تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

"تَحِيَّتُهُم يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ"

ـ[سليم]ــــــــ[14 - 06 - 2006, 08:47 م]ـ

السلام عليكم

يقول الله تعالى في كتابه العزيز:" تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا " (44) /الاحزاب.

في هذه الآية بيّن الله سبحانه وتعالى لنا اننا لا بد ان نلقاه وسوف يسلم علينا بتحية الاسلام, وفي هذا قال المفسرون:

النسفي:"قال أبو بكر: ما خصك الله يا رسول الله بشرف إلا وقد أشركنا فيه فنزلت {تَحِيَّتُهُمْ} من إضافة المصدر إلى المفعول أي تحية الله لهم {يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ} يرونه {سَلَـ?مٌ} يقول الله تبارك وتعالى السلام عليكم {وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً} يعني الجنة.

وقال إبن عادل:" المعنى تحيةُ المؤمنين يَوْمَ يلقونه أي يرون الله سلام أي يسلم اللَّهُ عليهم ويسلمهم من جميع الآفات".

وقال القشيري في "لطائف الاشارات": التحيةُ إذا قُرِنَتْ بالرؤية، واللقاءُ إذا قُرِنَ بالتحية فلا يكون ذلك إلا بمعنى رؤية البَصَر.

والسلام خطاب يفاتح به الملوك إِخباراً عن عُلُوِّ شأنهم ورتبتهم، فإلقاؤه حاصِلٌ وخطابُه مسموعٌ، ولا يكون ذلك إلا برؤية البصر.

وقال إبن عجيبة:" (تحيتُهم) أي: تحية الله لهم، فهو من إضافة المصدر إلى مفعوله، {يوم يَلْقونه} عند الموت. قال ابن مسعود: إذا جاء ملك الموت لقبض روح المؤمن، قال: ربك يُقرئك السلام. أو: يوم الخروج من القبور، تُسلِّم عليهم الملائكة وتُبشرهم. أو: يوم يرونه في الجنة، {سلامٌ} يقول الله تبارك وتعالى: " السلام عليكم يا عبادي، هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا ربنا وقد أعطيت ما لم تُعط أحداً من العالمين. فيقول لهم: أعطيكم أفضل من ذلك، أُحل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم أبداً " كما في البخاري. وفي رواية غيره: يقول تعالى: " السلام عليكم، مرحباً بعبادي الذين أرضوني باتباع أمري " هو إشارة إلى قوله: {سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ} [الزمر: 73].

وقال إبن عاشور:" والتحية: الكلام الذي يخاطب به عندَ ابتداء الملاقاة إعراباً عن السرور باللقاء من دعاء ونحوه. وهذا الاسم في الأصل مصدر حيّاه، إذا قال له: أحْياك الله، أي أطال حياتك. فسمى به الكلام المعرب عن ابتغاء الخير للملاقَى أو الثناء عليه لأنه غلب أن يقولوا: أحياك الله عند ابتداء الملاقاة فأطلق اسمها على كل دعاء وثناء يقال عند الملاقاة وتحية الإِسلام: سَلامٌ عليك أو السلامُ عليكم، دعاء بالسلامة والأمن، أي من المكروه لأن السلامة أحسن ما يُبتغى في الحياة. فإذا أحياه الله ولم يُسلِّمه كانت الحياة أَلَما وشراً، ولذلك كانت تحيةُ المؤمنين يوم القيامة السلامَ بشارة بالسلامة مما يشاهده الناس من الأهوال المنتظرة. وكذلك تحية أهل الجنة فيما بينهم تلذّذاً باسم ما هم فيه من السلامة من أهوال أهل الناركما في قوله: {وتحيتهم فيها سلام} في سورة يونس (10).اهـ

ومن ألطف هذه اللطائف التفسيرية هو قول القشيري ,وذلك انه لا معنى للتحية بدون رؤية ,ولا عبرة ولا شأن للرؤية بدون تحية, فالتحية من الله عز وجل هنا لعظيم شأن وامر المؤمنين وتقديرًا لهم على حسن ايمانهم وإسلامهم وتبجيلاً للموقف بين يدي الواحد القهار

ـ[لخالد]ــــــــ[15 - 06 - 2006, 02:04 ص]ـ

اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام

جزاك الله خيرا

ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[15 - 06 - 2006, 01:56 م]ـ

وقال ابن كثير: "الظاهر أن المراد والله أعلم: تحيتهم، أي من الله تعالى، يوم يلقونه سلام، أي يوم يسلم عليهم، كما قال الله عز وجل: [سلام قولا من رب رحيم]، وزعم قتادة: أن المراد أنهم يحيون بعضهم بعضا بالسلام يوم يلقون الله في الدار الآخرة، واختاره بن جرير. قلت: وقد يستدل له بقوله تعالى: [دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين] ".

ويؤيد ما استظهره ابن كثير الحديث، الذي ذكره ابن عجيبة: "يقول الله تبارك وتعالى: " السلام عليكم يا عبادي، هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا ربنا وقد أعطيت ما لم تُعط أحداً من العالمين. فيقول لهم: أعطيكم أفضل من ذلك، أُحل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم أبداً "، وهذا دليل صريح على أن الله يتكلم على الحقيقة خلافا لما ذهبت إليه بعض الفرق.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير