تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[20 - 09 - 2006, 12:13 م]ـ

:::

تفسير القرطبي لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} الأحزاب56

إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}

هذه الآية شرف الله بها رسوله عليه السلام حياته وموته وذكر منزلته منه وطهر بها سوء فعل من استصحب في جهته فكرة سوء أو في أمر زوجاته ونحو ذلك والصلاة من الله رحمته ورضوانه ومن الملائكة الدعاء والاستغفار ومن الأمة الدعاء والتعظيم لأمره

مسألة: واختلف العلماء في الضمير في قوله: {يصلون} فقالت فرقة: الضمير فيه لله والملائكة وهذا قول من الله تعالى شرف به ملائكته فلا يصحبه الاعتراض الذي جاءفي قول الخطيب: من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: بئس الخطيب أنت قل ومن يعص الله ورسوله أخرجه الصحيح قالوا: لأنه ليس لأحد أن يجمع ذكرالله تعالى مع غيره في ضمير ولله أن يفعل في ذلك ما يشاء وقالت فرقة: في الكلام حذف تقديره إن الله يصلي وملائكته يصلون وليس في الآية اجتماع في ضمير وذلك جائز للبشر فعله ولم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس الخطيب أنت لما لهذا المعنى وإنما قاله لأن الخطيب وقف على ومن يعصهما وسكت سكتة واستدلوا بما رواه أبو داود عن عدي بن حاتم أن خطيبا خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: [من يطع الله ورسوله ومن يعصهما فقال: قم أو اذهب بئس الخطيب أنت] إلا أنه يحتمل ان يكون لما خطأه في وقفه وقال له: بئس الخطيب أصلح له بعد ذلك جميع كلامه فقال: قل ومن يعص الله ورسوله كما في كتاب مسلم وهو يؤيد القول الأول بأنه لم يقف على ومن يعصهما وقرأ ابن عباس: وملائكته بالرفع على موضع اسم الله قبل دخول إن والجمهور بالنصب عطفا على المكتوبة

قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} فيه خمس مسائل:

الأولى: قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} أمر الله تعالى عباده بالصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم دون أنبيائه تشريفا له ولا خلاف في أن الصلاة عليه فرض في العمر مرة وفي كل حين من الواجبات وجوب السنن المؤكدة التي لا يسع تركها ولا يغفلها إلا من لا خير فيه الزمخشري: فإن قلت الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم واجبة أم مندوب إليها؟ قلت: بل واجبة وقد اختلفوا في حال وجوبها فمنهم من أوجبها كلما جرى ذكره وفي الحديث: [من ذكرت عنده فلم يصل علي فدخل النار فأبعده الله] ويروى أنه قيل له: [يا رسول الله أرأيت قول الله عز وجل: {إن الله وملائكته يصلون على النبي} فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا من العلم المكنون ولولا أنكم سألتموني عنه ما أخبرتكم به إن الله تعالى وكل بي ملكين فلا أذكر عند مسلم فيصلي علي إلا قال ذلك الملكان غفر الله لك وقال الله تعالى وملائكته جوابا لذينك الملكين آمين ولا أذكر عند عبد مسلم فلا يصلي علي إلا قال ذلك الملكان لا غفر الله لك وقال الله تعالى وملائكته لذينك الملكين آمين] ومنهم من قال: تجب في كل مجلس مرة وإن تكرر ذكره كما قال في آية السجدة وتشميت العاطس وكذلك في كل دعاء في أوله وآخره ومنهم من أوجبها في العمر وكذلك قال في إظهار الشهادتين والذي يقتضيه الاحتياط: الصلاة عند كل ذكر لما ورد من الأخبار في ذلك

الثانية: واختلفت الآثار في صفة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم فروى مالك عن أبي مسعود الأنصاري قال: [أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك؟ قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد والسلام كما قد علمتم] ورواه النسائي عن طلحة مثله بإسقاط قوله: في العالمين وقوله: والسلام كما قد علمتم وفي الباب عن كعب بن عجرة وأبي حميد الساعدي وأبي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير