7. سر الحياة في قوله عز وجل:" ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ ?لسَّمْع َ وَ?لأَبْصَارَ وَ?لأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ"/سجدة9.
8. سر الحياة في قوله تعالى:" فإذا سَوّيتُه ونفختُ فيه من روحي فَقَعُوا له ساجدين "ص/72.
واما الجسم فقد ورد في القرآن في موضع واحد في سورة البقرة, حيث يقول الله تعالى:" قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" /247,وقد قال ابن عاشور في معنى البسطة في الجسم انها قوة البدن.
والذي انا بصدده هنا معنى النفس وارتباطها بالروح والجسد ..... الحقيقة ان هناك فرق بين النفس والروح _التي بمعنى سر الحياة_ وإن جاءت النفس بمعنى الروح فلكونها من الالفاظ المشتركة.
المدقق في الآيات القرآنية التي تذكر التوفي او انتهاء الاجل او غيرها من الالفاظ الدالة على الموت قرنته بالنفس ,يقول الله تعالى:"كل نفسٍ ذائقة الموت",ويقول الحي الباقي:" اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها",ويقول سبحانه:"." وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ",ولم يذكر اللهُ في القرآن الموت مقرونًا بالروح.
وهذا يدل على النفس لا تطلق على الجسد إلا بوجود الروح أي أن النفس هي عبارة عن الروح والجسد معًا ,ويمكن ان تطلق النفس ويراد بها الروح ,ولكن لا تطلق الروح (مجردة) حيث يراد بها النفس ,لأن الروح وهي سر الحياة لا يدرك كنهها وماهيتها إلا الله عز وجل, وذكرت الروح مجردة في عدة أيات منها:" وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ?لرُّوحِ"" الاسراء/85,و" فإذا سَوّيتُه ونفختُ فيه من روحي فَقَعُوا له ساجدين"ص/72 ,ففي الآية اولى فإن اليهود هم الذين سألوا الرسول عليه الصلاة والسلام عن الروح ,وكانت غايتهم من السؤال تعجيزه وإظهار انه ليس نبي او رسول الله ,او أنهم ارادوا معرفة ماهية الروح لعلمهم علم اليقين انه رسول مبعث ولكنهم جحدوا و كفروا عنادًا وتعنتًا, وقد جاء الرد على قدر من البلاغة في تبيان امرها واستئثار الله بعلمها, قال إبن عاشور في هذه المسألة:" وإذ قد كانت عقول الناس قاصرة عن فهم حقيقة الروح وكيفية اتصالها بالبدن وكيفية انتزاعها منه وفي مصيرها بعد ذلك الانتزاع، أجيبوا بأن الروح من أمر الله، أي أنه كائن عظيم من الكائنات المشرفة عند الله ولكنه مما استأثر الله بعلمه".والآية الثانية تبين لنا ان الله عز وجل بعد ان خلق آدم من طين نفخ فيه من روحه, وقال إبن عاشور:" وإضافة الروح إلى ضمير الجلالة للتنويه بذلك السر العجيب الذي لا يعلم تكوينه إلا هو تعالى، فالإضافة تفيد أنه من أشد المخلوقات اختصاصاً بالله تعالى وإلا فالمخلوقات كلها لله.
والدليل على ان النفس لا تطلق على الجسد إلا بوجود الروح قوله تعالى:" وَإِذَا ?لنُّفُوسُ زُوِّجَتْ",حيث ان معنى زوجت هنا قُرنت بأعمالها فالصالح له الجنة والطالح مثواه جهنم ويتنعم الصالح بطيبات الفردوس بجسده وروحه وكذلك الطالح ينال العذاب بجسده وروحه.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[19 - 05 - 2006, 04:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا التحقيق المفيد أخي سليم
عني العلماء بمدلول النفس والروح كثيرا، وقد بحثت هذا الأمر منذ أكثر من عشر سنوات، وانتهيت إلى ما انتهى إليه ابن تيمية رحمه الله من أن النفس هي الروح، أما كيفية تعلق الروح أو النفس بالجسد فمما لا نعلم عنه شيئا، فالله يتوفي الأنفس في المنام ثم يرسلها أو يبقيها فيمسكها فيموت صاحبها.
وأقوى دليل على أن النفس هي الروح أن الله عز وجل يقول: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها والتي لم تمت في منامها", فعبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذا المعنى في حديث أداء صلاة الفجر بعد الشروق: إن اللّه قبض أرواحنا حيث شاء، وردها حيث شاء.
الخلاصة أن الإنسان نفس أو روح وجسد حي يأتمر بأمر النفس، والحياة في الجسد مختلفة عن الروح أو النفس، فالجنين قبل الأربعين جسم حي ولكن بدون روح، وجسم الإنسان بعد الموت تبقى فيه الحياة مدة أي: تبقى خلايا جسمه حية لذلك يتمكن الأطباء من نقل بعض أعضاء الميت إلى إنسان آخر فتستمر في الحياة بعد موت صاحبها الأول. قتبارك الله أحسن الخالقين.
مع التحية الطيبة.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[20 - 05 - 2006, 01:28 ص]ـ
بارك الله في الأستاذين الكريمين سليم والأغرّ ..
وإذا كانت النفس هي الروح، أو هي الروح والجسد معاً، فما هو ترجيحكم للأنفس في قوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت: 53]، وقوله تعالى: (وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) [الذاريات: 20 - 21]؟ ثم، ما الفرق بين الجمعين: الأنفس والنفوس؟
ودمتم ..