تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[سر التعبير في قوله تعالى " لا أقسم "]

ـ[سمير الجندي]ــــــــ[05 - 04 - 2006, 07:28 م]ـ

يسم الله الرحمن الرحيم

ما سر التعبير في" لا أقسم "

1 - قيل أنها نافية، ومنهم من قال إنها تنفي شيئا تقدم في سورة أخرى، ومنهم من قال إنها تنفي الفعل أقسم.

2 - وقيل هي زائدة.

3 - وقيل هي لام الإبتداء أشبعت فتحتها فتولدت عنها ألف.

4 - وترى بنت الشاطىء أن (لا) هنا جاءت لنفي الحاجة للقسم.

فماذا تقولون أيها الأخوة الأفاضل؟

ـ[سليم]ــــــــ[05 - 04 - 2006, 08:08 م]ـ

السلام عليكم

يقول الله تعالى:" لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ" (1) /القيامة, ذهب كثير من العلماء الى ما اشرت اليه, ولكن هناك من يقول ان دخول اللام لتوكيد الكلام, عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر {لَا أُقْسِم} قَالَ: أُقْسِم. وَقَالَ آخَرُونَ مِنْهُمْ: بَلْ دَخَلَتْ " لَا " تَوْكِيدًا لِلْكَلَامِ. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: - سَمِعْت أَبَا هِشَام الرِّفَاعِيّ يَقُول: سَمِعْت أَبَا بَكْر بْن عَيَّاش يَقُول: قَوْله: {لَا أُقْسِم} تَوْكِيد لِلْقَسَمِ كَقَوْلِهِ: لَا وَاللَّه.

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[05 - 04 - 2006, 09:39 م]ـ

أهلاً وسهلاً ومرحباً بالأستاذ الكبير والأديب النحرير ..

الأخ الكريم سمير الجندي ..

يقول تعالى: (لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ). ما دلالة (لا) قبل فعل القسم؟

1 - القول بأنها نافية لكلام محذوف ردّه المحقّقون، لأنه لا دليل على هذا المحذوف. والقول بأنها تنفي القسم نفسه، هو ما ذهب إليه الرازي، حيث يقول: "الاحتمال الثاني: أن (لا) ها هنا لنفي القسم، كأنه قيل: لا أقسم عليكم بذلك اليوم، وتلك النفس، ولكني أسألك غير مقسم: أتحسب أنا لا نجمع عظامك إذا تفرّقت بالموت؟ فإن كنت تحسب ذلك، فاعلم أنا قادرون على أن نفعل ذلك. وهذا القول اختيار أبي مسلم، وهو الأصحّ، ويمكن تقدير هذا القول على وجوه أخر: أحدها: كأنها تعالى يقول: (لا أقسم) بهذه الأِشياء، على إثبات هذا المطلوب، فإن هذا المطلوب أعظم وأجلّ من أن يقسم عليه، وتفخيم شأنه. وثانيها: كأنه تعالى يقول: (لا أقسم) بهذه الأشياء على إثبات هذا المطلوب، فإن إثباته أظهر وأجلى، وأقوى وأحرى، من أن يحاول إثباته بمثل هذا القسم، ثم قال بعده: (أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ)، أي: كيف خطر بباله هذا الخاطر الفاسد الظهور".

وهذا القول وإن أمكن قبوله في آية سورة القيامة وغيرها، إلا أنه لا يتسق مع آيات أخرى، مثل قوله تعالى (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ) [الواقعة: 75] لأنه قد جاء بعدها: (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ). فكيف نرتضي القول بأن (لا) في هذه الآية لنفي القسم، وفي غيرها من الآيات جاءت بهذا التركيب؟

2 - القول بأنها زائدة قاله بعض البصريين والكسائي وعامّة المفسّرين، وذهبوا إلى أنه لا دور لها في معنى التركيب (انظر: الأزهية للهروي: ص162 - 163). وهذا القول ردّه المحقّقون بحُجّة أن مجيئها في الصدارة ينافي زيادتها، ولأنه "لا يبتدأ بجحد ثم يجعله صلة يراد به الطرح لأن هذا الجواز لم يعرف خبر فيه جحد من خبر لا جحد فيه" (انظر: معاني القرآن للفراء: ج3 ص 307). كما ردّ الزمخشري القول بالزيادة، ولم يرتض ما أجاب به القائلون بها لأنه جواب غير سديد.

3 - ولذلك نجد أن القول بأنها لام الابتداء أشبعت فتحتها، هو الأرجح - والله أعلم. وهذا يؤيّده ما ذهب إليه الحسن في قراءته وهو أن اللام لام القسم دخلت على (أقسم)، وروى ذلك أيضاً قنبل محمد بن عبد الرحمن المخزومي عن ابن كثير (انظر: الأزهية للهروي: ص 166. ومعاني الحروف للرماني: ص 84. ومغني اللبيب لابن هشام: ص 328. وشرح المفصل لابن يعيش: ج8 ص 136).

4 - وقول بنت الشاطيء - رحمها الله - يردّه ما جاء في (1).

والله تعالى أعلم ..

ـ[سمير الجندي]ــــــــ[06 - 04 - 2006, 05:57 م]ـ

الأخ سليم

السلام عليكم، وشكرا لردكم واهتمامكم الكريم، فانني أثني على ما جاء به أخي الكريم لؤي الطيبي في رده ولا أظنك الا موافق عليه أنت أيضا.

مع الاحترام

سمير الجندي

ـ[سمير الجندي]ــــــــ[06 - 04 - 2006, 06:04 م]ـ

الأخ لؤي الطيبي حفظه الله

أوافق على ما جئت به،

فاذا كان الله تعالى ليس بحاجة للقسم، فكيف يتفق هذا مع قوله " فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم "

مع الاحترام

سمير الجندي

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[07 - 04 - 2006, 02:12 ص]ـ

السلام عليكم

أقدّم لكم بحثاً للأستاذة رفاه زيتوني والذي نَشَرَتهُ في ملتقى أهل التفسير، وهو بعنوان (ظاهرة القسم المسبوق بلا النافية).

وقد انتصرت الأستاذة الكريمة في بحثها لرأي الدكتورة عائشة عبد الرحمن - رحمها الله - والذي مفاده أن (لا) جاءت لنفي الحاجة للقسم.

من الظواهر الأسلوبية في القرآن - ظاهرة القسم المسبوقة بلا النافية ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1548)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير