وقوله: {مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ} [النمل: 49]، أي ما شهدنا مهلِك أهله ومهلكه، بدليل قوله: {لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ} [النمل: 49]؛ وما رُوي أنهم كانوا عزموا على قتله وقتل أهله؛ وعلى هذا فقولهم: {وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} [النمل: 49] كذب في الإخبار، وأوهموا قومَهم أنهم [إذا] قتلوه وأهلَه سرّاً ولم يشعر بهم أحد؛ وقالوا تلك المقالة [190/أ] [يوهمون] أنهم صادقون، وهم كاذبون.
ويحتمل أن يكون من حذف المعطوف عليه؛ أي ما شهدنا مهلكه ومهلك أهله.
وقال بعض المتأخرين: أصله ما شهدنا مهلك أهلِك بالخطاب؛ ثم عدل عنه إلى الغيبة، فلا حذف. وقد يحذف المعطوف مع حرف العطف، مثل: {لاَ يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ ?لْفَتْحِ وَقَاتَلَ} [الحديد: 10].
وقوله تعالى: {وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا [فَفَسَقُواْ فِيهَا} [الإسراء: 16]؛ أي أمرنا مُتْرَفِيهَا]، فخالفوا الأمر، ففسقوا. وبهذا التقدير يزول الإشكال من الآية؛ وأنه ليس الفسق مأموراً به. ويحتمل أن يكون: {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} [الإسراء: 16] صفة للقرية لا جواباً لقوله: {وَإِذَآ أَرَدْنَآ} [الإسراء: 16]، التقدير: وإذا أردنا أن نهلك قرية من صفتها أنا أمرنا مترفيها ففسقوا فيها؛ ويكون إذا على هذا لم يأت لها جواب ظاهر استغناء بالسياق، كما في قوله: [تعالى] {حَتَّى? إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} [الزمر: 73].
حذف المعطوف عليه
{فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ ?لأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ ?فْتَدَى? بِهِ} [آل عمران: 91]، [أي لو مَلَكه ولو افتدى به].
ويجوز حذفه مع حرف العطف، كقوله [تعالى]: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى? سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 184]، أي فأفْطَر فعدة.
وقوله: {أَنِ ?ضْرِب بِّعَصَاكَ ?لْبَحْرَ فَ?نفَلَقَ} [الشعراء: 63] التقدير: فضرب فانفلق، فحذف المعطوف عليه، وهو "ضرب"، وحرف العطف وهو الفاء المتصلة بـ "انفلق" فصار: {فانفلق} فالفاء الداخلة، على "انفلق" هي الفاء التي كانت متصلة بـ {ضرب} وأما المتصلة بـ "انفلق" فمحذوفة.
حذف المبدل منه
اختلفوا فيه، وخرّج عليه قوله: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ ?لْكَذِبَ [هَـ?ذَا حَلاَلٌ وَهَـ?ذَا حَرَامٌ]} [النحل: 116
حذف الموصول
قوله: {آمَنَّا بِ?لَّذِي? أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ} [العنكبوت: 46]، أي والذي أنزل إليكم؛ لأن "الذي أنزل إلينا" ليس هو الذي أنزل إلى ما قبلنا؛ ولذلك أعيدت "ما" بعد "ما" في قوله: {قُولُو?اْ آمَنَّا بِ?للَّهِ وَمَآ أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَى? إِبْرَاهِيمَ} [البقرة: 136].
وهو نظير قوله. [{آمِنُواْ بِ?للَّهِ وَرَسُولِهِ وَ?لْكِتَابِ ?لَّذِي نَزَّلَ عَلَى? رَسُولِهِ وَ?لْكِتَابِ ?لَّذِي? أَنزَلَ مِن قَبْلُ} [النساء: 136].
حذف المخصوص في باب نعم ,إذا علم من سياق الكلام:
كقوله تعالى: {نِعْمَ ?لْعَبْدُ [إِنَّهُ أَوَّابٌ]} [ص: 30] التقدير: نعم العبد أيوب، أو نعم العبد هو، لأن القصة في ذكر أيوب؛ فإن قدرت: نعم العبد هو؛ لم يكن "هو" عائداً على العبد بل على أيوب.
وكذلك قوله تعالى: {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ ?لْقَادِرُونَ} [المرسلات: 23]، أي نحن.
يتبع ...
ـ[السهل الممتنع]ــــــــ[07 - 06 - 2009, 08:04 م]ـ
أخي سليم جزاك الله خيراً
هل يحذف المفعول
فمثلاً في قوله تعالى (ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير) القصص/23
هنا حذف المفعول في أربعة مواضع على حد قول أستاذنا لكني لا أصل إليها
هل هي واضحة بالنسبة لك؟