تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَقَوْلِي بِصِحَّةِ هَذَا الإِسْنَادِ لاَ يَعْنِي تَصْحِيحِي لِلْمَتْنِ أَوِ الأَثَرِ الَّذِي جَاءَ بِهِ، كَمَا يَعْلَمُ كُلُّ طَالِبِ حَدِيثٍ حَقًّا -إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى-.

كَذَلِكَ أُذَكِّرُ بِأَنَّ مَنْ أَرَادَ الْحُكْمَ عَلَى خَبَرٍ -مَرْفُوعًا كَانَ أَوْ مَوْقُوفًا أَوْ مَقْطُوعًا- عَلَيْهِ بِجَمْعِ طُرُقِهِ أَوَّلاً، حَتَّى تَتَبَيَّنَ لَهُ الْعِلَّةُ إِنْ كَانَ مُعَلاًّ، أَوْ يَطْمَئِنَّ قَلْبُهُ إِنْ كَانَ سَلِيمًا -أَيِ الْخَبَرُ-؛ كَمَا لاَ يَخْفَى.

وَلِكَيْ لاَ يَطُولَ الْكَلاَمُ، فَإِنَّ هَذَا الأَثَرَ لاَ يَصِحُّ عَنْ تُرْجُمَانِ الْقُرْءَانِ أَبِي الْعَبَّاسِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- مِنْ طَرِيقِ عَطَاءٍ.

فَإِذَا نَظَر النَّاظِرُ، وَجَدَ أَنَّ ثَلاَثَةً رَوَوْا تَفْسِيرَ هَذِهِ الآَيَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَلَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ خَطَأَ الْكَاتِبِ، وَهُمْ:

1 - سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ. الْحَاكِمُ (3503) وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ عَلَى تَصْحِيحِهِ لِلإِسْنَادِ؛ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي "تَفْسِيرِهِ" (14554).

2 - عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ. ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي "تَفْسِيرِهِ" (14555)، وَابْنُ أَبِي طَلْحَةَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ ابْنِ عَبَّاسٍ التَّفْسِيرَ، فَلَعَلَّهُ أَخَذَهُ عَنْ مُجَاهِدٍ.

3 - عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ. عَلَّقَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي "تَفْسِيرِهِ" (14555)، بِصِيغَةِ التَّمْرِيضِ عَنْ عِكْرِمَةَ.

فَلَمْ يَنْقِلْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أَنَّهُ قَالَ بِخَطَإِ الْكَاتِبِ.

وَهَذَا قَوْلٌ إِنْ قَالَهُ تُرْجُمَانُ الْقُرْءَانِ، يُبَثُّ وَلاَ يُكْتَمُ!

فَعَطَاءٌ خَالَفَ سَعِيدًا، وَسَعِيدٌ فِي ابْنِ عَبَّاسٍ كَالْمِسْمَارِ فِي السَّاجِ.

هَذَا، وَمَعَ كَوْنِ عَطَاءٍ ثِقَةً فَاضِلاً إِلاَّ أَنَّهُ تَغَيَّرَ فِي آَخِرِهِ، وَقَيْسٌ سَمِعَ مِنْهُ الشَّيْءَ الْقَلِيلَ بَعْدَ اخْتِلاَطِهِ -لَعَلَّ ذَلِكَ مِنْهُ-، كَذَا ابْنُ جُرَيْجٍ.

فَرِوَايَةُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَرْجَحُ، وَلَمْ نَسْمَعْ أَنَّ ابْنَ أُمِّ الدَّهْمَاءِ -رَحِمَهُ اللَّهُ، وَتَقَبَّلَهُ شَهِيدًا- اخْتَلَطَ أَوْ تَغَيَّرَ.

فَكِلاَهُمَا -سَعِيدٌ وَعَطَاءٌ-، كَذَا ابْنُ أَبِي طَلْحَةَ وَعِكْرِمَةُ، ذَكَرُوا فِي رِوَايَتِهِمْ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- فَسَّرَ ((نُورِهِ)) بِـ نُورِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ، أَوْ بِالْهُدَى الَّذِي فِي قَلْبِ الْمُؤْمِنِ؛ إِلاَّ أَنَّ عَطَاءً زَادَ " هِيَ خَطَأٌ مِنَ الْكَاتِبِ ... "!

