تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[25 - 08 - 2006, 12:02 ص]ـ

قال تعالى: (تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) [هود: 49]. والأمر الذي سنعلّق عليه في هذه الآية الكريمة هو صيغة الأمر (فاصبر) .. إذ إنّها تدعو إلى تدبّرها من خلال ورودها هنا دون حرف جرّ، وورودها في مواضع أخرى مع حروف جرّ.

لقد جاءت في القرآن الكريم مع (على) كقوله تعالى: (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ) [طه: 130] أي: على ما يقوله قومك من الكلام الذي فيه أذى للرسول صلى الله عليه وسلم بإنكار دعوته وبوصمه بما ليس فيه، من مثل وصفه بالجنون والسحر والكذب والافتراء ... وقد جاءت هكذا لأنّ الحديث عن قومه بأنّهم لم يتّعظوا من مشيهم في مساكن الذين ظلموا.

وجاءت مع (مع) كقوله تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) [الكهف: 28] واصبر هنا بمعنى: اجعل نفسك مع الذين يدعون ربّهم، أو: احبس نفسك.

وجاءت مع اللام كما في قوله تعالى: (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا) [الطور: 48] ومعناها هنا: امتثل لحكم ربّك.

ففعل الأمر (اصبر) عُدّي بعلى وباللام وبنفسه مع ورود (مع) بعد مفعوله، ولكنه في سياق قَصَص نوح عليه السلام والطوفان لم يلحقه حرف جرّ ولم يُعدَّ بنفسه، وذلك لاعتبارين:

الأول: أنّه يدلّ على كمال الصبر، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "عجباً لأمر المؤمن كلّ أمره خير، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيراً له". وهو بهذا شبيه بقوله تعالى في أول سورة العلق: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) من حيث أنّ الفعل (خلق) يدلّ على كمال الخلق، ولذلك لم يُعدَّ إلى مفعول به مع أنّه صالح للتعدية.

والثاني: أنّه لم يسبقه في هذا السياق ما سبقه مع (على أو اللام) أو ما أوجب التعدية المباشرة. إنّ القَصَص عن نوح عليه السلام والطوفان جاء لتثبيت فؤاد الرسول صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ) [هود: 120]. وعلى هذا تكون صيغة الأمر (فاصبر) مفتوحةً على جميع الاحتمالات: الصبر على أذى قومه، والصبر لحكم ربّه، وصبر النفس مع جماعة المؤمنين، وهذا من غنى الدِّلالة التي يتميّز بها القرآن العظيم.

والله أعلم

ـ[أبو طارق]ــــــــ[26 - 08 - 2006, 06:04 م]ـ

جزاك الله خيراً

ـ[أحلام]ــــــــ[01 - 09 - 2006, 06:46 م]ـ

جزاك الله خيرا جزاك الله خيرا

جزاك الله خيرا جزاك الله خيرا

جزاك الله خيرا جزاك الله خيرا

جزاك الله خيرا جزاك الله خيرا

جزاك الله خيرا جزاك الله خيرا

جزاك الله خيرا جزاك الله خيرا

الاخ الفاضل لؤي الطيبي بوركت يداك

وجعل الله ذلك في ميزان حسناتكم

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[05 - 09 - 2006, 09:46 م]ـ

وجزاكما الله خيراً مثله ..

وشكر لكما طيب الكلام ..

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير