((فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ))
ـ[أبو طارق]ــــــــ[12 - 07 - 2006, 09:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى: (وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم ء أنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب) (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم): (إن تعذبهم فإنهم عبادك) فهذا مفروغ منها .. فنحن جميعا عباد الله مقهورون لإرادته .. خاضعون له سبحانه وتعالى ولقضائه .. ثم يقول عيسى بن مريم: (وإن تغفر لهم) هذا طبعا ما يرجوه كل إنسان من الله سبحانه وتعالى الرحمة والمغفرة .. ولكن هنا يتبع كلمة (وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم). لماذا لم يقل إنك أنت الغفور الرحيم؟ هنا موقف غفران .. فلماذا العزة في موقف الغفران .. وليست المغفرة والرحمة؟ يقول البعض إن سياق الكلام كان يقتضي أن يقول عيسى بن مريم (إنك أنت الغفور الرحيم) ونحن نقول إن كل من يثير هذا الكلام لا يفهم إعجاز القرآن .. فقول ابن مريم (إن تغفر لهم) .. يحمل نفس المعنى في إنك أنت الغفور وإلا إن لم تكن غفورا فكيف تغفر. ولكن قوله إنك أنت العزيز الحكيم ما سبب وضع العزيز الحكيم هنا .. هل الآية مختومة بما لا يتمشى مع العقل؟ الآية مختومة بعبارة من أبلغ ما يمكن .. هنا في مطلب الغفران .. وهو يدعو الله أن يغفر لعباده .. فيقول له: وإن تغفر لهم .. فإنك أنت العزيز .. أي الذي لا يحاسبه أحد على ما يفعل .. فلا أحد سيأتي ليقول لله لماذا غفرت لهؤلاء الناس الذين عصوا؟ لأنك أنت العزيز لا يحاسبه أحد .. وليس فوقه قوة .. فأنت يا ربي إن أردت أن تغفر لهم فهي مشيئة رحمتك .. فإنك قادر .. لماذا؟ لأنك أنت العزيز تستطيع أن تفعل ذلك دون أن يسألك أحد .. الحكيم الذي يتم كل أمر منك بحكمة وهكذا نرى أن هذه الكلمة وضعت بحكمة زيادة في الاستغفار .. زيادة في طلب المغفرة .. يا ربي اغفر لهم إنك أنت العزيز .. لا يحاسبك أحد .. ولا يعقب عليك .. وبالتالي فنحن نلوذ بشيئين بأنك غفور رحيم .. وبأنك عزيز حكيم .. غفور تغفر الذنوب للعاصين .. وعزيز تستطيع أن تغفر ما تشاء لمن تشاء .. بلا قيود .. ولا يحاسبك أحد على ما تفعل .. ولا يعتب عليك .. ولا يسألك .. انك تستطيع أن تغفر الذنوب مهما بلغت.
إسلاميات ( http://www.islamiyyat.com/albalagha.htm) دمتم بخير
ـ[محمد بن أحمد بن محمد]ــــــــ[13 - 07 - 2006, 12:22 ص]ـ
أبا طارق-زادك الله علما-
عندي توجيه لقوله تعالى: فإنك أنت العزيز الحكيم بدل المتوقع (إنك أنت الغفور الرحيم).
النصارى أفسدوا دينهم وأدخلوا فيه نظرية الفداء ..... واتبعوا هواهم فقالوا: إن المسيح حمل عن البشر أوزارها فما علىالإنسان إلا أن يومن به لينجو ....
النصارى متوسعون جدا في المغفرة ...... حتى أنه وجدت عندهم مهزلة صكوك الغفران ........ ومن هنا عدول المسيح عليه السلام عن ذكر المغفرة .... تجنبا لأية إشارة ولو من بعيد لما قد يتمسك به قومه في عقيدتهم الضالة.
والله أعلم.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[13 - 07 - 2006, 05:18 م]ـ
بارك الله فيك , وجزاك الله خيراً. إضافة طيبة. وقد جاء في تفسير السعدي لقوله تعالى:. {وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} أي: فمغفرتك صادرة عن تمام عزة وقدرة، لا كمن يغفر ويعفو عن عجز وعدم قدرة.
دمت ودام تواصلك.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 05:28 م]ـ
أخي العزيز أبا طارق
إعجاز القرآن لا حد له فهو يفوق الوصف ليس فقط في جوانب لغته وبيانه 00ليس فقط في بلاغته، وإنما في جوانب الحياة برمتها 00
ولا يخفى على مثلكم ما حققه القرآن الكريم ويحققه من تحف لا يملك المرء إلا أن يمجد الله 00 بقوله: سبحان الله وبحمده 00 سبحان الله العظيم 00
ها أنت ترى فتوحات في آفاق المعرفة: إعجاز طبي، علمي، كوني، بلاغي، بياني 00000 وما إلى ذلك
وما أدليت به هنا ماهو إلا يسير من الكثير والكثير 000 وما دام الأمر هكذا دعني أؤيد مقترحك بهذه الحادثة:
يحكى أن مجلسا لخليفة ما يكتض بالعلماء والفضلاء وأكابر القوم وعليته
ودار الحديث حول جدل ما 000 فما كان من أحد العلماء إلا أن أدلى بدلوه في قضية النقاش المطروحة فأدلى بهذه الآية: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (المائدة:38)
لكنه أخطأ فقال: (0000000 فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ غفورٌَرَحِيمٌ)!! وهكذا دار الحوار والأخذ والرد دون أن يلتفت أحد من الحاضرين إلا أعرابيا جاء لمنحة وعطاء فتنبه رغم قلة معرفته وزاده القليل فرد على العالم بقوله: لقد أخطأت 0
والصواب هو: إن المقام مقام عزة وحكمة وليس مقام عفو ورحمة00 فتناولوا مصحفا وقلبوا فيه فوجدوا ما صدمهم وتبينوا بعد ذلك 00
هاهو الأعرابي البسيط الذي جاء من البدو عرف من خلال ذائقته البسيطة أن المقام مقام عزة وحكمة 000 فهل هناك أروع من لغة القرآن وبلاغته وبيانه!!!
بارك الله فيك على إثارة هذه القضية 00 وجعل ما تقدمه في ميزان حسناتك
أخوك مغربي
¥