[القول في الطوفان]
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 - 07 - 2006, 10:36 م]ـ
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة هود: (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ /42/ قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ /43/ وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ /44/ وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ /45/ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ /46/ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ /47/).
نلاحظ أنه في الآية /46/ وردت كلمة (قال)، وفي الآية التي قبلها /45/ ورد على لسان نوح عليه السلام: (فقال). وبعد هذه الكلمة في المرتين جاء نداءان: نوح نادى ربّه بقوله: "ربّ إنّ ابني من أهلي"، والحقّ سبحانه وتعالى نادى نوحاً بقوله: "يا نوح إنه ليس من أهلك".
ثمّ نلاحظ في الآية /42/ أنّ النداء جاء دون أنْ يسبقه (قال نوح)، فقد جاء في الآية: (وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا)! فما السبب؟
إنّ نوحاً عليه السلام عندما نادى ابنه كان في عجلة من أمره لأنّ الموج يكاد يُغرق كلّ شيء حتى الجبال، وهو يخشى على ابنه إذا لم يبادر باللجوء إلى السفينة أنْ يُغرقه الموج. ولذلك تجاوز القرآن كلمة (قال) تناسباً مع السرعة التي كانت تمثل حالة نوح عليه السلام في هذه اللحظات.
أما في المرتين الأخريين فقد غاض الماء وانتهى الطوفان فلم يعد نوح عليه السلام في عجلة من أمره، فصحّ أنْ ترد (فقال). وفي هذا الوقت المتسع كان مناسباً أن (يُعلّم) نوحاً ربُّه دونما عجلة لأنّ التعليم يرسخ في حالة الاستقرار والاطمئنان، ولذلك ناسب أنْ يأتي في مطلع خطاب الله تعالى لنوح كلمة (قال) معزوّة إلى الله تعالى.
والله أعلم.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 05:33 م]ـ
بارك الله فيك أخي لؤي 000
هذه هي أسرار القرآن ووجوه إعجازه التي لانستطيع الإحاطة بها 000 إنه كلام الله 000 ولا أستطيع أن أعبر بأكثر من ذلك 0
وفقك الله
مغربي
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[01 - 08 - 2006, 10:49 م]ـ
بارك الله فيك أخي لؤي 000
وفقك الله
مغربي
وفيك بارك أخي الفاضل مغربي ..
وبانتظار ما يجود به قلمك حفظك الله وسدّد خطاك ..