تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قال مقيده عفا الله عنه وغفر له: الذي يظهر لي من استقراء اللغة العربية التي نزل بها القرآن، هو أن من أساليبها أن المفرد إذا كان اسم جنس يكثر إطلاقه مراداً به الجمع مع تنكيره كما في هذه الآية، وتعريفه بالألف واللام، وبالإضافة فمن أمثلته في القرآن مع التنكير قوله تعالى {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ} أي وأنهار بدليل قوله تعالى {فِيهَآ أَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ ءَاسِنٍ} وقوله {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} أي أئمة وقوله تعالى {فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَىْءٍ مِّنْهُ نَفْساً} أي أنفساً وقوله تعالى

{مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ} أي سامرين وقوله تعالى {لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ} أي بينهم وقوله تعالى {وَحَسُنَ أولئك رَفِيقاً} أي رفقاء وقوله تعالى {وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ} أي جنبين أو أجناباً وقوله تعالى {وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذلك ظَهِيرٌ} أي مظاهرون ومن أمثلة ذلك مع التنكير في كلام العرب قول عقيل بن علفة المري:

وكان بنو فزارة شرَّ عم وكنتُ لهم كشر بني الأَخينا

يعني شر أَعمام. وقول قعنب ابن أم صاحب:

ما بال قوم صديق ثم ليس لهم دين وليس لهم عقل إذا ائتمنوا

يعني ما بال قوم أصدقاء. وقول جرير:

نصبن الهوى ثم ارتمين قلوبنا بأعين أعداء وهن صديق

يعني صديقات. وقول الآخر:

لعمري لئن كنتم على النأي والنوى بكم مثل ما بي إنكم لصديق

وقول الآخر.

يا عاذلاتي لا تزدن ملامة إن العواذل ليس لي بأمير

أي لسن لي بأمراء.

ومن أمثلته في القرآن واللفظ مضاف قوله تعالى {أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ} أي أصدقائكم: وقوله {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} أي أوامره: وقوله {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا} أَي نعم الله: وقوله {إِنَّ هؤلاء ضَيْفِى}: أي أضيافي، ونظير ذلك من كلام العرب قول علقمة بن عبدة التميمي:

بها جيف الحسرى فأما عظامها فبيض وأما جلدها فصليب

أي وأما جلودها فصليبة.

وقول الآخر:

كلوا في بعض بطنكم تعفوا فإن زمانكم زمن خميص

أي بطونكم. وهذا البيت والذي قبله أنشدهما سيبويه في كتابه مستشهداً بهما لما ذكرنا.

ومن أمثلة ذلك قول العباس بن مرادس السلمي:

فقلنا أسلموا إنا أخوكم وقد سلمت من الإحن الصدور

أي إنا إخوانكم. وقول جرير:

إذا آباؤنا وأبوك عدوا أبان المقرفات من العراب

أي إذا آباؤنا وآباؤك عدواً، وهذا البيت، والذي قبله يحتمل أن يراد بهما جمع التصحيح للأب وللأخ، فيكون الأصل: أبون وأخون فحذفت النون للإضافة، فصار كلفظ المفرد.

ومن أمثلته جمع التصحيح في جمع الأخ بيت عقيل بن علفة المذكور آنفاً، حيث قال فيه: كشر بني الأخينا.

ومن أمثلة تصحيح جمع الأب قول الآخر:

فلما تبين أصواتنا بكين وفديننا بالأبينا

ومن أمثلة ذلك في القرآن: واللفظ معرف بالألف واللام قوله تعالى: {وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا} أي بالكتب كلها، بدليل قوله {كُلٌّ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ} الآية، وقوله {وَقُلْ ءَامَنتُ بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ} وقوله تعالى {أولئك يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُواْ} أي الغرف بدليل قوله {لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ} وقوله {وَهُمْ فِى الْغُرُفَاتِ ءَامِنُونَ}: وقوله تعالى {وَجَآءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً}: أي الملائكة بدليل قوله: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ}: وقوله تعالى {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}: أي الأدبار بدليل قوله تعالى: {فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ} وقوله تعالى: {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَآءِ}: أي الأطفال: وقوله تعالى {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ} أي الأعداء، ونحو هذا كثير في القرآن، وفي كلام العرب: وهو في النعت بالمصدر مطرد، كما تقدم مراراً.

ومن أمثلة ذلك قول زهير:

متى يَشْتَجِر قومٌ يقل سرواتهم هم بيننا هم رضى وهم عدل

أي عدول مرضيون.] (1)


¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير