[إنك لعريض القفا!]
ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[29 - 08 - 2006, 11:43 ص]ـ
ثبت في الصحاح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعدي بن حاتم حين حمل آية رفع الحرج في الصيام في سورة البقرة -187 على غير مفهومها: إنك لعريض القفا! وهو بلفظ: إن وسادك لعريض، وبلفظ: وسادك إذا لعريض كما في تفسير الطبري .. والإبهام الذي أعنيه، في إطلاق هذه الكناية بهذا اللفظ من في النبي صلى الله عليه وسلم على صحابي جليل .. إذ مقتضى الإطلاق يفيد - كماحدد البلاغيون - صفة البلادة في صاحبها! وما دعاني إلى هذا التشكيك، رد شيخنا العثيمين رحمه الله تعالى في ممتعه الماتع في باب الصوم هذا الوجه من التأول الذي قال به أرباب البيان .. فهل نجد محملا غيره تنقي به سقط الفهم؟!
إذا لم تستطع شيئا، فدعه * وجاوزه إلى ما تستطيع
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[29 - 08 - 2006, 01:48 م]ـ
هي كناية عن سوء الفهم.
فالمرء إن كان سيء الفهم قيل هو عظيم القفا أو عريض القفا.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[29 - 08 - 2006, 04:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري:
قال الخطابي في " المعالم " في قوله " إن وسادك لعريض " قولان: أحدهما يريد أن نومك لكثير، وكنى بالوسادة عن النوم لأن النائم يتوسد، أو أراد أن ليلك لطويل إذا كنت لا تمسك عن الأكل حتى يتبين لك العقال، والقول الآخر أنه كنى بالوسادة عن الموضع الذي يضعه من رأسه وعنقه على الوسادة إذا نام، والعرب تقول فلان عريض القفا إذا كان فيه غباوة وغفلة، وقد روي في هذا الحديث من طريق أخرى " إنك عريض القفا " وجزم الزمخشري بالتأويل الثاني فقال: إنما عرض النبي صلى الله عليه وسلم قفا عدي لأنه غفل عن البيان، وعرض القفا مما يستدل به على قلة الفطنة، وأنشد في ذلك شعرا، وقد أنكر ذلك كثير منهم القرطبي فقال: حمله بعض الناس على الذم له على ذلك الفهم وكأنهم فهموا أنه نسبه إلى الجهل والجفاء وعدم الفقه، وعضدوا ذلك بقوله " إنك عريض القفا " وليس الأمر على ما قالوه لأن من حمل اللفظ على حقيقته اللسانية التي هي الأصل إن لم يتبين له دليل التجوز لم يستحق ذما ولا ينسب إلى جهل، وإنما عنى والله أعلم أن وسادك إن كان يغطي الخيطين اللذين أراد الله فهو إذا عريض واسع، ولهذا قال في أثر ذلك: إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار، فكأنه قال: فكيف يدخلان تحت وسادتك؟ وقوله " إنك لعريض القفا " أي إن الوساد الذي يغطي الليل والنهار لا يرقد عليه إلا قفا عريض للمناسبة.
صحيح البخاري ( http://www.al-eman.com/hadeeth/viewchp.asp?BID=12&CID=184)
ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[30 - 08 - 2006, 12:21 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
أشكر أستاذي الفاضل أبا ذكرى على ذا التفضل وأحيي الأستاذ أبا طارق على التوضيح! ولكن وجه التأول لا يحمل إلا على اللغة التي ضيغ بها .. وقد تقرر عندهم: إن العربية حمالة أوجه. فلا بد قبل العرض من فهم النص في حدوده أعني حدود العربية .. ولما أبطل الشيخ العثيمين هذا التأول، إنما كان ردا على ما أفضى إلى معنى عناه جُمعة من اللغويين وهو البلادة قال في الممتع ج2: .. وكلما كان الإنسان طويل الرقبة كان غبيا لتباعد ما بين الدماغ والقلب، فيضعف فهمه لأن عرض الوسادة يدل على الرقبة وطولها يدل على البلاهة، وهذا قول من أبطل الأقوال. كيف يصف الرسول صلى الله علييه وسلم رجلا بأنه أبله؟! ا. ه غير أني استدركت على الشيخ - بفهم متواضع جدا - ورحت أجول في كتب العربية لعلي أجد خيطا رفيعا أشد به ما تشتت من سوء الفهم! وأظن - ويا ليت ظني لا يصيب - أن رد الشيخ لذلك التأول لم يكن في محله .. لحصره العرض في القفا في الطول، وهو تأول منتف بنص الحديث. فقد قال: عريض. وكنت قبلا سمعت كلام قيل فيه: إن البليد عريض القفا، وعلاج البليد الصفع على القفا! وهو في مستدقه متعذر لعدم إمكان الصفع .. لا يهم ذلك، فالنقل بالتمريض لا يجدى في الحكم .. وخير مطي للأديب الأريب التأسيس. قال صاحب الأساس: .. ومن المجاز هو عريض الوساد للأبله ا. ه هكذا ما ضبطه الزمخشري! وفي لسان العرب ما يغني ويكفي، قال: الوساد المتكأ ووسده إذا جعله تحت رأسه، وفي الحديث إن وسادك إذن لعريض كنى بالوساد عن النوم لأنه مظنته أراد أن نومك إذن كثير، وكنى بذلك عن عرص قفاه وعظم رأسه وذلك دليل الغباوة ويشهد له إنك لعريض القفا!!! وقال في المصباح: .. وهو عريض الوساد أي بليد ا. ه هذه بعض النقول العربية تلزمني حجة العدول عن الإبطال الذي قال به شيخنا العثيمين و ولزوم المصير إلى القول بصريح المعنى الذي نص عليه أرباب العربية، وهو البلادة! ولكن، أين المهرب من هذا المعى في نص الحديث؟ فهل عنى النبي عليه الصلاة والسلام هذا المعنى؟ أما أنا فأكاد أقطع أنه لم يعنه! ويمكن لقول الخطابي أن يجدينا كثيرا في اخيار أحد القولين المنقولين .. أو لعله يكون ضربا من التعريض والمزاح التي تواترت النقول بثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم .. ولعل أحد الأفاضل يجود علينا قبل أن يجور علينا هذا التطاول .. والله المستعان