[زينة المؤمنات في القرآن الكريم]
ـ[أحلام]ــــــــ[07 - 04 - 2006, 02:01 م]ـ
زينة المؤمنات
قال الله تعالي:
{وَقُل للْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائهن أَوْ آبَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي لإِرْبَةِ مِنَ الرجَالِ أَوِ الطفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى عَوْرَاتِ النساء وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا المؤمنون لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (49).
هذا أمر من الله تعالى للنساء المؤمنات وغيرة منه لأزواجهن عباده المؤمنين وتمييز لهن عن صفة نساء الجاهلية وفعال المشركين وكان سبب نزول هذه الآية: ما ذكره مقاتل بن حيان قال: بلغنا ـ والله أعلم ـ أن جابر بن عبد الله الأنصاري حدث أن أسماء بنت مرثد كانت في محل لها في بني حارثة، فجعل النساء يدخلن عليها غير متأزرات فيبدو ما في أرجلهن من الخلاخل وتبدو صدورهن وذوائبهن فقالت أسماء: ما أقبح هذا, فأنزل الله تعالى: {وَقُل لّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ---} الآية.
وهذه الآية الكريمة تعد أكثرالآيا ت القرآنية اشتمالا علي الضمائر.
قال الإمام السيوطي في إتقانه (50) في النوع الثاني والأربعين تحت عنوان: قاعدة في الضمائر:
قال مكي:" ليس في كتاب الله آية اشتملت على ضمائر أكثر منها فإن فيها خمسة وعشرين ضميرا".
وقد خصّ الله- سبحانه وتعالى- الإناث هنا بالخطاب على طريق التأكيد؛ فإن قوله: «قل للمؤمنين» يكفي؛ لأنه قول عام يتناول الذَّكَر والأنثى من المؤمنين، حسب كلّ خطاب عام في القرآن. وظهر التضعيف في «يَغْضُضْنَ» ولم يظهر في «يَغُضُّوا» لأن لام الفعل من الثاني ساكنة ومن الأوّل متحركة، وهما في موضع جزم جواباً. وبدأ بالغَضّ قبل الفرج لأن البصر رائد للقلب؛ كما أن الحُمَّى رائد الموت. وأخذ هذا المعنى بعض الشعراء فقال:
ألم تر أن العين للقلب رائد
ما تألف العينان فالقلب آلف
وفي الخبر: «النظر سَهْم من سهام إبليس مسموم فمن غضّ بصره أورثه الله الحلاوة في قلبه». وقال مجاهد: إذا أقبلت المرأة جلس الشيطان على رأسها فزيّنها لمن ينظر؛ فإذا أدبرت جلس على عَجُزها فزيّنها لمن ينظر. وعن خالد بن أبي عمران قال: لا تُتْبِعنّ النظرة النظرة فربما نظر العبد نظرةً نَغِل منها قلبُه كما يَنْغَل الأديم فلا يُنتفع به.
وإذا كان الله-عزوجل-قدأمرالمؤمنين في الأيةالسابقة بغض الأبصار وحفظ الفروج-كذلك-أمرالؤمنات في هذه الآية الكريمة بمثل ما أمربه المؤمنين تزكية للنفوس وتطهيرا للمجتمع من ادران الفاحشة والتردىفي بؤرة الفساد والتحلل الخلقي، وتجنيبا للنفوس من أسباب الأغراء والغواية، وقد زاد الإسلام المرأة تزكية وطهرا, أن كلفهازيادةعلي الرجل بعدم إبداء الزينة لغير المحارم من الأقرباء وفرض عليها الحجاب الشرعي ليصون لها كرامتها, ويحفظها من النظرات الجارحة, والعيون الخائنة, ويدفع عنها مطامع المغرضين الفجار. ولما كان إبداء الزينة والتعرض بالفتنة من أهم أسباب التحلل الخلقي والفساد الاجتماعي لذلك فقد أكد الباري-جل وعلي-ذلك الأمر للمؤمنات بتجنب إظهار الزينة أمام الأجانب ليسدنوافذ الفتنة ويغلق أبواب الفاحشة ويحول دون وصول ذلك السهم المسموم
فالنظرة بريد الشهوة ورائد الفجورولقدأحسن من قال:
كل الحوادث مبداها من النظر
ومعظم النار من مستصغر الشرر
والمرء مادام ذاعين يقلبها
في أعين الغيد موقوف على الخطر
يسر مقلته ما ضر مهجته
لا مرحبا بسرور جاء بالضرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها
فتك السهام بلا قوس ولا وتر
فأمر الله سبحانه وتعالى المؤمنين والمؤمنات بغض الأبصار عما لا يحل؛ فلا يحل للرجل أن ينظر إلى المرأة، ولا المرأة إلى الرجل؛ فإن علاقتها به كعلاقته بها؛ وقصدها منه كقصده منها. وفي صحيح مسلم (*) عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنى أدرك ذلك لا محالة فالعينان تزنيان وزناهما النظر ... » الحديث
منقول عن كتاب الزينة في القرآن الكريم
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[07 - 04 - 2006, 08:40 م]ـ
بارك الله فيك أختنا أحلام على هذا الموضوع الطيب
ـ[أحلام]ــــــــ[07 - 04 - 2006, 09:23 م]ـ
الاخ الفاضل موسى احمد زغاري شكرا للمرور
وجزاك الله خيرا
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[09 - 04 - 2006, 09:48 م]ـ
:::
قالت عائشة التيمورية المتوفاة سنة 1320 هـ:
بِيَدِ العَفافِ أَصونُ حجابي = وبِعِصمَتي أَسمو على أترابي
وبفكرة وقادةٍ و قريحةٍ =نقَّادةٍ قد كُمِّلت آدابي
ما ضرني أدبي وحُسنُ تعلمي = إلاَّ بكوني زهرةً الألبابِ
¥