[قال تعالى"وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة"]
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[02 - 08 - 2006, 02:21 م]ـ
[قال تعالى"وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة"]
ورد هذا الجزء من الاّية في اّيتين من سورتي البقرة والأعراف، فقد قال تعالى في سورة البقرة"وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين " (البقرة 58).
وقال تعالى في سورة الأعراف "وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين" (الأعراف 161).
في هاتين الاّيتين عدة أمور منها:
أولا: قال تعالى في سورة البقرة (وإذ قلنا) ببناء الفعل للمعلوم بينما قال في سورة الأعراف (وإذ قيل لهم) بالبناء للمجهول، لأن جميع اّيات سورة البقرة التي تسبق هذه الاّية تبدأ بقوله تعالى: وإذ نجيناكم، وإذ فرقنا، وإذ واعدنا، وإذ اّتينا، وظللنا، فجاءت هذه الاّية على غرار الاّيات السابقة ببناء الفعل للمعلوم، حيث عدد الله سبحانه وتعالى نعمه على بني إسرائيل، أما في سورة الأعراف فالأمر لا يتطلب ذكر الفاعل.
ثانيا: قال تعالى في سورة البقرة (فكلوا) بينما قال في سورة الأعراف (وكلوا) لأن الأكل في سورة البقرة مترتب على الدخول، كما أنه يتحدث إليهم قبل دخولهم، أما في سورة الأعراف فالأكل غير مترتب على الدخول كما أنه يتحدث إليهم على أساس أنهم ساكنون فيها.
ثالثا: قال تعالى في سورة البقرة (رغدا) ولم يقل ذلك في الأعراف، من أجل الترغيب في الدخول، وأن هذه القرية تحتوي على كل ما لذّ وطاب أما في سورة الأعراف فيخاطبهم وكأنهم ساكنون فيها ولا يوجد داع لترغيبهم فيها أو في الدخول.
رابعا: قال تعالى في سورة البقرة "وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة) بتقديم الدخول على القول، بينما قال في سورة الأعراف (وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا) لأن اّية البقرة تبدأ بفعل الدخول (ادخلوا)،وبهذا يحصل التناسب المعنوي بين الفعلين، أما سورة الأعراف فلا تبدأ بفعل الدخول، كما أن سورة البقرة تترتب من الخاص إلى العام فالدخول أخص بالداخل من الدعاء، أما اّية الأعراف فتترتب من العام إلى الخاص، فهناك السكن ثم الأكل ثم الدعاء ثم الدخول.
خامسا: قال تعالى في سورة البقرة (نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين) بينما قال في سورة الأعراف (نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين) فجاء في سورة البقرة بجمع الكثرة (خطايا) من أجل الحث والترغيب على فعل الخير وأتبع ذلك بقوله (وسنزيد المحسنين) بذكر الواو من أجل التشديد والمبالغة، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى عدد الذنوب التي التي اقترفها بنو إسرائيل، ويريد منهم ويرغبهم على فعل الخير من أجل أن يكفر عنهم هذه الذنوب، أما في سورة الأعراف فالأمر لا يتطلب الحث والترغيب حيث لم يذكر ذنوبهم.
والله أعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 08 - 2006, 03:32 ص]ـ
الأخ عزام ..
قد أجدت في بيان الفروق بين الموضعين بارك الله فيك ..
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[04 - 08 - 2006, 12:02 م]ـ
وبورك فيك أخي لؤي