تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ!

ـ[سليم]ــــــــ[15 - 04 - 2006, 01:26 ص]ـ

السلام عليكم

يقول الله تعالى:" وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ " (154) /سورة البقرة.

لقد استوقفني امران في هذه الآية ,الاول: ورود لفظة اموات مرفوعة ,والثاني: قوله عزوجل "لا تشعرون" بدل لا تعلمون او لا تفقهون او ما شابه ذلك, فاما رفع الاموات فلأنه لا يجوز النصب في الأموات، لأن القول لا يعمل فيهم, لأنه لا تناسب هناك؛ فلا يصح ان اقول مت موتًا كما يصح ان اقول قلت كلاماً.

والشعور: هو ابتداء العلم بالشيء من جهة المشاعر، وهي الحواس، ولذلك لايوصف تعالى بأنه شاعر، ولا أنه يشعر، وإنما يوصف بأنه عالم ويعلم, وقيل

إن الشعور إدراك مادقّ للطف الحسن مأخوذ من الشعر لدقته، ومنه شاعر، لانه يفطن من إقامة الوزن وحسن النظم بالطبع لما لا يفطن له غيره. وسيقت هنا جملة "لا يشعرون" لأنها أبلغ في الذم للبعد عن الفهم بانتفاء بدء العلم بالشيء.

دقة ورونق وبلاغة لا تضاهى ... فسبحان الحي الذي لا يموت.

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 04 - 2006, 05:50 ص]ـ

بارك الله بك يا سليم

ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[15 - 04 - 2006, 08:46 ص]ـ

ربما أني غائب، غير متابع، أخي جمال، لا حظ: سليم بالطريق السليم، سليم فصيح مستشار، أم قرائتي متأخرة.

مع الدعاء للأخ سليم بدوام التقدم في سبيل خدمة أمة اقرأ.

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[15 - 04 - 2006, 06:37 م]ـ

أخي الحبيب سليم

إن كلمة (أمواتٌ) جاءت هنا بالرفع لأنها خبر لمبتدأ محذوف، أي: لا تقولوا "هم أموات"! وكذلك كلمة (أحياءٌ)، أي: بل هم أحياءٌ.

ومن ثمّ فكيف لا يجوز نصب "الأموات"، والله تعالى يقول: (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [البقرة: 28]، ويقول: (ولا تَحسَبَنَّ الَّذين قُتِلوا في سَبيلِ الله أمواتاً بل أحياءٌ عِند ربِّهم يُرزَقونَ) [آل عمران: 169]، ويقول: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا * أَحْيَاء وَأَمْوَاتًا) [المرسلات: 25 - 26]؟

ثم إن قوله تعالى: (وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ) فيه إشارة إلى أن حياة الشهداء غير جسمية ولا مادية، فهي حياة روحية مشتملة على إدراكات التنعّم بلذات الجنة والعوالم العلوية والانكشافات الكاملة. وهل يتسنّى لأحد أن يفقه أو أن يعلم بشيء من هذا القبيل؟

فقولك: "وسيقت هنا جملة (لا يشعرون) لأنها أبلغ في الذمّ للبعد عن الفهم بانتفاء بدء العلم بالشيء" لا محلّ له هنا، وكيف يكون ذلك، والآية نزلت في الصحابة رضي الله عنهم يوم بدر؟ فأيّ ذمّ هذا الذي تقصده؟ هذا كلام لا يصدر إلا عن رافضي يا أخي! فانتبه بارك الله فيك!

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 04 - 2006, 09:00 م]ـ

الأخ لؤي

يظهر أنّ الأخ سليم فاته أن يذكر قول ابن عطيّة كاملا

قال {أموات} رفع بإضمار الابتداء والتقدير هم أموات، ولا يجوز إعمال القول فيه لأنه ليس بينه وبينه تناسب كما يصح في قولك قلت كلاماً وحجة.)

وربما من المناسب أن تشرح لنا قول ابن عطية يا أخ لؤي

ـ[سليم]ــــــــ[15 - 04 - 2006, 09:11 م]ـ

السلام عليكم

أخي لؤي الطيبي زادك الله حرصًا على الاسلام ورفعة علمه, ولكن على رِسلك أخي فقد ذهب الى هذا القول كبار مفسريّ القرآن في امهات كتب التفسير, فاسمع رعاك الله ما قال الطبري في تفسيره " جامع البيان في تفسير القران ":"ومعنى ذلك: ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله هم أموات. ولا يجوز النصب في الأموات، لأن القول لا يعمل فيهم. وكذلك قوله: «بل أحياء»، رفع بمعنى أنهم أحياء.

وقال القرطبي في كتابه (الجامع لإحكام القرآن):"و?رتفع «أموات» على إضمار مبتدأ، وكذلك «بل أحياء» أي هم أموات وهم أحياء، ولا يصح إعمال القول فيه لأنه ليس بينه وبينه تناسب؛ كما يصح في قولك: قلت كلاماً وحجة.

وقال الطبرسي في تفسيره (مجمع البيان في تفسير القران):"الإعراب: قوله أموات مرفوع بأنه خبر مبتدأ محذوف تقديره لا تقولوا هم أموات ولا يجوز فيه النصب كما يجوز قلت حسناً لأن حسناً في موضع المصدر كأنه قال قلت قولاً حسناً فأما قوله ويقولون طاعة فيجوز فيه النصب في العربية على تقدير نطيع طاعة.

هذا من ناحية واما بالنسبة الى ابلغ الذم ,فالذد هو في حق المشركين, قال الطبرسي:"أن المشركين كانوا يقولون إن أصحاب محمد يقتلون نفوسهم في الحروب بغير سبب ثم يموتون فيذهبون فأعلمهم الله أنه ليس الأمر على ما قالوه وأنهم سيُحيون يوم القيامة ويُثابون".

وقال ابن عادل في (تفسير اللباب في علوم الكتاب):"ولا تقولوا للشهداء ما قاله المشركون، ولكن قولوا: هم أحياء في الدين، ولكن لا يشعرون [يعني المشركين لا يعلمون من قتل على دين محمد صلوات الله وسلامه عليه حيٌّ في الدين] وقال الكعبي وأبو مسلم الأصفهاني: إن المشركين كانوا يقولون: إن أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - يقتلون أنفسهم، ويخسرون حياتهم، فيخرجون من الدنيا بلا فائدة، ويضيعون أعمارهم إلى غير شيء. وهؤلاء الذين قالوا ذلك، يحتمل أنهم كانوا دهرية ينكرون المعاد، ويحتمل أنهم كانوا مؤمنين بالمعاد إلا أنهم منكرين لنبوة محمد - عليه الصلاة والسلام - فلذلك قالوا هذا الكلام، فقال الله تعالى ولا تقولوا كما قال المشركون: إنهم أموات لا ينشرون ولا ينتفعون بما تحملوا من الشدائد في الدّنيا، ولكن اعلموا أنهم أحياء، أي: سيحيون فيثابون وينعمون في الجنة",والمؤمنون يعرفون بمجرد إبلاغ الله لهم بأن الشهداء احياءٌ عند ربهم يُرزقون.

هذا والله اعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير