قال تعالى" لِمَ تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم"
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[26 - 03 - 2006, 06:39 م]ـ
قال تعالى" لِمَ تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم"
في الاّية السابقة حصل العدول عن أصل الاختيار بالضابط المعنوي على المحور الرأسي للغة، لأن (قد) مع الماضي تفيد التحقيق، وتفيد التشكيك مع المضارع، ومن غير المعقول أن يلومهم ويوبخهم إلا إذا كان العلم برسالته أكيدا عندهم، هكذا:
" لِمَ تؤذونني وقد علمتم أني رسول الله إليكم" (الأصل)
" لِمَ تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم " (العدول عن الأصل)
ولكن، لِمَ حصل العدول عن الأصل؟ حصل العدول عن الأصل من أجل إفادة التجدد والاستمرارية لحصول العلم عندهم، فالإنسان قد يعرف الشيء وينساه، ولكن إذا كان العلم متجددا صعب نسيانه، وهذه حجة عليهم بتأكيد التبليغ والعلم، واستحقاقهم اللوم والتبويخ بعد ذلك، وحجة للرسول الكريم الذي واصل عملية التبليغ مرة بعد مرة.
والله أعلم
ـ[سليم]ــــــــ[26 - 03 - 2006, 07:21 م]ـ
السلام عليكم
معنى (قد) في قوله " قَدْ تَعْلَمُونَ "؟ قلت: معناه التوكيد كأنه قال: وتعلمون علماً يقيناً لا شبهة لكم فيه.
(وقد) لتحقق العلم، أو لتأكيده، وصيغة المضارع للدلالة على الاستمرار، والمعنى: كيف تؤذونني مع علمكم بأني رسول الله، والرسول يحترم ويعظم، ولم يبق معكم شك في الرسالة لما قد شاهدتم من المعجزات التي توجب عليكم الاعتراف برسالتي، وتفيدكم العلم بها علماً يقينياً._الزمخشري, انتهى.
ولكن السؤال هو لماذا جاء الكلام عن سيدنا موسى (وقد انقضت رسالته) باستمرار تكذيب قومه له؟؟
لأن الإِتيان بعد " قد " بالمضارع هنا للدلالة على أن علمهم بذلك مجدّد بتجدد الآيات والوحي، وذلك أجدى بدوام امتثاله لأنه لو جيء بفعل المضي لما دلّ على أكثر من حصول ذلك العلم فيما مضى. ولعله قد طرأ عليه ما يبطله.
والله اعلم