وَبِذَلِكَ تَكُونُ زِيَادَةُ عَطَاءٍ شَاذَّةً وَاهِيَةً مَرْدُودَةً، لَعَلَّهَا وَهْمٌ مِنْهُ.

رَحِمَ اللَّهُ الإِمَامَ الْعَلَمَ ابْنَ أَبِي رَبَاحٍ، وَجَمَعَنَا بِهِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ... آَمِينَ.

ثُمَّ إِنَّ هَذَهِ الزِّيَادَةُ الْمَذْكُورَةُ مُخَالِفةٌ لِلرَّسْمِ الْعُثْمَانِيِّ الْمُجْمَعِ عَلَيْهِ بِمُوَافَقَةِ كُلِّ الصَّحَابَةِ.

هَذَا؛ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ، وَإِلَيْهِ الْمَرْجِعُ وَالْمَآَبُ. . .

ـ[نفعي الحكيم]ــــــــ[15 - 11 - 08, 10:35 م]ـ

لاحول ولاقوة إلا بالله والله تعالى المستعان على مايصفون وجزى الله تعالى خيراً كل من نفى ونهى الكذب عن السنة.

ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[16 - 11 - 08, 02:44 ص]ـ

وَ قَدْ أَبْعَدَ النُّجْعَةَ مِنْ قَالَ أَنَّ الظَّاهِرَ أَنَّ السَّنَدَ مَعْلُولٌ؛ فَإِنَّهُ لَوِ الْتَزَمَ هَذَا الْقَوْلَ لأَعَلَّ أَحَادِيثَ كَثِيرَةً جِدًّا مُحْتَجًّا بِهَا فِي الْكُتُبِ السِّتَّةِ، مَلأَتْ دَوَاوِينَ الإِسْلاَمِ.

فَلاَ تَحْمِلَنَّكُمْ نَكَارَةُ الْمَتْنِ عَلَى مُخَالَفَتِكُمْ لِقَوَاعِدِ هَذَا الْعِلْمِ الرَّصِينَةِ، وَاخْتِلاَقِ عِلَلٍ وَهْمِيَّةٍ؛ وَمَنْ يَفْعَلْ، يَهْدِمْ لاَ يَبْنِي؛ وَمَا ابْنُ عَبْدِ الْمَنَّانِ وَمنَ دَرِبَ دَرْبَهُ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ!

السلام عليكم

غفر الله لك ورحمك، فإنك قد أسأت بارك الله فيك، فإننا لا نختلق شيئا يا أخي، ما نقول إلا ما علمناه، فما كان من خطإ فصوبوه، وما كان من صحيح فصدقوه، فإن المنصف هكذا ... ، عوض الزجر بالكلام المفعم بالمعاني القاتمة، والزخارف اللغوية، فكلنا يحسن ذلك.

بارك الله فيك.

ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[16 - 11 - 08, 09:34 ص]ـ

وَقَيْسٌ سَمِعَ مِنْهُ الشَّيْءَ الْقَلِيلَ بَعْدَ اخْتِلاَطِهِ -لَعَلَّ ذَلِكَ مِنْهُ-، كَذَا ابْنُ جُرَيْجٍ

بارك الله فيك ونفع بك

هل من دليل على أنه قد سمع منه بعد الاختلاط (وإن كنت أرجح أنه تغير وليس اختلاطاً) أم هو كلام يعقوب بن سفيان المتقدم

فقد نقل يعقوب نفسه في المعرفة والتاريخ 2/ 92 قول علي بن المديني: كان عطاء اختلط بآخرة فتركه ابن جريج وقيس بن سعد.

وعلى قلة اطلاعي لم أجد من أعلّ رواية لقيس بن سعد عن عطاء بمثل هذا (وقد روى له البخاري عن عطاء استشهاداً وروى له مسلم عن عطاء ثلاثة أحاديث).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير