بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، محمد وآله وصحبه أجمعين:
وبعد:
فإني أشكر جميع الإخوة الذي أدلوا بمشاركاتهم وتدخلاتهم، وأسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا لما فيه خير للإسلام والمسلمين.
السؤال الأول:
قمت بترتيب مصادر التخريج على وفيات المصنفين، وصياغة التخريج بالطريقة الأولى، وقمت بكتابة جزء من الإسناد (لترابط الطرق) مع بيان علله، وبينت حكم الإسناد فقط (وجعلت تحته خط) فهل ما قمت به صحيح؟
الجواب:
نعم، أحسنت بارك الله فيك.
لكن لي عليك ملاحظات:
1 - انتبهي للعطف، عطف الجمل والفقرات بعضها عن بعض، فأحيانا يظهر الكلام مفرقا غير مترابط.
2 - لا حاجة لذكر العناوين، كقولك (رواة الإسناد هم:)، فأفضل طريقة أن يكون التخريج كموضوع واحد مترابط، لكن لا بأس بذلك.
3 - قولك (هنا عنعن عطاء عن صفية ولم يتبين السماع): هو يعقوب بن عطاء ليس عطاء.
4 - بعد ذكر طرق الحديث ودراسة الأسانيد، بقي الحكم النهائي على الحديث، وهو آخر مرحلة من المراحل التي يمر عليها المخرج.
السؤال الثاني:
قلتم وفقكم الله:
(إذا صح الإسناد الذي بين يديك دون النظر إلى المتابعات والشواهد، وإنما لاجتماع شروط الصحة فيه؛ فالوصف حينذاك للإسناد لا للحديث بمجمله، وحينئذ تقولين: (إسناده صحيح) أو كان ضعيفا (إسناده ضعيف)).
في حالة المثال السابق: هل اكتفي بدارسة إسناد الدارمي حيث ظهر لي صحة الإسناد أم يجب دراسة كل المتابعات؟
لو ظهر لي ضعف إسناد الحديث هل أدرس جميع المتابعات الضعيفة والصحيحة لأبين سبب ضعفها، أو فقط ادرس المتابعة الصحيحة ومنه يفهم أن الأخرى ضعيفة وأقوي الحديث بالمتابعة الصحيحة؟
الجواب:
أولا: لا بد من تحديد هدفك، أهو دراسة الحديث نفسه، أم دراسة إسناد بعينه، لما بينهما من الفرق، إذ دراسة الحديث نفسه تعتمد على جمع طرقه كلها ومتابعاته وشواهده واعتباراته ودراستها.
أما دارسة إسناد بعينه (كإسناد الدرامي) فلست بحاجة للطرق ولا المتابعات.
لأن الغرض منها (أي المتابعات والشواهد والاعتبارات) تقوية الحديث لا تضعيفه في الجملة، فإما تزيد الحديث صحة وتقويه إن كانت صحيحة، أو تزيده وهنا على وهنه وتسقطه إن كانت ضعيفة.
وإنما تستعمل المتابعات الضعيفة لتعيين علة الحديث، الموجبة لضعفه.
السؤال الثالث:
هل أترجم لجميع رواة الإسناد أم أكتفي بغير الثقة والصدوق؟
الجواب:
الأصل أن تترجمي للضعفاء، والمدلسين، والمتكلم فيهم، كالصدوق وغيره، أما الثقة الثبت فلا حاجة لذلك، إلا إن ذكر مثلا بكنيته، فلك أن تصرحي باسمه، أو ذكر غير منسوب إلى أبيه أو جده، فتنسبينه ليتميز عن غيره، أو تعلقت به إحدى اللطائف والفوائد فيحسن ذكرها، وهكذا.
السؤال الرابع:
قلتم وفقكم الله: (وإذا أردت أن تبيّن طرف الإسناد أو جزء من الإسناد تقول: رواه)، ما الفرق بين طرف الإسناد و جزء من الإسناد؟
الجواب:
يقصد بالطرف أول الشيء ورأسه، ومنه قولهم (طرف المتن) أي بدايته ورأسه، ومنه (كتب الأطراف)، فطرف الإسناد يراد به راويه الأعلى، وهو الصحابي لأنه أول الإسناد. مثل قولك: (رواه أبو هريرة).
وأما (جزء من السند) فواضح أي بعضه، لا الإسناد كله.
السؤال الخامس:
متى أقول (من طريق) ومتى أقول (عن) عند نقل الإسناد؟
مثال من سنن الدارمي (6/ 4) قال: أَخْبَرَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ قَالَتْ: أَخْبَرَتْنِي أُمُّ عُثْمَانَ بِنْتُ أَبِى سُفْيَانَ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ ...
إذا نقلت الإسناد من شيخ المصنف فأقول:
رواه الدارمي من طريق عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيِّ ...
أو أقول رواه الدارمي عن عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيِّ ...
وإذا نقلت جزء من الإسناد لترابط الطرق مع البيهقي فأقول:
رواه الدارمي والبيهقي من طريق هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ ...
الجواب:
لكل حديث طرقه، فإذا كان عندنا إسنادان أحدهما للبخاري، والثاني لأحمد، وللبخاري رجاله، ولمسلم رجاله أيضا، لكنهما يلتقيان في مالك مثلا:
¥