ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[28 - 04 - 10, 08:52 م]ـ
[فوائد الدرس الثاني]
الفائدة الأولى: التخريج لغة: مصدر فعل خَرَّج بمعنى أظهر وأبرز. اصطلاحاً: هو عَزْو الحديث إلى مصادره الأصلية مع بيان درجته عند الحاجة.
قولنا/ عزو الحديث, نسبة الحديث إلى من أخرجه. وهو نوعان:
1 - العزو التفصيلي ومثاله / أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الإيمان -بابٌ تطوع قيام رمضان من الإيمان (1/ 22 رقم 37) قال: حدثنا إسماعيل قال .... ).
2 - العزو الإجمالي ومثاله /أخرجه البخاري (1/ 22 رقم 37). وربّما يُسأل لسلوك التفصيلي والإجمالي؟ فنقول: الضابط في هذا هو طبيعة البحث ونوعه, فالدراسات الحديثية يستحسن التفصيلي وفي البحوث العامة والمقالات يستحسن الإجمالي. والعوامل تحدد نوعية العزو. وأيّهما يسلط طالب الحديث؟ أجيب: العزو التفصيلي لأنّه في مقام التعلم وتلمس مناهج المصنفين, فيستفيد تنمية روح الصبر وطول البحث والنظر, فإذا تعمق طالب العلم وتوسعت مداركه في علم الحديث له أن يختار المنهج الذي يريد.
قولنا/ الحديث, كل ما أُضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلْقية أو خُلُقية. وتوسّع بعضهم إلى إدخاله لقول الصحابة أو التابعي.
قولنا/ إلى مصادره الأصلية, الكتب التي يروي أصحابها الأحاديث بأسانيدهم، مثل الكتب الستة، مثل مسند الإمام أحمد بن حنبل، وخرج بهذا القيد: المصادر الفرعية وهي التي لا تروي بالإسناد, كرياض الصالحين, وبلوغ المرام.
(تنبيه) إذا نقلت حديثا من المصادر الفرعية لا تقول أخرجه أو رواه, إنما تقول عبارة: ذكره أو أورده.
(وقفة) كل من تكلم بغير فن أتى بالعجائب, فبعضهم يقول: أخرجه ابن منظور في اللسان أو الأصول لابن الأثير, وهما لا يرويا الإسناد. فالعلم الشرعي له رجال, ولا يتكلم فيه غير الرجال, والعلم غير محكر على أشخاص, إنما الذي يتعلّم هو الذي يحق له أن يتكلم.
قولنا/ مع بيان درجته عند الحاجة, والتعبير (بالحاجة) فقد يكفي فيه عزوه لكتاب اشترط الصحة, كأن يكون الحديث في "البخاري" أو "مسلم".
الفائدة الثانية: لايوجد فن من الفنون يحتاج إلى كتب كثيرة مثل علم الحديث يعني يحتاج كتب في الرواية، كتب في الجرح والتعديل، وكتب الجرح والتعديل كثيرة جدا ومتنوعة، وتواريخ وبلدان ونحو ذلك، فتعامل المحدثين مع الكتب من أوسع الفنون تقريبا.
الفائدة الثالثة: العلاقة بين دراسة الأسانيد وعلم التخريج أنَّ دراسة الأسانيد هي روح التخريج, فالتخريج في هذا الزمان كفت المؤونة الناس بالبرامج الحاسوبية, أمَّا دراسة الأسانيد فلا يتقنها إلا طالب العلم المتخصص.
الفائدة الرابعة: تعرف درجة الحدبث بثلاثة أمور:
1 - عزوه إلى كتاب اشترط الصحّة كالبخاري ومسلم.
2 - أن يحكم إمام من الأئمة على الحديث, كالترمذي في سننه, والدار قطني في سننه, وابن حجر في التلخيص.
3 - أن يكون لدى الباحث القدرة الكافية في الحكم على الحديث, فيجمع ويوفّق ويصحّح.
الفائدة الخامسة: لا يليق بطالب العلم في التخريج إذا خرّج حديثا من كتاب مثلا: صاحب الكتاب كالترمذي حكم على حديث في سننه وقال: حديث حسن صحيح, ثم لا ينقل الطالب حكم الإمام, فليس من الأمانة العلمية.
الفائدة السادسة: مر علم التخريج بمفهومه على عدّة مراحلَ زمنية:
المرحلة الأولى /عصر الرواية: رواية النص بإسناده إلى قائله في كتاب المصنف, القرن الثاني والثالث والرابع وجزء من الخامس, فمنها الرئيسي أو المبني على هذه الكتب, كالمستخرجات وهي:أن يخرّج حديثا من أحد الكتب الستة, بإسناد يختلف عن المصدر الأصلي, ولكنه يلتقي مع شيخه أو شيخ شيخه. مثاله/
قال الإمام الترمذي في جامعه (1/ 12 رقم 7):
حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا مالك بن إسماعيل عن إسرائيل بن يونس عن يوسف بن أبي بردة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الخلاء قال: "غفرانك".
قال الإمام الطوسي في مستخرجه (1/ 149 رقم 7):
حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا طلق بن غنام عن إسرائيل بن يونس عن يوسف بن أبي بردة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الخلاء قال: "غفرانك".
¥