تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من بديع إبن المعتز]

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 01:37 م]ـ

من الكلام البديع قول الله تعالى وإنهُ في أُم الكتاب لدينا لعليُُّ حكيمُُ ومن الشعر البديع قوله من البسيط ... والصُبحُ بالكوكب الدُّرىِّ منْحورُ

وإنما هو استعارة الكلمة لشيء لم يعرف بها من شيء قد عرف بها مثل أم الكتاب ومثل جناح الذل ومثل قول القائل الفكرة مخ العمل فلو كان قال لبّ العمل لم يكن بديعاً.

ومن البديع أيضاً التجنيس والمطابقة وقد سبق إليهما المتقدمون ولم يبتكرهما المحدثون وكذلك الباب الرابع والخامس من البديع.

وقد أسقطنا من كتابنا هذا أسانيد الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعن أصحابه إذا كان ذلك من التكثير ولم نذكر إلا حديثاً مشهوراً. ولعل بعض من قصر عن السبق إلى تأليف هذا الكتاب ستحدثه نفسه وتمنّيه مشاركَتنا في فضيلته فيسمى فناً من فنون البديع بغير ما سميناه به أو يزيد في الباب من أبوابه كلاماً منثوراً أو يفسر شعراً لم نفسره أو يذكر شعراً قد تركناه ولم نذكره إما لأن بعض ذلك لم يبلغ في الباب مبلغ غيره فألقيناه أو لأن فيما ذكرنا كافياً ومغنياً. وليس من كتاب إلا وهذا ممكن فيه لمن أراده وإنما غرضنا في هذا الكتاب تعريف الناس أنّ المحدثين لم يسبقوا المتقدمين إلى شيء من أبواب البديع وفي دون ما ذكرنا مبلغ الغاية التي قصدناها وبالله التوفيق.

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 01:39 م]ـ

الباب الأول من البديع وهو الاستعارة

قال الله تعالى هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب. وقال واخفض لهما جناح الذل من الرحمة. وقال واشتعل الرأس شيباً. وقال أو يأتيهم عذاب يوم عقيم. وقال وآية لهم الليل نسلخ منه النهار.

الأحاديث. فأما أحاديث النبي صلى الله عليه فقوله خير الناس رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله كلما سمع هيعة طار إليها. وقوله ضموا ماشيتكم حتى تذهب فحمة العشاء. وقوله إنا لا نقبل زبد المشركين أي رفدهم. وقال صلى الله عليه رب تقبل توبتي واغسل حوبتي. وقال صلى الله عليه غلب عليكم داء الأمم الذين من قبلكم الحسد والبغضاء وهي الحالقة حالقة الدين لا حالقة الشعر.

كلام الصحابة. قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في كتابه إلى ابن عباس وهو عامله على البصرة في بعض كلامه أرغِب راغبهم واحلل عُقد الخوف عنهم. وسُئل عن تغيير الشيب وما روى في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله غيّروا الشيب ولا تشبهوا باليهود فقال علي رضي الله عنه إنما قال ذلك والدين في قُلٍ فأما وقد اتسع نطاق الإسلام فكل امرء وما اختار لنفسه. وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه وذكر الملوك فقال إن الملوك إذا ملك أحدهم زهّده الله في ماله ورغّبه في مال غيره وأشرب قلبه الإشفاق وهو يحسد على القليل ويتسخط الكثير جذلُ الظاهر حزين الباطن فإذا وجبت نفسهُ ونضب عمره وضحاً ظلّه "حاسبه الله عز وجل" فأشد حسابه وأقل غفره أراد من هذا نضب عمره وهو من الاستعارة ورووا أن علياً رضي الله عنه سأل كبير فارس عن أحمد سير ملوكهم عندهم فقال لأردشير فضيلة السبق غير أن أحمدهم سيرة أنوشروان قال فأي أخلاقه كان أغلب عليه قال الحلم والأناة قال علي رضي الله عنه هما توأمان ينتجهما علو الهمة. وقال علي رضي الله عنه العلم قفلُُمفتاحه السؤال. ورووا أن علياً رضي الله عنه قال لبعض الخوارج في حديث طويل والله ما عُرفْتَ حتى نعرَ الباطل فنجمت نجوم قرْنِ الماعزة. أردنا قوله نعر الباطل. وروا أن عمر رضي الله عنه لما حصّب المسجد قال له رجل لم فعلت ذلك فقال هو أغفرُ للنخامة. وقال الشعبيّ كتب خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس عند مقدمه العراق أما بعد فالحمد لله الذي فض خدمتكم وفرق كلمتكم. الخدمة الحلقة المستديرة ومنه قيل للخلاخيل خِدامُ. قال الشاعر: وتُبْدي لذاك العذارى الخِداما

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 01:39 م]ـ

وسئلت عائشة رضي الله عنها هل كان النبي صلى الله عليه يفضل بعض الأيام على بعض قالت كان عمله ديمة أي دائماً. ولما قتل عثمان رضي الله عنه قال أبو موسى هذه حيصة من حيصات الفتن بقيت المثقلة الرداح. وقال الحجاج يوماً في حديث ذكره الشعبي دلوني على رجل سمين الأمانة. ولما عقدت الخوارج الرياسة لعبد الله بن وهب الراسبي أرادوه على الكلام فقال لا خير في الرأي الفطير والكلام القضيب فلما فرغوا من البيعة له قال دعوا الرأي يغب فإن غبوبه يكشف لكم عن فصة. وقال بعض الصالحين في ذمة الدنيا دار غرست فيها الأحزان وسكنها الشيطان وذمها الرحمن وعوقب بها الإنسان. وكان يقال رأس المآثم الكذب وعمود الكذب البهتان. وقال ابراهيم النخعي الفكر مخ العمل. وقيل لأعرابي إنك لحسن الكدنة قال ذاك عنوان نعمة الله عندي. ووصف أعرابي قوماً فقال كانوا إذا اصطفوا سفرت بينهم السهام وإذا تصافحوا بالسيوف فغر الحمام. وقال أكثم الحلم دعامة العقل. وسئل آخر عن البلاغة فقال دنو المآخذ ونزع الحجة وقليل من كثير. وقال خالد ابن صفوان لرجل رحم الله أباك فإنه كان يقرى العين جمالاً والأذن بياناً. وسئل أعرابي عن صديق له فقال صفرت عياب الود بيني وبينه بعد امتلائها واكفهرت وجوه كانت بمائها. وذكر أعرابي رجلاً فقال إن الناس يأكلون أماناتهم لقماً وفلان يحسوها حسواً. وقيل لأعرابية أين بلغتْ قِدْرك فقالت حين قام خطيبها. وقال بعضهم من ركب ظهر الباطل نزل دار الندامة. وقيل لأعرابي كم أهلك قال أب وأم وثلثة أولاد أنا سبيل عيشهم. وقيل لرؤبة كيف خلفت ما وراءك قال المراد يابس والمال عابس. ومن الاستعارة قول امرء القيس من الطويل وليل كموج البحر مرخ سدوله على بأنواع الهموم ليبتلي

فقلت له لما تمطى بصلبه وأردف أعجازاً وناء بكلكل

هذا كله من الاستعارة لأن الليل لا صلب له ولا عجز

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير