تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد غلب الطابع الغنائي والأخلاقي على مسرحياته، وضعف الطابع الدرامي، وكانت الحركة المسرحية بطيئة لشدة طول أجزاء كثيرة من الحوار، غير أن هذه المآخذ لا تُفقِد مسرحيات شوقي قيمتها الشعرية الغنائية، ولا تنفي عنها كونها ركيزة الشعر الدرامي في الأدب العربي الحديث.

منح الله شوقي موهبة شعرية فذة، وبديهة سيالة، لا يجد عناء في نظم القصيدة، فدائمًا كانت المعاني تنثال عليه انثيالاً وكأنها المطر الهطول، يغمغم بالشعر ماشيًا أو جالسًا بين أصحابه، حاضرًا بينهم بشخصه غائبًا عنهم بفكره؛ ولهذا كان من أخصب شعراء العربية؛ إذ بلغ نتاجه الشعري ما يتجاوز ثلاثة وعشرين ألف بيت وخمسمائة بيت، ولعل هذا الرقم لم يبلغه شاعر عربي قديم أو حديث.

وكان شوقي مثقفًا ثقافة متنوعة الجوانب، فقد انكب على قراءة الشعر العربي في عصور ازدهاره، وصحب كبار شعرائه، وأدام النظر في مطالعة كتب اللغة والأدب، وكان ذا حافظة لاقطة لا تجد عناء في استظهار ما تقرأ؛ حتى قيل بأنه كان يحفظ أبوابًا كاملة من بعض المعاجم، وكان مغرمًا بالتاريخ يشهد على ذلك قصائده التي لا تخلو من إشارات تاريخية لا يعرفها إلا المتعمقون في دراسة التاريخ، وتدل رائعته الكبرى "كبار الحوادث في وادي النيل" التي نظمها وهو في شرخ الشباب على بصره بالتاريخ قديمه وحديثه.

وكان ذا حس لغوي مرهف وفطرة موسيقية بارعة في اختيار الألفاظ التي تتألف مع بعضها لتحدث النغم الذي يثير الطرب ويجذب الأسماع، فجاء شعره لحنًا صافيًا ونغمًا رائعًا لم تعرفه العربية إلا لقلة قليلة من فحول الشعراء.

وإلى جانب ثقافته العربية كان متقنًا للفرنسية التي مكنته من الاطلاع على آدابها والنهل من فنونها والتأثر بشعرائها، وهذا ما ظهر في بعض نتاجه وما استحدثه في العربية من كتابة المسرحية الشعرية لأول مرة.

وقد نظم الشعر العربي في كل أغراضه من مديح ورثاء وغزل، ووصف وحكمة، وله في ذلك أوابد رائعة ترفعه إلى قمة الشعر العربي، وله آثار نثرية كتبها في مطلع حياته الأدبية، مثل: "عذراء الهند"، ورواية "لادياس"، و"ورقة الآس"، و"أسواق الذهب"، وقد حاكى فيه كتاب "أطواق الذهب" للزمخشري، وما يشيع فيه من وعظ في عبارات مسجوعة.

وقد جمع شوقي شعره الغنائي في ديوان سماه "الشوقيات"، ثم قام الدكتور محمد صبري السربوني بجمع الأشعار التي لم يضمها ديوانه، وصنع منها ديوانًا جديدًا في مجلدين أطلق عليه "الشوقيات المجهولة".

ظل شوقي محل تقدير الناس وموضع إعجابهم ولسان حالهم، حتى إن الموت فاجأه بعد فراغه من نظم قصيدة طويلة يحيي بها مشروع القرش الذي نهض به شباب مصر، وفاضت روحه الكريمة في (13 من جمادى الآخرة = 14 من أكتوبر 1932م

قصيدة نظرة فابتسامة:

خدعوها بقولهم حسناءُ

والغواني يغرهن الثناءُ

أتراها تناسب اسمي لما

كثرت في غرامها الأسماءُ

إن رأني تميل عني كأن لم

تك بيني وبينها أشياءُ

نظرة فابتسامة فسلامٌ

فكلامٌ فموعدٌ فلاقاءُ

يوم كنا ولا تسل كيف كنا

نتهادى من الهوى ما نشاءُ

وعلينا من العفافِ رقيبٌ

تعبت في مراسه الأهواءُ

جاذبتني ثوبي العصي وقالت

أنتم الناس يهاالشعراءُ

فاتقوا الله في قلوب العذارى

فالعذارى قلوبهن هواءُ

ـ[حسن]ــــــــ[11 - 03 - 2006, 09:18 ص]ـ

:::

تأكدت من صحة المعلومات والحمدلله

وكما أني أتيت بقصيدة للشاعر أحمد شوقي

وأريد ممن هو سابق للخير تحليلها أدبي

ونحوي صرفي وبلاغي

أو ماتقتدرون به من تحليل هذا ولكم مني

من يتمناه كل عبد مؤمن وهو الدعاء

وجزاكم الله ألف خير

وُلِد الُهدى، فالكائنات ضياء .... وفم الزمان تَبَسُّمٌ وثناءُ


الروح والملأ الملائك حوله .... للدين والدنيا به بُشراء
_______
والعيش يزهو، والحظيرة تزدهي .... والمنتهى والسِّدرة العصماء
_______
والوحي يقطر سلسلاً من سَلْسَلٍ .... واللوح والقلم البديع رُواء

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير