تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالتقى مع الإمام الترمذي عند إسرائيل بن يونس، فهذا يسمى مستخرجاً , ومنه كتاب "تاريخ ابن عساكر" فيعزو الحديث إلى النبي عن طريق أحد المسندين. مثاله /

قال ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (59/ 4): أخبرنا أبو المجد معالي بن هبة الله بقراءتي عليه في الجامع بدمشق: أخبرنا الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر المقدسي من لفظه ..... أخبرنا محمد بن إسماعيل: حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك .... )

فذكر محمد بن إسماعيل البخاري, وقد روى الحديث في صحيحه, فالأولى أن يعزى الحديث إلى صحيح البخاري لأنه الأصل في الحديث.

المرحلة الثانية / من العصر السادس إلى عصرنا هذا , وهي عزو الحديث إلى المصادر الأصلية, كالمحرر لابن عبد الهادي وبلوغ المرام لابن حجر العسقلاني.

الفائدة السابعة: سيظهر من خلال المثال الآتي فوائد التخريج ودراسة الأسانيد:

(أخرج أبو داود في سننه، كتاب اللباس، باب: فيما تبدي المرأة من زينتها (4/ 62 رقم 4104) قال:

حدثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي ومؤمل بن الفضل الحراني قالا حدثنا الوليد عن سعيد بن بشير عن قتادة عن خالد قال يعقوب بن دريك عن عائشة رضي الله عنها أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "يا أسماء إن المرأة إذ بلغت المحيض لم تصلح أن يري منها إلا هذا وهذا" وأشار إلى وجهه وكفيه.

قال أبو داود: هذا مرسلٌ خالد بن دُريْك لم يدرك عائشة رضي الله عنها.)

فهذا الحديث لم يخرّجه سوى أبو داود, فيّن رحمه الله علة الحديث, وهذا الواجب على من ينقل حديثا أن ينقل حكم الإمام إذا حكم, ثم درسنا هذا الإسناد فوجدنا فيه 3 عللٍ أخرى:

العلة الأولى / سعيد بن بشير راوي عن قتادة, وخالفه هشام الدستوائي –من أوثق طلاب قتادة-، فخالف سعيد بن بشير وأرسل الحديث.

العلة الثانية / سعيد بن بشير عنده ضعف ومنكرات نص عليها النقاد كأحمد وغيره.

العلة الثالثة / الذي يروي الحديث عن سعيد بن بشير هو الوليد بن مسلم وهو معروف بالتدليس وهنا لم يصرح بالتحديث, فعنعنة الوليد بن مسلم علة. فاجتمع في هذا الحديث 4 علل في السند.

فهذا المثال أبرز لنا ثمار التخريج ودراسة الأسانيد ما يلي:

أولا: تمييز الصحيح في الأحاديث من ضعيفها, وهي من أهمّ ثمار التخريج.

ثانيا: معرفة مناهج العلماء في التصنيف في الجرح والتعديل, وهذه كلها يكتشفها الطالب من خلال مراجعة الكتب وتقليب المصادر. فمراد أبو داود –رحمه الله- بالمرسل: المنقطع.

فهنا يظهر ثمرة هذا الحديث حتى قال بعض المستشرقين كلمة جميلة والفضل ما شهد به الأعداء، قال: ليفخر المسلمون ما شاءوا بعلم حديثهم.

(وقفة) من حق أهل العلم أن يبشكروا ويحفظوا صنيع العلماء السابقين المؤلفين وما قدّموه من تراث جليل للأمة وحفظاً لدينها, وإنهم قديما خافوا سقطة التأليف وزلة التصنيف, فينبغي اجتاب الولوع في التصيّد لأخطائهم وعثراتهم ممّا يوقع الغيبة والنميمة والحسد فقالوا:

قال أبو عمرو بن العلاء: الإنسان في فسحةٍ من عقله وفي سلامةٍ من أفواه الناس ما لم يضع كتابا أو يقل شعرا. وزادوا: ما لم يشارك في الإعلام. قال الخطيب البغدادي: من صنّف فقد جعل عقله على طبق يعرضه على الناس. وقالوا: من صنّف فقد استُهدف. قال ابن القيم في "المدارج": بعض الناس طبعه مثل الخنازير يمرّ بالطيبات فلا يلوي عليها فإذا قام الإنسان رجيعه قَمَّه. فيرى منك من المحاسن أضعاف مسوئته فلا يسلم منه.

الفائدة الثامنة: ذكر أهل العلم كثيراَ كلمة "صناعةُ الحديث" كالإمام مسلم: واعلم رحمك الله أن صناعة الحديث ومعرفة أسبابه من الصحيح والسقيم إنما هي لأهل الحديث خاصة. وابن حبان والخطيب والبيهقي. .

الفائدة التاسعة: حديث (درهم ربا أشد من ستٍ وثلاثين زانية) لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم البتة، وهو ضعيف من جميع الطرق، وأعلّه الدار قطني، البيهقي, وابن الجوزي من جهة الإسناد والمتن , والمعلمي اليماني –رحمه الله-.

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[28 - 04 - 10, 09:03 م]ـ

جزاك الله خيراً

ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[29 - 04 - 10, 12:59 ص]ـ

جزاك الله خيراً

وجزاكم الله بمثلِهِ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير