تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[العطف على المحذوف]

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[19 - 07 - 2006, 06:38 م]ـ

[العطف على المحذوف]

قال تعالى "وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ....... " (فصلت12)

وقال تعالى "إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب*وحفظا من كل شيطان مارد* (الصافات6 - 7).

يذكر الله سبحانه وتعالى في هاتين الاّيتين علة خلق الكواكب والنجوم، ولكنه اكتفى بذكر علة واحدة وهي "حفظا" معطوفة على علة أخرى محذوفة ومفهومة من السياق، ويمكن أن نقدرها بقولنا: متعة وتأملا، أي أنه زيّن السماء الدنيا بالكواكب متعة للناظرين وتأملا وحفظا من الشياطين.

وقد ورد مثل هذا الحذف في القراّن الكريم، حيث قال تعالى "اضرب بعصاك الحجر فانفجرت" أي: فضرب فانفجرت، فحذف المعطوف عليه "فضرب" لدلالة السياق عليه، وذلك لأن الإنفجار لا يكون إلا إذا حصل الضرب، وكذلك الحال في الاّيتين حيث حذف لدلالة السياق على المحذوف، وذلك لأن التزيين يكون من أجل المتعة والتأمل، وهذا من إيجاز الحذف الذي يدل على بلاغة القراّن الكريم.

والله أعلم

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[19 - 07 - 2006, 07:20 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله ..

الأخ العزيز والأستاذ الكبير عزام ..

قد أشرق المنتدى بإطلالتك الرائعة ..

ونحن بانتظار المزيد من مشاركاتك النافعة القيّمة ..

ـ[أبومصعب]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 10:35 ص]ـ

بارك الله فيكم ...

قال الله عز وجل: "فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) " سورة فصلت

وقال: "إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا" سورة الصافات

قال الشاطبي رحمه الله:

(بِزِينَةِ) نَوِّنْ فِـ ـي نَـ ـدٍ وَ (الْكَوَاكِبِ) انْصِبُوا صَـ ـفْوَةً ...

قال ابن القاصح:

أمر بتنوين التاء في " إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ" للمشار إليهما بالفاء النون من قوله "في ند" وهما حمزة وعاصم فتعين للباقين القراءة بترك التنوين ثم أمر بنصب الباء من (الكواكب) للمشار إليه بالصاد في صفوة وهو شعبة فتعين للباقين القراءة بخفضها، فصار حمزة وحفص يقرءان "بزينة" بالتنوين و"الكواكب" بالخفض وشعبة "بزينة" بالتنوين و"الكواكب" بالنصب، والباقون "بزينة" بترك التنوين و"الكواكب" بالخفض فذلك ثلاث قراءات.

قال العكبري في التبيان:

[قوله تعالى: " بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ "

«•» يقرأ بالإضافة، وفيه وجهان:

- أحدهما: أن يكون من إضافة النوع إلى الجنس كقولك: (باب حديد) فالزينة كواكب.

- والثاني: أن تكون الزينة مصدرا أضيف إلى الفاعل؛ وقيل إلى المفعول أي: زينا السماء بتزييننا الكواكب؛

-

«•» ويقرأ بتنوين الأول ونصب الكواكب، وفيه وجهان:

- أحدهما إعمال المصدر منونا في المفعول.

- والثاني: بتقدير أعني؛

«•» ويقرأ بتنوين الأول، وجر الثاني على البدل.

«•» وبرفع الثاني بالمصدر أي بأن زينتها الكواكب أو بأن زينت الكواكب أو على تقدير هي الكواكب

قوله تعالى: " وَحِفْظًا ": أي وحفظناها حفظا،]

وتقدير العكبري رحمه الله " وحفظناها حفظا " وافق فيه تقدير الأئمة الأعلام من المفسرين، وهو الصواب إن شاء الله، قال الله عز وجل في سورة الحجر: "وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17) " سورة الحجر

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 12:17 م]ـ

السلام عليكم:

أشكر للجميع مشاركتهم

أولا: إذا قدرنا فعلا محذوفا (وحفظناها حفظا) فلن يكون هناك دلالة على أنّ النجوم خُلقت من أجل حفظ السماء، وسيكون المعنى أن الله حفظ السماء من كل شيطان مارد، ولم يبن لنا كيف حفظها.

ثانيا: هل يجوز لنا أن نحذف الفعل من الجملة المعطوفة مع إبقاء حرف العطف كقولنا: يكافئ المعلم محمدا اعترافا و ( ...... ) واحتراما، على أساس حذف الفعل (يحترمه)؟.

ـ[أبومصعب]ــــــــ[28 - 07 - 2006, 02:03 ص]ـ

بارك الله فيك أخي الكريم،

أولا: إذا قدرنا فعلا محذوفا (وحفظناها حفظا) فلن يكون هناك دلالة على أنّ النجوم خُلقت من أجل حفظ السماء، وسيكون المعنى أن الله حفظ السماء من كل شيطان مارد، ولم يبن لنا كيف حفظها.

لعلك تعيد قراءة قول الله عز وجل "قال الله عز وجل في سورة الحجر: "وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17) " سورة الحجر، وقد كتبته لك في الرد السابق

ثانيا: هل يجوز لنا أن نحذف الفعل من الجملة المعطوفة مع إبقاء حرف العطف كقولنا: يكافئ المعلم محمدا اعترافا و ( ...... ) واحتراما، على أساس حذف الفعل (يحترمه)؟.

لا أدري ما ترمي إليه في قولك ( ...... ) واحتراما، لكن أجيبك إجمالا أن الحذف جائز في العربية مستحسن إذا دل عليه دليل، ولك في الآية أكثر من دليل على المحذوف، ومن المعلوم في أصول تفسير كلام الله التي سطرها العلماء، أن أصح طرق التفسير: تفسير القرآن بالقرآن وتفسير القرآن بالسنة وتفسير القرآن بأقوال الصحابة والتابعين،

وانظر بعد هذا في قول الله عز وجل "وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17) "

يتبين لك إن شاء الله صحة تقدير الإمام العكبري في التبيان (" وَحِفْظًا ": أي وحفظناها حفظا)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير