تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ما معنى هذه العبارة]

ـ[أبو محمد 25]ــــــــ[12 - 06 - 2006, 06:51 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

جاء في صفة الصفوة من حديث لقمان بن عامر عن أبي الدرداء قال: معاتبة الأخ خير له من فقده ومن لك بأخيك كله

فما معنى كلام أبي الدرداء رضي الله عنه؟

جزاكم الله خبرا

ـ[أحمد ... ]ــــــــ[13 - 06 - 2006, 08:48 ص]ـ

أن تعاتب أخاً فهذا لمصلحته وخيرٌ من فقده؛ أي أن تفقده ويفقدك، وذلك يضره؛ لأنه لن يجد أخاً له معاتباً وناصحاً بالخير.

أرجو أن اكون قد وفقت في فهم العبارة ... والله تعالى أعلم.

ولك التحية أخي الكريم أبا محمد.

ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[13 - 06 - 2006, 11:50 ص]ـ

هذا الأثر أخرجه عبد الله بن وهب المصري في الجامع، فقال: أخبرني إسماعيل بن عياش أن أبا الدرداء كان يقول: " معاتبة الأخ أهون من فقده، ومن لك بأخيك كله، وأعط أخاك وهب له ولا تطع به كاشحاً فتكون مثله غداً يأتيه الموت فيكفيك قبله كيف تبكيه في الممات وفي الحياة تركت وصله".

وأخرجه أبو نعيم في الحلية من طريق لقمان بن عامر على الوجه الذي ذكره السائل. وكتاب الحلية هو معتمد ابن الجوزي في الصفوة.

فقول أبي الدرداء: " معاتبة ... " فسره الميداني بقوله: " أي لأن تعاتبه؛ ليرجع إلى ما تحب خير من أن تقطعه، فتفقده". وقال موسى بن جعفر: "من لك بأخيك كله، لا تستقص عليه؛ فتبقى بلا أخ".

وتتبع عثرات الإخوان ليس من المرؤة، قيل لبعض العارفين: " ما المرؤة؟ قال: التغافل عن زلة الإخوان".

قال عنقود: فالعتاب قد يكون محمودا وقد يكون مذموما، فمن المذموم، ما يشير إليه قول كثير عزة:

ومن لم يُغمّض عينه عن صديقه وعن بعض ما فيه يمت وهو عائب

ومن يتتبع جاهدا كل عثرة يجدها ولم يسلم له الدهر صاحب

وقال بشار:

إذا كنت في كل الأمور معاتبا صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه

وقول بعض العقلاء: " إن المعاتبة تبعث التجني والتجني يبعث المخاصمة، والمخاصمة تبعث العداوة، ولا خير في شيء ثمرته العداوة".

وعلى مثل هذا يحمل قول الشاعر:

فدع ذكر العتاب فرب شر طويل هاج أوله العتاب

فإذى كان الإنسان كثير التتبع لعيوب صديقه، ومن ثم عتابه على كل صغيرة وكبيرة، فهذا من العتاب المذموم، ومثل ذلك عدم الحكمة في العتاب.

وأما إذا كان المقصد من العتاب طلب الخير للصديق، فالعتابُ، مع توخي الزمان والمكان، والحكمة في ذلك، محمودُ العواقب، وذلك العتاب من النصح الذي يدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم: " والنصح لكل مسلم". والمسلم العاقل يتلقى مثل هذا العتاب بقبول حسن؛ لما فيه من مصلحته، وما أجمل قول عمر: " رحم الله من أهدى إلي عيوبي".

قال الشاعر:

خليلي لو كان الزمان مساعدي وعاتبتماني لم يضق عنكما صدري

فأما إذا كان الزمان محاربي فلا تجمعا أن تؤذياني مع الدهر

وما أجمل قول الشافعي:

تعمدني بنصحك في انفراد ..... الخ.

قال ابن قدامة: " فإن كانت زلته في دينه، فتلطف في نصحه مهما أمكن، ولا تترك زجره ووعظه، فإن أبى فالمصارمة".

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير