والحشو وهو زيادة متعينة لا لفائدة كقوله: " وَأَعلَمُ عِلْمَ اليَومِ وَالأَمسِ قَبلَهُ" فـ"قبله" حشو،
ويكون الإطناب بأمور منها:
الإيغال: وهو ختم الكلام بما يفيد نكتة يتم الكلام بدونه نحو: " اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ" ومعلوم أن الرسول مهتد، لكن فيه زيادة حث للإتباع وترغيب في الرسل)
قلت ومن شواهده:
وَإِنَّ صَخرًا لَتَأتَمُّ الهُداةُ بِهِ * كَأَنَّهُ عَلَمٌ (فِي رَأسِهِ نارُ)
فقولها (كَأَنَّهُ عَلَمٌ) واف بالمقصود، لكنها أعقبته بقولها (فِي رَأسِهِ نارُ) فهو ختم للبيت بما يتم بدونه (انظر جواهر البلاغة 144)
قال قال الدمنهوري في حلية اللب المصون:
(التذييل: وهو تعقيب جملة بجملة تحتوي على معناها للتأكيد، فبينه وبين الإيغال عموم من جهة، نحو " وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً"، وهو قسمان: الأول جرى مجرى المثل، وهي أن تكون الثانية مستقلة بنيل المراد وغير متوقفة على ما قبلها نحو المثال المتقدم. الثاني مالم يخرج مخرج المثل، وهو أن تتوقف الثانية على الأولى في إفادة المراد، نحو: " ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الْكَفُورَ" أي وهل نجازي ذلك الجزاء المخصوص).
ومن شواهد ما جرى مجرى المثل، لاستقلال معناه واستغنائه عما قبله قول طرفة (ما أَشبَهَ اللَّيلَةَ بِالبارِحَه):
كُلُّ خَليلٍ كُنتُ خالَلتُهُ * لا تَرَكَ اللهُ لَهُ واضِحَه
كُلُّهُمُ أَروَغُ مِن ثَعلَبٍ * ما أَشبَهَ اللَّيلَةَ بِالبارِحَه
وقال الشاعر:
وَلَستَ بِمُستَبقٍ أَخاً لا تَلُمهُ * عَلى شَعَثٍ أَيُّ الرِجالِ المُهَذَّبُ
فقوله: (أَيُّ الرِجالِ المُهَذَّبُ) تذييل حسن للبيت، خرج مخرج المثل.
ومما لم يجر مجرى المثل لعدم استغنائه عما قبله، قول الشاعر:
لم يبقِ جودك لي شيئاً أؤمله * تركتني أصحبُ الدنيا بلا أملِ
فعجز البيت تذييل (انظر جواهر البلاغة 144)
ومنه قول الشاعر (وعجز البيت تذييل):
ودَعَوا نزالِ فكنتُ أوّل نازلٍ * وَعَلاَمَ أَرْكَبُهُ إِذَا لَمْ أَنْزِلِ
قال الدمنهوري في حلية اللب المصون:
(التكميل: ويسمى الاحتراس، وهو أن يؤتى في كلام يوهم خلاف المقصود بما يدفعه، نحو " أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ"،)
يعني أن الاحتراس يوجد حينما يأتي المتكلم بمعنى يمكن أن يدخل عليه فيه لوم، فيفطن لذلك ويأتي بما يخلصه سواء وقع وسط الكلام نحو:
فَسَقى ديارَكِ غير مُفْسِدها * صوبُ الربيع وديمةٌ تَهمي
فقوله غير مفسدها للاحتراس (انظر جواهر البلاغة 145).
أو يقع في آخر الكلام كقول الفرزدق يهجو جريرا:
لعنَ الإلهُ بني كُلَيْبٍ إنّهمْ * لا يغْدِرونَ ولا يَفونَ لِجارِ
يَستَيقِظونَ إلى نُهاقِ حَميرِهِمْ * وتنامُ أعينُهُمْ عنِ الأوْتارِ
فلو اقتصر على قوله: (لا يغدرون)، لاحتمل الكلام أن يكونا مدحا، فاحترس عنه بقوله (ولا يَفونَ) فأتى بصريح الهجاء ليدل بذلك على أنه أراد بكلامه الأول الهجاء
قال الدمنهوري في حلية اللب المصون:
(التتميم: وهو أن يؤتى في كلام لا يوهم خلاف المقصود بفضلة لنكتة كالمبالغة في نحو: " وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً" بجعل الضمير عائدا على الطعام، أي على حب الطعام والاحتياج إليه.)
قال ابن المعتز يصف فرسا:
صَبَبْنا عَلَيْها ظاِلمينَ سِياطَنا * فَطارَتْ بِها أَيْدٍ سِراعٌ وَأَرْجُلُ
إذ لو حذف ظالمين لكان الكلام مبتذلا، لا رقة فيه ولا طلاوة وتوهم أنه بليدة تستحق الضرب (انظر جواهر البلاغة 145)
ومن التتميم قول زهير بن أبي سلمى (على علاته، أي: في كل أحواله) يمدح هرم بن سنان في قوله:
مَنْ يَلْقَ يَوْماً عَلَى عِلاَّتهِ هَرِماً * يَلْقَ السَّمَاحَةَ مِنْهُ والنَّدَى خُلُقاً
ـ[موالية]ــــــــ[11 - 12 - 2006, 10:38 ص]ـ
السلام عليكم؛ أرجو من الأخ الكريم أبو مصعب مساعدتي في ايجاد الاطناب بنوعيه والايجاز في سورة الكهف.
مع جزيل الشكر والامتنان
ـ[موالية]ــــــــ[11 - 12 - 2006, 10:44 ص]ـ
الأخ الكريم عبدالقادر شكرا على هذا الموضوع القيم، وأرجو منك مساعدتي في ايجاد الاطناب بنوعيه والايجاز في سورة الكهف وذلك للضرورة.
مع جزيل الشكر