[كيف نعرف القول الكذب؟]
ـ[ضاد]ــــــــ[27 - 04 - 2006, 04:50 م]ـ
:::
اختلفت أنا وزميل لي في تعريف القول الكذب التعريف اللغوي المعنوي, فقلت أنا: "الكذب هو كل قول تحقيق مناف للحقيقة"
لماذا "تحقيق"؟ كي أخرج من التعريف الأقوال القائمة على الافتراض أو الأقوال التي يعني قائلها عكس مجموع معاني كلماتها وغيرهما. (مثل محل السخرية إذا قال أحدهم لرجل سمين "أنت خفيف كالريشة" فهذا قول يفهم عكس مجموع معناه, على الرغم من أني لست متحمسا لإخراجه من مسمى الكذب)
والقول التحقيق هو القول المعني معناه في محل الجد. وإذا نافى هذا القول الحقيقة صار قولا كذبا.
ولكن اعترضتني حالات غيرت من هذا المفهوم عندي مثل:
عمرو لا يعلم أن زيدا تعرض لحادث وتوفي فيقول: زيد أعز أصدقائي وفي طريقه لزيارتي ويصل بعد قليل.
وهذه الحالات مبنية على جهل القائل الكلي أو الجزئي بالحقيقة فيتكلم حسب ما لديه من علم عنها فهو لا يكذب لأن جزءا من الحقيقة غائب عنه, على الرغم من أن القول مناف لها, وهو قول تحقيق لأن قائله يعني ما يقول حقيقة.
ما رأي الإخوة والأخوات في الموضوع؟
أرجوكم المشاركة لأهمية الموضوع عندي, وهو داخل في باب المعنوية semantics وعلاقة القول بالحقيقة, والباب شاسع ومتشعب ولكن دعنا نتطرقه قليلا قليلا.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 12:03 ص]ـ
الأخ الفاضل ضاد حفظه الله ..
من أسدّ كلام وأحسنه في تعريف الكاذب، أنّه يَحكُمُ بالوجود فيما ليس بموجود، وبالعدم فيما ليس بمعدوم ..
ـ[أبو جمال]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 12:26 ص]ـ
:::
أخي الكريم
لدي تعليقان على موضوع تعريف الكذب، أحدهما جريا على تعريف الكذب لأنه يمكن أن يكون تعريفا صحيحا، وثانيهما هو رفض تعريف الكذب أصلا وليس رفض تعريفك أنت بالذات.
أخي الكريم، عند التدقيق في تعريفك للكذب فإن المثال الذي ضربت لا يتناقض معه.
لأن التعريف لم يتحدث عن كون الشخص كاذبا وإنما تحدث عن القول بأنه كذب، فالمسألة ليست في تعريف فعل الكذب وإنما هي في تعريف القول الكذب، فقدوم زيد بعد قليل كذب، ولكن عمرو ليس كاذبا.
ويمكن أن يحصل مثل ذلك في عدم الفهم كما حصل في عدم العلم فقد يقول لك زيد قولا فتفهمه أنت على وجه ما وتنقله إلى عمرو كما فهمته، وعندما يعاتب عمرو زيدا بما نقلت له، يقول زيد: هذا كذب، ولكني لا أظن أخي كاذبا وإنما فهم من قولي كذا أني أريد كذا، مع أنني أريد شيئا آخر.
ومثل ذلك مثلا أن يقول القائل: الاشتراكية من الإسلام، أو الديمقراطية من الإسلام، على غير فهم لمعنى أي من هذه الثلاثة، فكلامه كذب، ولكنه قد لا يكون كاذبا.
ـ[أبو جمال]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 12:48 ص]ـ
:::
أخي الكريم،
أما تعليقي الثاني فهو ما يتعلق بالعنوان الذي عنونت به ردي
أخي الكريم
التعريف لأي شيء هو وصف جامع مانع لذلك الشيء
والتعريف وضع من أجل وضع حدود معينة لألفاظ فهمها صعب بدون تعريفها
فمثلا لا يفهم معنى الفقه بالشكل الصحيح إلا بعد تعريفه فصار التعريف ضروريا لفهم المعنى خاصة وأن هذه الألفاظ نقلت من معانيها اللغوية إلى معان اصطلاحية خاصة بفن معين أو بعلم خاص
فأهل الصرف يهمهم تعريف إسم الفاعل واسم المفعول الذي قد يختلط فهمه بالفاعل والمفعول به عند أهل النحو، فاقتضى الأمر ترسيم الحدود بين هذه المصطلحات حتى يكون فهمها دقيقا سليما عند الدارسين.
وأهل البيان يهمهم تعريف الاستعارة كما يهمهم تعريف الكناية حتى لا يحصل الخلط بينهما وبدون التعريف يصعب فهم كل منهما.
وللمحدثين معان في قولهم صحيح أو حسن أو ضعيف تختلف عن المعاني التي تتبادر إلى أذهانا إذا استخدمنا هذه الألفاظ في غير هذا البحث، فلزمهم كذلك تعريفها.
والفقهاء يفرقون بين الحرام والمكروه، وبين السبب والشرط، وبين الدليل وشبهة الدليل، وكل ذلك يحتاج إلى تعاريف حتى يتوضح المعنى.
إلا أنه لا ينبغي تعريف كل شيء، لأن الأصل هو الفهم الطبيعي للألفاظ، أي الفهم الآلي التلقائي، وإنما وضعت التعاريف لخصوصيات معينة ولتشعبات دقيقة يصعب معها إن لم يستحل أحيانا فهم المعنى بدون التعريف.
¥