تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

"ِمن"بين الذكر والحذف

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 07:26 م]ـ

"ِمن"بين الذكر والحذف

قال تعالى: ودّ كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق (البقرة 109).

وقال تعالى: يا أيها الذين اّمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين (اّل عمران100)

ذُكرت (من) في الاّية الأولى، وهي تفيد الابتداء والمباشرة، فأهل الكتاب يريدون ردّ المؤمنين إلى حالة الكفر بعد الإيمان مباشرة، أما عملية الرد في الاّية الثانية فليست مباشرة بل مع مرور الزمن.

وهذا المعنى نلحظه كذلك من سياق الاّيتين، فقد اختار الله سبحانه وتعالى كلمة"ودّ" التي تعني: حب الرد، والمحب يستعجل رؤية ما يحب بسرعة، كما نلاحظ كلمة "لو" التي تفيد التمني، والمتمني يريد الحصول على ما يتمناه بسرعة، وهناك كذلك كلمة "حسدا" والحاسد يستعجل زوال النعمة عن المحسودمباشرة، وهناك كذلك "من بعد ما تبين لهم الحق" التي توحي بالحقد والغيظ على المؤمنين عندما عرفوا الحق. ولهذا اختار القراّن الكريم "من" لتنسجم معنويا مع باقي المفردات.

أما في الاّية الثانية فنفتقد إلى مثل هذه المفردات التي توحي بالسرعة، وهي تحذير للمؤمنين من أنهم سيعودون كفارا إذا ما أطاعوا أهل الكتاب ولكن هذه العودة لن تكون سريعة ومباشرة، وهذا المعنى شبيه بقولنا: إن صاحبت ذا الأخلاق الحميدة فستغنم، وإن صاحبت ذا الأخلاق السيئة فستندم، والغنم أو الندم سيكون في العاقبة وليس سريعا.

والله أعلم

ـ[أبو طارق]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 07:51 م]ـ

بارك الله فيك وزادك الله من فضله

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[30 - 07 - 2006, 10:27 ص]ـ

وبورك فيك أخي الفاضل أبا طارق

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير