وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ
ـ[سليم]ــــــــ[07 - 04 - 2006, 10:11 م]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى في سورة الصافات آية175:"وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ", ويقول عزوجل في نفس السورة آية 179:"وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ",فقد اورد الله عز وجل في كلا الآيتين (سوف) وهي تدل هنا على الوعد والوعيد كما تدل على التأخير والتنفيس ,ومن الملاحظ ان الآية الاولى افصحت عن الضمير في قوله"وَأَبْصِرْهُمْ "بينما في الآية الثانية حذف فما هو السر في هذا؟
يتضح من اقوال المفسرين ان الآية الاولى يدل على انزال العذاب المتمثل في نصر المسلمين على الكفار وكأن حال الآية يقول انظر الى حالهم وتأملْ أحوالهم ترَ كيف ننصرك عليهم، وهذا هو الوعد الذي ناله المسلمون (النصر) والوعيد الذي نزل بالكفار (الهزيمة) في الدنيا والدليل على هذا الآية التالية:"أفبعذابنا يستعجلون فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين "اي ان إستعجالهم وقولهم: متى هذا الوعد؟ متى هذا الفتح؟ دليلاً على ان المراد ب (ابصرهم) العذاب الدنيوي بالقهر والظفر عليهم. واما الآية الثانية "وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ "فيها الضمير محذوف فان المراد به التهديد بعذاب الآخرة ,فالحذف يشعر بالعموم وأن المراد إبصار ما عليه عامة الناس من الكفر والفسوق ويناسبه التهديد بعذاب يوم القيامة.
وهنا نكتة بلاغية آخرى وهي ذكر لفظة (حين) نكرة في الآيتين, فالحين هو الوقت ونكرت للتحقير المعنوي ليدل على القلة والقرب وهذا ينطبق على الحين (الوقت) في الحصول على الغلبة والنصر للمسلمين ,وفي الآية الثانية ليدل على ان الحين (الوقت) في مجيئ يوم القيامة قريب جدًا, يقول الله تعالى:" اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ" (1) /القمر.
هذا والله اعلم
ـ[سليم]ــــــــ[08 - 04 - 2006, 12:29 م]ـ
السلام عليكم
عذراً فقط ورد خطأ في تعيين موضع لفظة (حين) ,فالذي قصدته هو اقتران كل من الآيتين 175,179بالآيتين: (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (174) , وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (178) ... فحين وردت في الآيتين اللتين تسبقا 175,و179.
ـ[يوسف الساريسي]ــــــــ[08 - 04 - 2006, 10:58 م]ـ
أخي سليم
سلمك الله وسدد سهمك وغفر زلتك وزاد في علمك
ما تتحفنا به رائع فجزيت خيرا
والسلام عليكم
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[09 - 04 - 2006, 08:17 ص]ـ
قال تعالى:
{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (174) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (175) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (176) فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ (177) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (178) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (179) سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)} الصافات.
1) الحين:
كلمة (حين) نكرة تفيد أي حين (أي وقت).
وسنقول هنا أن الحين الأول هو ما قبل يوم الفتح، والحين الثاني يوم الفتح.
2) أبصر، الفعل هنا مطلوب فيه الإبصار وهو التبصير بالعين والإعلام.
3) إثبات الضمير وإسقاطه. له علاقة وثيقة بالحين الأولى والثانية.
لقد أثبت الله سبحانه وتعالى الضمير (هم) في الأولى لآن الضمير يدل على الكفار، وفي ذلك الحين (الحين الأول) كان للكفار بعض قوة، وذلك قبل الفتح.
فذكر الضمير إشارة لبعض آثار قوتهم.
وفي الحين الثاني، وهو يوم الفتح. اُسقط ذكر الضمير، وذلك لأنه لم يتبق لهم قوة بل أفلت شمسهم وخاب فألهم، وخوطب النبي صلى الله عليه وسلم، (أبصر) أنت، أي أبصر ما تريد من شؤونك التي يهمك النظر فيها، وأما هم فصاروا بحيث لا يبالي بهم ولا يفكر في أمرهم ولا يلتفت إليهم، فإنا أبدلنا من عزتهم ذلاًّ، ومن كثرتهم قلاًّ.