تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وننتظر الاستفادة من تعليقاتكم -وتعليقات مشايخنا: ماهل الفحل, أبو مالك العوضي, محمد عبد الله - على هذه الفوائد.

ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[29 - 04 - 10, 01:04 ص]ـ

[فوائد الدرس الثالث]

الفائدة الأولى: ألّف الشيخ علي الصياح (قصص ونوادر لأئمة الحديث المتقدمين في تتبّع سنّة سيد المرسلين والذبّ عنها) فهذا الكتاب يبيّن أن السلف الصالح كان حفظهم للحديث –الصحيح والباطل- يضرب به المثل ومن أمثلة هؤلاء الرجال:

* كان الإمام إسحاق بن راهويَّه المتوفى سنة 238، يقول: أعرف مكان مائة ألف حديث، كأني أنظر إليها حفظا، وأحفظ منها أربعة آلاف حديث مزوّرة، سأله سائل؛ قال: لماذا تحفظ المزوّرة؟ قال: كي إذا سُألت عنها عرفت أنّه مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم فأفْليه من الحديث الصحيح فَلْيا.

* وكان أبو زرعة الرازي الحافظ الكبير – عبيد الله بن عبد الكريم- المتوفى سنة 264، كان يحفظ ستمائة ألف حديث حتى قال أحمد بن حنبل في حقِّه: ما جاوز الجسر أفضل منه.

*وكان الدار قطني يقول: بلغني أن الدار قطني في حداثته كان في مجلسه إسماعيل الصفّار فجعل ينسخ جزءا فقال له أحد الحضور: إن سماعك عند المحدثين لا يصح! قال: لماذا؟ قال: لأنك تكتب والشيخ يحدِّث [وهذا جرح عند المحدثين] قال: إني أحفظ ما قال الشيخ أفضل منك، فقال له هذا الشخص: كم ذكر الشيخ؟ قال: ذكر ثمانية عشر حديثا، اكتبها: الحديث الأول رواه فلان عن فلان عن فلان والمتن كذا، ثم سردها كاملة. انظر كيف هؤلاء الحفاظ!.

الفائدة الثانية: المحدثون لهم في تصنيف الكتب طرق, فأشهرها والمشاهد منها طريقتان:

الطريقة الأولى: طريقة الأبواب الفقهية، فهم يأتون يجمعون الأحاديث الواردة في موضوع معين, كالإمام البخاري رحمه الله. والتمايز يكون على جهات:

· من حيث الصحة، فبعضهم اشترط الصحة في كتابه مثل البخاري ومسلم وابن خزيمة.

· من حيث العموم والشمول, وتسمى "الجوامع" فهي جمعت جميع أبواب الدين, كالترمذيّ والبخاري فقد جمع شرط الصحة والجمع.

· من حيث العناية بالأحكام الفقهية المرفوعة، وهذه تسمى "السنن" كسنن أبي دود والنسائي.

· من حيث كثرة الصحابة والتابعين: مثل كتب المصنفات, كمصنف عبد الرزّاق بن همام الصنعاني (المتوفى 211هـ) فقد حوى قرابةَ (21 ألف) حديث, ومصنف ابن أبي شيبة فقد حوى قرابة (37 ألف) حديث. فقد شمل المرفوع والموقوف والمقطوع وغيره.

الطريقة الثانية: طريقة أحاديث الصحابة, وتسمى "المسانيد" فيجمع أحاديث كل صحابي, كمسند الإمام أحمد بن حنبل و "المعاجم" كمعاجم الطبراني و"الأطراف" كتحفةِ الأشراف للحافظ المزي.

الفائدة الثالثة: اختلف العلماء المعاصرون حول استخراج الحديث عن طريق الحاسب الآلي إلى طرائق:

1 - قسم لا يحبذ التعامل مع الحاسب الآلي لما فيه من سلبيات, من احتمال تصحيف وتحريف, ويعوّد الطالب على الكسل والخمول, وهؤلاء (قلة) , فأغلبهم لا تجد عندهم حواسيب أصلاَ.

2 - اعتمد على الحاسب الآلي في التخريج, ولم يرجع إلى الأصول, ولم يتفطّن للعيوب التي فيها.

3 - توسّط القول, في استعمال التقنيات العلمية وإلى الكتب والنسخ الورقيّة, فالتقنية عنده "كالفهارس", وذلك أن الهمةَ قلّت عند طلبة العلم, وضعفت الملكات العقليّة, وهذا أعدل ما يقال في الحواسيب الآلية.

الفائدة الرابعة: مزايا استخدام الحاسب الآلي:

(1) السرعة في إنجاز البحوث, قال الشيخ الألباني: كنت إذا سمعت حديثا من أحاديث أبي هريرة منسوبا إلى مسند الإمام أحمد بن حنبل قمت بقراءة مسند أبي هريرة من مسند الإمام أحمد بن حنبل كاملا، قرأت أكثر من ثلاثمائة صفحة لأعثر على الحديث، فربما أعثر وربما لا أعثر! ويقول: النسخة التي كنت أرجع إليها ليست كالتي عندكم، الخط دقيق وليس بينها فواصل والصفحة مليئة بالأسطر.

قال الشيخ إسماعيل الأنصاري: سمعت حديثا منسوبا إلى صحيح الإمام مسلم فقمت بقراءة صحيح الإمام مسلم كاملا لكي أعثر على الحديث فلم أجده، ثم بت ليلة أخرى وقرأت الكتاب كاملا مرة أخرى حتى عثرت على الحديث، انظر كيف الجهد الذي بذلوه في سبيل العثور على هذا الحديث!.

(تكميل) فرح علماء الحديث لما نزل كتاب "مفتاح كنوز السنَّة" فرحاً شديداَ, فقد يسّر لهم سهولة الرجوع إلى الحديث بأصله في (البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة والترمذي وموطأ مالك وطبقات ابن سعد ومسند أحمد بن حنبل والطيالسي وكذلك سيرة ابن هشام ومغازي الواقدي). قال الشيخ محمد رشيد رضا: لو طُبع هذا وقتي لوفّر علي ثلاثة أرباع عمري. قال الشيخ أحمد شاكر: ومع ذلك فطالما أعياني تطلّب بعض الأحاديث في مظانّها، وأغرب من هذا أنّي لبثت نحو خمس سنين وأنا أطلب حديثا معيّنا من جامع الترمذي، وهو كتاب تلقيته عن أبي وقرأته عليه ولي به عناية يقول: كأنه فتح لي صناديق مغلقة.

(2) الوقوف على طرق متعددة للحديث، قال الإمام أحمد –رحمه الله- كلمةًَ دقيقة: من لم يجمع علم الحديث وكثرة طرقه واختلافه لا يحل له الحكم على الحديث.

(3) عامل مساعد على تحقيق تحقيقات علمية عميقة مبنية على السبر والتتبع, فإن منهج المحدثين عند الحكم على راوٍ فإنهم يسبرون حديثه.

قال أبو زرعة الرازي -رحمه الله-: نظرت في نحو ثمانين ألف حديث من أحاديث ابن وهب فما وجدت له حديثا منكرا فهو ثقة.

الفائدة الخامسة: لم يصح نسبة "مسند زيد بن علي بن الحسين المتوفى سنة 122" إليه, لأن راوي هذا المسند عن زيد بن علي هو عمرو بن خالد الواسطيّ. وهو كذاب كما قال الإمام أحمد، قال: كذاب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير