تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[21 - 08 - 2006, 11:22 م]ـ

عند الموازنة بين قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [البقرة: 126 - 127]، وقوله علت كلمته: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) [إبراهيم: 25 - 27] نلاحظ أنّ الآية الأولى من سورة البقرة لا تفترق عن الآية الأولى من سورة إبراهيم إلا بحرف واحد هو (ال) التعريف في (البلد). ولنا أنْ نتساءل عن السرّ القرآني في ورود كلمة (بلداً) في سورة البقرة نكرة، وورودها في سورة إبراهيم (البلد) معرفة؟

إنّ المتدبّر في هذه الآيات الكريمة، والناظر إليها من خلال السياق في كلّ سورة يجد أنّ الآيات في سورة البقرة تُشعر أنّ سيّدنا إبراهيم عليه السلام يتحدّث عن بلد هو حديث عهد فيه، بل هو ما زال يبنيه ويرفع قواعده، ولذلك فإنّ هذا البلد ما زال نكرة في علم الغيب.

وأمّا في الآيات الأخرى من سورة إبراهيم فهي تدلّ على أنّ إبراهيم عليه السلام يدعو الله عزّ وجلّ أنْ يحفظ بلداً كبيراً معروفاً، عامراً بأهله، مليئاً بالأصنام التي يعبدها كثير من الناس. فكأنّ هذا البلد قد تطوّر وزاد أهله ولم يبقَ ذلك البلد الصغير الذي بناه إبراهيم عليه السلام من قبل.

والله أعلم

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[22 - 08 - 2006, 12:13 ص]ـ

بارك الله فيك أخي على هذا الإيضاح الجميل 00 ويكمن سر المفردة في القرآن الكريم إلى إعجازه البياني!

وفقك الله

مغربي

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 08 - 2006, 01:22 ص]ـ

بارك الله فيك أخي مغربي ..

[ CENTER][COLOR="DarkRed"][SIZE="5"] ويكمن سر المفردة في القرآن الكريم إلى إعجازه البياني!

حقّاً إنّ مفردات القرآن الكريم لتكشف لمن تدبّرها عن سرّ من أسرار إعجاز هذا الكتاب العظيم .. فسبحان الذي لا يصل إلى مستوى كلامه كلام، بل كلامه يعلو على كلّ كلام ..

ودمتم ..

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير