تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[سليم]ــــــــ[20 - 05 - 2006, 02:10 م]ـ

السلام عليكم

لقد بدأ القرآن يتحدى العرب أن يأتوا بمثله وأمهلهم اياماً وشهوراً وسنينًا وتحداهم باسلوب التدني أي من أعلى الى أدنى من حيث حجم التحدي, فقال لهم اول الامر:" فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ " (34) /الطور, ولم تستطع السنتهم وبلاغتهم أن يأتوا بمثله, فطلب القرآن منهم أن بعشر سور منه في قوله تعالى في سورة هود:" أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (13) ,وهنا ايضًا لم تستطع العرب أن تحرك ساكنًا ,وثم انتقل التحدي الى ما هو ادنى وأخف وطأة فتحداهم بسورة واحدة فقط في قوله عز وجل:" أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ" (38) /يونس, فتعذر عليهم هذا, وبان عجزهم رغم فصاحتهم وبلاغتهم وكثرة الشعراء والبلغاء فيهم وأعلن القرآن إعجاز القرآن الى أن يرث الله الارض ومن وما عليها حيث يقول الله تعالى:" قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) /الاسراء.

ولما بان عجزهم واصبح القرآن ظاهرًا على ما يقولون من شعروبلاغة قالوا: هذا سحر يؤثر يأثره عن غيره, وهذا زاد عجزهم وضعفهم على عجز في نفي الحجة عليهم.

قال السيوطي في كتابه (الاتقان في علوم القرآن):" لما ثبت كون القرآن معجزة نبياً صل الله عليه وسلم وجب الاهتمام بمعرفة نوع الإعجاز",وفال الرازي في تفسيره:"اختلف الناس في الوجه الذي لأجله كان القرآن معجزاً، فقال بعضهم: هو الفصاحة، وقال بعضهم: هو الأسلوب، وقال ثالث: هو عدم التناقض، وقال رابع: هو اشتماله على العلوم الكثيرة، وقال خامس: هو الصرف، وقال سادس: هو اشتماله على الإخبار عن الغيوب، والمختار عندي وعند الأكثرين أنه معجز بسبب الفصاحة، واحتجوا على صحة قولهم بهذه الآية لأنه لو كان وجه الإعجاز هو كثرة العلوم أو الأخبار عن الغيوب أو عدم التناقض لم يكن لقوله: {مُفْتَرَيَاتٍ} معنى أما إذا كان وجه الإعجاز هو الفصاحة صح ذلك لأن فصاحة الفصيح تظهر بالكلام، سواء كان الكلام صدقاً أو كذباً، وأيضاً لو كان الوجه في كونه معجزاً هو الصرف لكان دلالة الكلام الركيك النازل في الفصاحة على هذا المطلوب أوكد من دلالة الكلام العالي في الفصاحة ثم إنه تعالى لما قرر وجه التحدي قال: (وَ?دْعُواْ مَنِ ?سْتَطَعْتُمْ مّن دُونِ ?للَّهِ إِن كُنتُمْ صَـ?دِقِينَ) والمراد إن كنتم صادقين في ادعاء كونه مفترى كما قال: (أَمْ يَقُولُونَ ?فْتَرَاهُ) ".اه

وقال أبن عاشور:"ومعنى {مفتريات} أنها مفتريات المعاني كما تزعمون على القرآن أي بمثل قصص أهل الجاهلية وتكاذيبهم. وهذا من إرخاء العنان والتسليم الجدلي، فالمماثلة في قوله {مثله} هي المماثلة في بلاغة الكلام وفصاحته لا في سداد معانيه. قال علماؤنا: وفي هذا دليل على أن إعجازه وفصاحته بقطع النظر عن علوّ معانيه وتصديق بعضه بعضاً. وهو كذلك.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير