تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[يوسف الساريسي]ــــــــ[16 - 03 - 2006, 11:19 ص]ـ

أنقل ما أجبت به الأخ جمال في منتدى العقاب إلى منتداكم الطيب وهو:

السلام عليكم

الآيات من سورة البلد: (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10) فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18))

أما بالنسبة لقوله تعالى في سورة البلد (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11))، أي فهلا أنفق ماله الذي يزعم أنه أنفقه في عداوة محمد عليه الصلاة والسلام, هلا أنفقه لاقتحام العقبة فيأمن. قال ابن زيد وجماعة من المفسرين: معنى الكلام الاستفهام الذي معناه الإنكار; تقديره: أفلا اقتحم العقبة; أو هلا اقتحم العقبة. يقول: هلا أنفق ماله في فك الرقاب, وإطعام السغْبَان, ليجاوز به العقبة, فيكون خيرا له من إنفاقه في عداوة محمد صلى الله عليه وسلم.

وقوله تعالى فلا اقتحم العقبة متعلق بما قبله وهو وهديناه النجدين. والعقبة في الأصل الطريق الوَعْرٌ الذي في الجبل سميت بذلك لصعوبة سلوكها. أما النجدين فقد ورد في فتح القدير للشوكاني "وهديناه النجدين النجد الطريق في ارتفاع قال المفسرون بينا له طريق الخير وطريق الشر وقال الزجاج المعنى ألم نعرفه طريق الخير وطريق الشر مبينتين كتبين الطريقين".

والعلاقة بين النجدين والعقبة هي حث وتحفيز الإنسان على إتباع نجد أو طريق الخير والهدى وإن كان عقبة كؤودا يصعب اقتحامها لمشقة السير فيها تماما كما أن الجنة حفت بالمكاره، والنتيجة المرغوبة لمن يسير في هذا النجد بمجاهدة النفس هي أن يكون من المؤمنين أصحاب الميمنة، فينال الإنسان رضى الرحمن.

جاء في تفسير الطبري: وقوله أولئك أصحاب الميمنة يقول الذين فعلوا هذا الأفعال التي ذكرتها من فك الرقاب وإطعام اليتيم وغير ذلك أصحاب اليمين الذين يؤخذ بهم يوم القيامة ذات اليمين إلى الجنة. وورد كذلك في زاد المسير قوله: "والسابع أن ذكر العقبة هاهنا مثل ضربه الله تعالى لمجاهدة النفس والهوى والشيطان في أعمال". وجاء في تفسير البحر المحيط: "والعقبة استعارة للعمل الشاق على النفس، من حيث بذل المال، تشبيها لها بعقبة الجبل وهو ما صعب منه وقت الصعود فإنه يلحقه مشقة في سلوكها".

والخلاصة هي أن الفاء في "فلا" تفيد الترتيب والتعقيب أي أن المقصود من إنعام الله عليه بالعينيين واللسان والشفتين وهداية النجدين، هو أن يكون عاقبة ذلك ونتيجته أن يختار الإنسان طريق الخير فيكون من الذين آمنوا. فالفاء أفادت التعقيب لما قبلها من لزوم اختيار طريق الخير، لأنه ما من شيء يمنعه من ذلك بوجود العينيين واللسان والشفتين وهداية النجدين.

فأقول أن الاستفهام هنا معناه الإنكار على من لم يختر طريق الهدى فيصير من أصحاب الميمنة.

هذا والله أعلم

ولكم التحية المباركة الطيبة

ـ[سليم]ــــــــ[16 - 03 - 2006, 12:26 م]ـ

السلام عليكم

اقْتَحَمَ يَقْتَحِمُ اقْتِحاماً, وتعني الدخول والمجاوزة بجهد وعناء, والعقبة: الطَّرَيق الوعرة فِي الْجَبَل ,والمقصود الصعوبة وهنا في الآية تعني العمل الصالح لما في ذلك من معاناة المشقة ومجاهدة النفس.

والآية "فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ" فالملاحظ ان الفعل اقتحم زمنه الماضي ,وحسب كلام العرب في دخول لا النافية على الماضي يجب ان تتكرر, إلا انها هنا لم تُكرر لفظيًا وانما في المعنى كما قال الزمخشري في تفسيره الكشاف حيث قال:"إن معنى "فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ" فلا فك رقبة, ولا أطعم مسكينًا.

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 03 - 2006, 08:56 م]ـ

الأخ يوسف

أنا محتار في قولك

فقد رجحت أخي قولين---أحدهما معنى التحضيض في قولك

"أي فهلا أنفق ماله الذي يزعم أنه أنفقه في عداوة محمد عليه الصلاة والسلام, هلا أنفقه لاقتحام العقبة فيأمن."

وثانيهما --معنى الإستفهام الإنكاري في قولك"فأقول أن الاستفهام هنا معناه الإنكار على من لم يختر طريق الهدى فيصير من أصحاب الميمنة."

وأقول أنّه عليك إختيار أحدهما

"

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 03 - 2006, 03:39 م]ـ

قال ابن عادل

(قوله: {فَلاَ ?قتَحَمَ ?لْعَقَبَةَ}.

قال الفراءُ والزجاجُ: ذكر " لا " مرة واحدة، والعرب لا تكاد تفرد: " لا " مع الفعل الماضي، حتى تعيد " لا "، كقوله تعالى:

{فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّى?}

[القيامة: 31] وإنَّما أفردها لدلالة آخر الكلام على معناه، فيجوز أن يكون قوله تعالى: {ثُمَّ كَانَ مِنَ ?لَّذِينَ آمَنُواْ} قائماً مقام التكرير، فكأنه قال: فلا اقتحم العقبة ولا آمن.

وقال الزمخشريُّ: هي متكررة في المعنى؛ لأن معنى: " فلا اقتحم العقبة: فلا فكَّ رقبة، ولا أطعم مسكيناً ". ألا ترى أنه فسر اقتحام العقبة بذلك؟.

قال أبو حيَّان: ولا يتم له هذا إلا على قراءة: " فكّ " فعلاً ماضياً.

وقال الزجاج والمبردُ وأبو عليٍّ، وذكره البخاري عن مجاهد: أن قوله تعالى: {ثُمَّ كَانَ مِنَ ?لَّذِينَ آمَنُواْ} يدل على أن " لا " بمعنى: " لم "، ولا يلزم التكرير مع " لم "، فإن كررت " لا " كقوله:

{فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّى?}

[القيامة: 31]، فهو كقوله تعالى:

{لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ}

[الفرقان: 67].)


وقد لفت انتباهي نقد أبي حيّان للزمخشري إذ قال (وقال الزمخشريُّ: هي متكررة في المعنى؛ لأن معنى: " فلا اقتحم العقبة: فلا فكَّ رقبة، ولا أطعم مسكيناً ". ألا ترى أنه فسر اقتحام العقبة بذلك؟.

قال أبو حيَّان: ولا يتم له هذا إلا على قراءة: " فكّ " فعلاً ماضياً.)

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير