تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن هذا تعلم أن قول ابن عدي الذي اعتمده السقاف ((له أحاديث حسان وهو ممن احتمله الناس وصدقه بعضهم وهو ممن يكتب حديثه))

فيه تساهل واضح واعتماد السقاف له إفراط في الإنتقائية _ انظر الإغاثة ص 40 حيث هذا القول ولم يذكر غيره _

وأما من ناحية الدراية فالحديث ليس فيه شبه دليل على الإستغاثة بغير فيما لا يقدر عليه إلا الله وبيان ذلك من وجوه

الأول أن الحديث خاص برد السلام فقط فأين الإستغاثة بل حتى التوسل بدعاء الميت لا يدل عليه هذا الحديث وذلك أن أعمال الميت الأصل فيها الإنقطاع لقوله صلى الله عليه وسلم ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)) رواه أحمد (2/ 372) ومسلم (1631) وأبو داود (3880) وغيرهم كثير وهو حديثٌ مجمعٌ على صحته

فمن زعم أن الميت يغيث الأحياء أو يدعو لهم فهو مطالب بالدليل الذي يطلق التقييد الموجود في الحديث السابق

واعلم أن الكرامات التي يباشرها الولي داخلة في عموم الأعمال المنقطعة

وجاء في صحيح مسلم في كتاب الأذكار باب كراهة تمني الموت لمن نزل به ضر حديث ((لا يتمنى أحدكم الموت ولا يدعُ من قبل أن يأتيه، إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيراً))

قلت وأما الأقطاب والأغواث فأعمالهم لا تنقطع على زعم القبورية ويزدادون من الخير في قبورهم!!!

فإن احتج محتج بحديث عرض الأعمال

قلنا أن حديث عرض لا يصح _ وسأتي الكلام عليه _ وإن صح فإن فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم تعرض عليه الأعمال ليستغفر للمسيء ويثني على المحسن فأين قضاء الحوائج وإجابة الإستغاثات من هذا؟!!

ثم إن حديث عرض الأعمال فيه تخصيص للإستغفار من عموم الدعاء فمن أدخل بقية صور الدعاء فعليه بالدليل وحديث عرض الأعمال خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم

ومن هذا نعلم أن حديث عرض الأعمال لا حجة به على الإستغاثة ولا حتى على التوسل إذ أن التوسل بالذوات لا يشترط له معرفة المتوسَل به بالمتوسل

الوجه الثاني أن الحديث خاص فيمن يعرفه المؤمن في الدنيا وهذا يخرج من كان لا يعرفه

الوجه الثالث على فرض أننا سلمنا بسماع الأموات فإننا لا نثبت لهم سمعاً خارقاً كالذي يثبته لهم القبورية فتجد القبوري يستغيث بالولي وقبر الولي على بعد أميال أو كيلو مترات ولا يوجد دليل أو شبه دليل يثبت للميت هذا السماع الخارق للعادة بل هو تشبيه صريح لسماع المقبورين بوجه من أوجه كمال صفة السمع لرب العالمين وهي أنه تعالى يسمع من يناجيه من أي مكان

جاء في بعض كتب الحنفية ((من قال: أرواح المشائخ حاضرة تعلم يكفر))

انظر الجامع الوجيز للبزاز الكردري (6/ 326) والبحر الرائق (5/ 124) ط. كراتشي استفدت هذا من كتاب جهود علماء الحنفية في إبطال شبه القبورية

ولا يخفى أن هذا هو حقيقة قول القبورية فأحوالنا بالنسبة للموتى غيب وإثبات علمهم بها إثباتٌ لعلم الموتى بالغيب وهذا عين الإشراك

قال تعالى ((قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ

أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)) (النمل:65)

فإن احتج محتج بحديث ((إن لله ملائكة سياحين يبلغوني السلام عن أمتي)) رواه أحمد (3666) وابن المبارك في الزهد (1028) وعبد الرزاق (3116) وغيرهم كثير _ انظر تحقيق السند طبعة مؤسسة الرسالة ومنه استفدت الإحالات المذكورة _

قلنا الحديث خاص بنقل السلام فأين الإستغاثات والتوسلات؟!

ثم إنه خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم فما دخل علي والحسين رضي الله عنهما والجيلاني والبدوي والرفاعي؟!!

الوجه الرابع أنه ليس في الحديث دليل على الإستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله سبحانه وتعالى

والإستغاثة دعاء والدعاء عبادة فإفراده تعالى بالإستغاثة توحيد والإستغاثة بغيره فيما لا يقددر عليه إلا هو شرك وإليك البرهان الجلي

قال تعالى ((فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ)) (العنكبوت: 65)

فانظر رحمني الله وإياك كيف سمى الله إستغاثتهم دعاء وسمى إفراده بالإستغاثة إخلاص وسمى إستغاثة المشركين بأصنامهم إذا نجوا إلى البر شركاً

كشف تلبيس

ومن الأمور التي تضحك الثكلى في رسالة السقاف زعمه أن قول ابن رجب ((قال عبد الحق الإشبيلي: إسناده صحيح. يشير إلى أن رواته كلهم ثقات، وهو كذلك، إلا أنه غريب، بل منكر))

فيه تصحيح للحديث ومعنى منكر أي فرد _ انظر الإغاثة ص36_

ولكي تتم له كذبته زعم أن ابن رجب لم يطلع على الطريق الثانية للحديث

ويكفي لنسف هذا الهراء أن نقول أن ابن رجب ذكر الطريق الثانية لحديث ((ما من عبد يمر بقبر ...... )) الحديث في نفس الباب الذي ذكر فيه الطريق الأولى التي صححها الإشبيلي

وأما زعم السقاف أن معنى النكارة هنا التفرد فمن سخافاته

لأن ابن رجب قرن بين الغرابة والنكارة والغرابة وحدها كافية للتعبير عن التفرد مما يدل أنه قصد بالنكارة النكارة الإصطلاحية وحتى وصف الغرابة فأظنه يعني به الضعف لإيراده الطريق الأخرى أو أنه يعني أنه غريب من حديث ابن عباس

ومن أوابد السقاف في رسالته المذكورة تحريفه لكلام الحافظ ابن رجب فقد قال الحافظ ابن رجب معلقاً على حديث معرفة الميت لمن يزوره ((، وقال عبد الحق الإشبيلي: إسناده صحيح، يشير إلى أن رواته كلهم ثقات، وهو كذلك، إلا أنه غريب بل منكر))

وأما السقاف فقد نقله هكذا ((صحيح الإسناد إلا أنه غريب بل منكر)) _ انظر الإغاثة ص 36_

فجعل فهمه السقيم حاكماً على عبارة ابن رجب وبديلاً لها "

وهذا رابط تحميل رسالة الإسعاف

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=121667&highlight=%C7%E1%C5%D3%DA%C7%DD

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير