تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(3) وإما عن طريق لفظة من ألفاظ الحديث سواء كانت غريبة أو نادرة الاستعمال. فلا تعرفُ راوِ الحديث ولا أصله ولا مخرجه ولا تعلم سوى هذه الكلمة فالوسيلةُ لمعرفته إما كتب "غريب الحديث" أو "الجامع المفهرس" وهي على نوعين:

النوعُ الأول: المصادر أصلية، التي تروي بالإسناد، فمنها: "غريب الحديث" لأبي عبيد القاسم بن سلام، و"غريب الحديث" لإبراهيم الحربي.

النوع الثاني: المصادر الفرعية, ومن أشهر هذه الكتب كتاب "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير، فتستطيعُ بذلك معرفة مطلع الحديث وهكذا.

أمَّا كتاب "المعجم المفَهْرَِس لألفاظ الحديث النبوي" ألفه جماعة من المستشرقين في هولندا، استغرق في تأليفه 33 سنة, غاية في الإتقان، وكان قبل ظهور الحاسب من أشهر الكتب التي يستعملها طلبة العلم في التخريج، فهذا الكتاب جمع أحاديث الكتب التسعة -صحيح البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه ومسند الإمام أحمد وموطأ مالك وسنن الدارمي- وسلكوا في تصنيف الكتاب مسلكاً لغوياً، فهم أولا يذكرون الكلمة من حيث الأفعال ثم يذكرون أسماء المعاني ثم المشتقات.

(تتمّة) ظهرت كتب خرّجت الأحاديث التي في هذه الكتب فتعزو الحديث إلى مصادره الأصلية وتبين درجة هذه الأحاديث هل هو صحيح أم ضعيف؟ وبداية ظهور هذا النوع من الكتب في الحقيقة ربما يكون بدايته في "القرن السادس" والله أعلم.

الفائدة الثانية: الكتب السنة لهها مكانة عظيمة في نفوس أهل الأرض قاطبةً, ونتكلّم عن منزلتها وبيانها:

قال الإمام المزي –رحمه الله-: وكان من أحسنها تصنيفا وأجودها تأليفا، وأكثرها صوابا وأقلها خطأ، وأعمها نفعا وأعودها فائدة، وأعظمها بركة وأجسرها مؤونة، وأحسنها قبولا عند الموافق والمخالف، وأجلّها موقعا عند الخاصة والعامة ... ثم ذكر الكتب الستة.

قال ابن حجر –رحمه الله-: فإن النفوس ترْكنُ إلى من أخرج له بعض الأئمة الستة أكثر من غيرهم لجلالتهم في النفوس وشهرتهم.

وأغرق من تكلّم في "مناهج المحدثين" من تصانيف وحواشٍ وغيرها, ولكن باختصار نقول الآتي.

ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 01:41 ص]ـ

v صحيح الإمام البخاري، واسم البخاري: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري، (و:194ه) (تـ256ه)، واسم الكتاب / الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه. وهذا حوى شرط الإمام البخاري ومنهجه في كتابه.

قوله: الجامع؛ فالجامع في مصطلح المحدثين هو الكتاب الذي حوى جميع أبواب الدين، حوى الأحكام الشرعية، حوى الزهد، حوى الرقائق، حوى العقائد .. الإيمان.

قوله: المسند، التي أحاديثه مُسندة، يروي الأحاديث بإسنادها، فهو كتاب مُسند، فهو يُعد من أعلى درجات المصادر الأصلية.

قوله: الصحيح، فالبخاري اشترط الصحة في الأحاديث المسندة، فالأحاديث المعلّقة ليست على شرط البخاري في الصحة، والأحاديث التي اُنتقدت على الإمام البخاري إنما اُنتقدت فيما يُسمى عندنا بالصناعة الحديثية، يعني طريق ... في طريق أشهر منه فقط، وأما حديث مُسند عند الإمام البخاري بمتنه ضعيف فلا يعلم حديثا بهذه الصفة، فهو كتاب وضع الله له القبول في الأرض.

قوله: المختصر, فلم يستوعب جميع الأحاديث الصحيحة، قال البخاري: قد انتخبت هذا الصحيح من أكثر من ستمائة ألف حديث. اهـ. وهو لا يعدو بغير المكرّر قرابة ثلاثة آلاف حديث انتخبها من ستمائة ألف حديث، فهو مختصر، فمعنى ذلك أنه لا يأتي واحد يقول: ليس عندكم أهل السنة والجماعة من الصحيح إلا ما ألّفه الإمام البخاري، هذا غير صحيح، لأن البخاري نفسه لم يشترط استيعاب جميع الأحاديث الصحيحة.

قوله: من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه؛ فهو شامل لجميع هدي النبي صلى الله عليه وسلم.

(منهج البخاري في صحيحه)

جلس البخاري في تأليفه ستة عشر سنة، وأُلّفت حول الكتاب أكثر من ثلاثمائة وسبعين كتابا ما بين شرح واستدراك وتعقّب, وعلى طالب العلم أنْ لا يخلو يومه من القراءة فيه لأنه ينمّي ملكة الاستنباط.

* الإمام البخاري يقطّع الحديث أو يذكر الحديث في أكثر من موضع, بخلاف مسلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير