك أنت العليم الحكيم "
اللهم إنا نعوذ بك أن نقول بغير علم ..
شكراً لك أخي الكريم ..
.
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[03 - 06 - 2006, 09:42 م]ـ
سئل شيخ الإسلام عن قوله تعالى: " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، فقال رحمه الله: قال السائل قوله تعالى: " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، إن كانت هذه اللام للصيرورة في عاقبة الأمر فما صار ذلك وإن كانت اللام للغرض لزم أن لا يتخلف أحد من المخلوقين عن عبادته وليس الأمر كذلك فما التخلص من هذا المضيق؟
فيقال: هذه اللام ليست هي اللام التي يسميها النحاة لام العاقبة والصيرورة ولم، يقل ذلك أحد هنا كما ذكره السائل من أن ذلك لم يصر إلى على قول من يفسر "يعبدون" بمعنى يعرفون يعني المعرفة التي أمر بها المؤمن والكافر، لكن هذا قول ضعيف، وإنما زعم بعض الناس ذلك في قوله: " ولذلك خلقهم"، التي في آخر سورة هود، فإن بعض القدرية زعم أن تلك اللام لام العاقبة والصيرورة أي صارت عاقبتهم إلى الرحمة وإلى الاختلاف وإن لم يقصد ذلك الخالق وجعلوا ذلك كقوله: "فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا".
وقول الشاعر: لدوا للموت وابنوا للخراب
وهذا -أيضا- ضعيف هنا؛ لأن لام العاقبة إنما تجيء في حق من لا يكون عالما بعواقب الأمور ومصايرها فيفعل الفعل الذي له عاقبة لا يعلمها، كآل فرعون، فأما من يكون عالما بعواقب الأفعال ومصايرها فلا يتصور منه أن يفعل فعلا له عاقبة لا يعلم عاقبته، وإذا علم أن فعله له عاقبة، فلا يقصد بفعله ما يعلم أنه لا يكون، فإن ذلك تمن وليس بإرادة. وأما اللام فهي اللام المعروفة وهي لام كي ولام التعليل التي إذا حذفت انتصب المصدر المجرور بها على المفعول له وتسمى العلة الغائية وهي متقدمة في العلم والإرادة متأخرة في الوجود والحصول وهذه العلة هي المراد المطلوب المقصود من الفعل. لكن ينبغي أن يعرف أن الإرادة في كتاب الله على نوعين:
¥