تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: اسناده ضعيف, وعلته هى القاضى ابو طاهر هذا ,فقد قال بن عدى يغلط ويثبت عليه ولا يرجع, وقال الدرقطنى لم يكن بالقوى, وذكره بن يونس فى الغرباء وقال روى مناكير

(6) طريق هشام بن عمار عن عراك بن خالد قال حدثنى ابى قال سمعت ابرهيم بن ابى عبلة يحدث عن عبادة بن الصامت ان النبى صلى الله عليه وسلم قال (ما تلف مال فى بر ولا بحر الا بمنع الزكاة فحصنوا اموالكم بالزكاة, ودووا مرضاكم بالصدقة, وادفعوا عنكم طوارق البلاء بالدعاء فإن الدعاء ينفع مما نزل من السماء ومما لم ينزل, ما نزل يكشفه وما لم ينزل يحبسه)

قلت: اسناده ضعيف على لسان ابو حاتم, فقد ذكر هذا الحديث فى علله (640) فذكر علتين.

الاولى: الانقطاع, فإبرهيم بن ابى عبلة هذا لم يدرك عبادة بن الصامت

الثانية: عراك بن خالد هذا منكر الحديث, وابوه خالد هو اوثق منه وهو صدوق ولن اضع اقوال العلماء فيه لحال الطول وما شابه.

أقوال العلماء فى معنى الحديث:

قال الالبانى (إذا عرفت ما تقدم فاعلم ان المحو المذكور والزيادة فى الرزق والعمر إنما هو بالنسبة للقضاء والقدر المعلق, وإما القضاء المبرم المطابق للعلم الالهى فلا محو ولا تغير)

قال البيهقى (المراد به والله اعلم ان ما قُدر من الرزق يأتيه, فلا يجاوز الحد فى طلبه, كما جاء فى الحديث الاخر (اتقوا الله واجملوا فى الطلب)

قال ابو حاتم (قوله صلى الله عليه وسلم فى هذا الخبر لم يرد به عمومه وذاك ان الذنب لا يحرم الرزق الذى رزق العبد بل يكدر عليه صفاءه, ودوام المرء على الدعاء يطيب له ورود القضاء فكانه رده لقله حسه بألمه, والبر يطيب العيش حتى كأنه يُزاد فى عمره بطيب عيشه)

قال بن حبان فى صحيحه (باب ذكر خبر قد يوهم غيى المتبحر فى صناعة الحديث ان الدعاء يدفع القضاء)

ثم قال (أخبرنا عمر بن محمد الهمدانى قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن سهيل بن ابى صالح عن ابيه عن ابى هريرة رضى الله عنه ان رجل لُدغ فقال النبى صلى الله عليه وسلم أما انك لو قلت حين امسيت اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ما ضرك)

قال ابو حاتم فى ذلك (قوله صلى الله عليه وسلم ما ضرك أراد به انك لو قلت ما قلنا لم يضرك ألم اللدغ لا ان الكلام الذى قال يدفع قضاء الله عليه)

والاصح على الاطلاق هو قول البيهقى رحمه الله, وقول الالبانى كذلك, فالبفعل الدعاء له فائدة عظيمة وهى وصول الرزق المكتوب كما ان الذنوب تمنع الرزق كقول الله تعالى (كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآياتنا فأخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب)

وقوله تعالى (وقالت اليهود والنصارى نحن ابناء الله واحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم)

وقوله تعالى (ادعوا ربكم تضرعاً وخفية انه لا يحب المعتدين)

وقوله تعالى (وقال ربكم ادعونى استجب لكم)

سرد الاحاديث الصحيحة فى فضل الدعاء:

(1) عن عبدالله بن عمر،

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال "بينما ثلاثة نفر يتمشون أخذهم المطر. فأووا إلى غار في جبل. فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل. فانطبقت عليهم. فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمال عملتموها صالحة لله، فادعوا الله تعالى بها، لعل الله يفرجها عنكم. فقال أحدهم: اللهم! إنه كان لي والدان شيخان كبيران. وامرأتي. ولي صبية صغار أرعى عليهم. فإذا أرحت عليهم، حلبت فبدأت بوالدي فسقيتهما قبل بني. وأنه نأى بي ذات يوم الشجر. فلم آت حتى أمسيت فوجدتهما قد ناما. فحلبت كما كنت أحلب. فجئت بالحلاب. فقمت عند رؤوسهما. أكره أن أوقظهما من نومهما. وأكره أن أسقي الصبية قبلهما. والصبية يتضاغون عند قدمي. فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر. فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرج لنا منه فرجة، نرى منه السماء. ففرج الله منه فرجة. فرأوا منها السماء.

وقال الآخر: اللهم! إنه كان لي ابنة عم أحببتها كأشد ما يحب الرجال من النساء. وطلبت إليها نفسها. فأبت حتى آتيها بمائة دينار. فتعبت حتى جمعت مائة دينار. فجئتها بها. فلما وقعت بين رجليها. قالت يا عبدالله! اتق الله. ولا تفتح الخاتم إلا بحقه. فقمت عنها. فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرج لنا منها فرجة. ففرج لهم.

وقال الآخر: اللهم! إني كنت استأجرت أجيرا بفرق أرز. فلما قضى عمله قال: أعطني حقي. فعرضت عليه فرقه فرغب عنه. فلم أزل أزرعه حتى جمعت منه بقرا ورعائها. فجاءني فقال: اتق الله ولا تظلمني حقي. فقلت: اذهب إلى تلك البقر ورعائها. فخذها. فقال: اتق الله ولا تستهزئ بي فقلت: إني لا أستهزئ بك. خذ ذلك البقر ورعائها. فأخذه فذهب به. فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرج لنا ما بقي. ففرج الله ما بقي."رواه مسلم

(2) عن أبي هريرة. قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله يقول: أنا عن ظن عبدي بي. وأنا معه إذا دعاني".رواه مسلم

(3) عن أبي هريرة؛

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من سوء القضاء، ومن درك الشقاء، ومن شماتة الأعداء، ومن جهد البلاء. رواه مسلم

(4) عن أبي الدرداء، قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب، إلا قال الملك: ولك، بمثل".رواه مسلم

(5) عن أبي الدرداء، قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الدعاء هو العبادة ثم قرأ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين رواه ابو داود والترمذى واللفظ له وصححه الالبانى فى صحيح الترغيب والترهيب (1627)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير