تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[إيمان السحرة]

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[13 - 08 - 2006, 06:21 م]ـ

[إيمان السحرة]

قصّ الله سبحانه وتعالى علينا قصة سيدنا موسى مع سحرة فرعون بأساليب مختلفة، ومن أوجه الاختلاف:

قال تعالى: قال فرعون اّمنتم به قبل أن اّذن لكم ....... "الأعراف)

وقال تعالى: قال اّمنتم له قبل أن اّذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر" (الشعراء)

وقال تعالى: قال اّمنتم له قبل أن اّذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر (طه). ضميرالهاء في (به) التي في اّية سورة الأعراف يعود على الله سبحانه وتعالى، والمقصود بالإيمان هنا الإيمان الاعتقادي، كقولنا الإيمان بالله ورسله وملائكته ... إلخ. أما ضمير الهاء في (به) التي في سورتي الشعراء وطه فيعود على سيدنا موسى، والمقصود بالإيمان هنا هو تصديق الكلام.

ومما يدل على ذلك قوله تعالى في سورتي طه والشعراء بعد هذا القول مباشرة"إنه لكبيركم الذي علمكم السحر "أما في سورة الأعراف فلم يذكر ذلك. ومما يدل على ذلك أيضا: قال تعالى: وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة (البقرة) "أي لن نصدق كلامك، وقد قال أصحاب سيدنا موسى هذا الكلام بعد أن قال لهم: إن الله قد تاب عليكم، فلم يصدقوه.

وقال أخوة سيدنا يوسف لأبيهم "وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين" (يوسف) أي: وما أنت بمصدق كلامنا.

والله أعلم

ـ[أبو طارق]ــــــــ[13 - 08 - 2006, 07:32 م]ـ

بورك فيك أستاذ عزام. وجزاك الله خيراً على هذه اللطائف

.أما ضمير الهاء في (به) التي في سورتي الشعراء وطه

لعلك أردت الضمير في (له)

دمت بخير

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[14 - 08 - 2006, 02:12 ص]ـ

السلام عليكم

الأخ العزيز عزام .. بارك الله فيك وجزاك خيراً لما تتحفنا به من مقالات مختصرة ماتعة ..

ولا ضير في أن نذكر بأنّ بعض أهل العلم - كالغرناطي والإسكافي - قد ذهبوا إلى القول بجواز عود الضمير في كلا الموضعين على موسى عليه السلام .. ذلك أنّ الباء في قوله (آمنتم به) واللام في (آمنتم له) مُحتاج إلى كلّ واحدة منهما من حيث أنّ التصديق والانقياد مَعْنَيان يُحتاج إليهما، فالباء تحرز التصديق واللام تحرز الانقياد والإذعان. فبُديء في الأعراف بالباء المعطية معنى التصديق وهي أخصّ بالمقصود من اللام، فاقتضى الترتيب تقديمها، ثمّ أعقب في طه والشعراء بَعْدُ باللام حتى كأن قد قيل لهم: أصدّقتموه منقادين له في دعائه إيّاكم إلى الإيمان بما جاء من عند الله؟ فحصل المقصود على أكمل ما يمكن.

ولذلك يجوز أن تكون الهاء في (آمنتم به) ضمير موسى عليه السلام لأنّه يجوز أنْ يُقال: آمن بالرسول، أي أظهرتم تصديقه وأقدمتم على خلافي قبل أن آذنتُ لكم فيه وهذا لمكر مكرتموه وسرّ أسررتموه لتقلبوا الناس عليّ. فاقتضى هذا الموضع الذي ذكر فيه المكر إنكار الإيمان به، فأمّا الإيمان له في الموضعين الآخرين فاللام تفيد معنى الإيمان من أجله ومن أجل ما أتى به من الآيات، فكأنّه قال: آمنتم بربّ العالمين لأجل ما ظهر لكم على يدي موسى عليه السلام من آياته، وفي الموضع الذي ذكر فيه من أجله وعبّر عنه باللام هو الموضع الذي قصد فيه إلى الإخبار بأنّه كبيركم الذي علّمكم السحر، فلذلك خصّ باللام والأول خصّ بالباء. وقد تدلّ اللام على الإتباع، فيكون المعنى: اتّبعتموه لأنّه كبيركم في عمل السحر، وقد يؤمن بالخبر من لا يعمل عليه ولا يتّبع الداعي إليه ..

وهذا كلّه يصبّ في إعجاز القرآن العظيم ..

والله أعلم ..

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[14 - 08 - 2006, 12:43 م]ـ

السلام عليكم

شكرا للأخ أبي طارق على التصحيح، والشكر كذلك للأخ لؤي على المداخلة اللطيفة.

دمتم بخير

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير