تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولو نظرنا في مادة "بلاغة" الموجودة في دائرة المعارف الإسلامية بتحرير الأستاذ أمين الخولي، نلاحظ مما أورد فيها من تحديات للغويين والأدباء والنقاد والشعراء والبلاغيين وأصحاب دراسات الإعجاز القرآني والمعاجم وأصحاب فقه اللغة، ثمّ من مطالبه في تجديد البلاغة على المدى القريب اتقان طرائق علماء النفس والتربية والاجتماع بما يخدم المادّة البلاغية، ثم علم تحقيق التراث والنصوص هو المدى البعيد من تجديد التراث البلاغي في نشر مخطوطاته نشراً علمياً.

ما تقدّم هو بعض التحديات، ويتبعها ما قيل من النظرة الشمولية بين البلاغة وعلوم العربية الأخرى، والاستفادة من مناهج الدرس الحديث، اللساني والصوتي واللغوي والنقدي والأسلوبي.

ومن تحديات البلاغة العربية في المستقبل أن ننظر إلى "علم البديع" على أنه جزء مهم من صورة البلاغة بفرعيها "المعاني" و "البيان". والبديع الذي نقصده هو ما توافر فيه التوصيل والتأثير. فالتوصيل بمصطلحاته من مضمون لا يقلّ اهمية عن مضمون مصطلحات علمي "المعاني" و "البيان". وبهذا يكون "علم البديع" حسناً ذاتياً وجزءاً مهماً من أجزاء الصورة البلاغية.

ويرتبط بهذه التحديات التقليل من تفريع المصطلحات البلاغية التي تؤدي وظيفة واحدة، في أن توحد تحت اسم واحد، وإن كانت دقائق يسيرة تنضاف إلى المصطلح دون غيره. فلا تشكل هذه الفروع اليسيرة معالم تؤدّي إلى تشقيق مصطلح بلاغي آخر. إذ نسبة الاتفاق أكبر من نسبة الاختلاف. وبهذا نجعل المصطلح الأكثر ضماً لمعاني المصطلحات الأخرى القريبة منه هو العنوان لها.

ثمّ إنّ في التحديات التي كانت تلاحق البلاغة العربية في كل عصر ما يتحدث عنه البلاغيون باسم "الشاهد البلاغي". فقد كانت المؤلفات البلاغية بين فترة وأخرى تضمّ شواهد بلاغية مختلفة عن شواهد الفترة التي تسبقها أو تزيد عليها بشواهد جديدة من نتاج العصر. وما هذه الأنواع من الشواهد البلاغية على مرّ العصور الأدبية غلا تأكيدات لما ذهبنا إليه.

وفي إطار ذلك لا نحرم البلاغة العربية من شواهد الأدب الحديث بفنونه المتنوعة، بشرط السلامة اللغوية والصحة النحوية وعفة المضمون. وبعد ذلك فلا مندوحة من الاستشهاد بفنّ القول العربي الحديث تحت اسم المصطلح البلاغي، والمصطلح البلاغي قد شاع بين الدارسين على اختلاف الحقب، وتداعي الأيام، وتنوّع المكان.

ومن تحديات البلاغة العربية في المستقبل ما يدعو إلى أن يكون لها موقع في شبكة العلاقات الدولية - الانترنت - ليعرف دارس البلاغة في بقعة من البقاع ما هو موجود في بقعة أخرى، حتى لا يتكرّر الجهد سدى، أو يستفيد الباحث من جهد غيره، ثمّ التعرّف إلى المخطوط غير الميسور لباحث في منطقة دون أخرى.

وما دعوات تجديد البلاغة وتيسيرها وشرحها وكتابة التقارير والحواشي على المتون إلا دعوة لتحديات البلاغة العربية. وما طرائق عرضها عند الأدباء والشعراء والنقاد إلا وجهاً من وجوه التحدّي، هل نستفيد من هذه الظواهر التي مرّت ونأخذ ما يتناسب وسلاسل تفكير أبناء العصر الماثل من البلاغة العربية، ثمّ نعيد النظر بين الفترة والفترة في حياة البلاغة العربية، لنكون على تصوّر صحيح للبلاغة العربية وتحديات المستقبل.

المصدر:

كيف نقرأ تراثنا البلاغي

للأستاذ الدكتور محمد بركات حمدي ابو علي

أستاذ البلاغة العربية في الجامعة الأردنية

ـ[فريد البيدق]ــــــــ[17 - 07 - 2006, 01:04 م]ـ

الكريم "لؤي"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،

بورك الكاتب والناقل!!

... معكما في كل ما قيل إلا تقليل المصطلحات؛ فإن أجدادنا لم يبذلوا جهد التسمية عبثا، وليس لنا أن نرفض تقسيمات التشبيه مثلا بحجة تعدد التسميات. لكن الواجب أن يتم دراستها وفهمها من خلال ذلك؛ لأن التسمية دوما مدخل للمعرفة.

... دام ألقك!!

ـ[معالي]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 03:49 ص]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله

بورك في شيخنا لؤي.

أستاذنا فريد

هل أنت مع تلك التفريعات المجهدة؟

السكاكي يرحمه الله أقحم المسائل البلاغية بالقضايا الفلسفية, ففلسفها من حيث التبويب والتنظيم وبذلك سلب بلاغة عبدالقاهر السمات الأدبية والأسلوب الذي يستند إلى الذوق والقاعدة معًا.

وهكذا أصبحت البلاغة دراسة قواعد وحفظها, لا تسهم في إيجاد ملكة يُقتدر بها على الحديث والتفنن في الأسلوب.

سلمكم الله وبارك فيكم.

ـ[فريد البيدق]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 12:43 م]ـ

الكريمة"معالي"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،

بلاغة الجرجاني لا تنقل عبر الأجيال كعلم، وبلاغة السكاكي لا تمنع بلاغة الجرجاني الظهور بعد تمثلها.

... دمت على خير!!

ـ[لست في الظل]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 08:05 م]ـ

شكرا على الموضوع الأكثر من رائع

والسلام،،،

ـ[حسن الطيبي]ــــــــ[23 - 05 - 2007, 07:10 م]ـ

السلام عليكم

لمساتك الأدبية تدل على رسوخك أخي لؤي، يحصل الشرف العظيم أن أتطفل

على مائدتك. نلتقي إ ن شاء الله.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير