* الإمام البخاري إذا ذكر حديثا بعدة أسانيد فإن اللفظ يكون للراوي الأخير. ونعرفه من خلال المصادر الأخرى الحديثية. قال ابن حجر في الفتح:وقد ظهر بالاستقراء من صنيع البخاريأنه إذا أورد الحديث عن غير واحد فإن اللفظ يكونللأخير.
* الإمام البخاري إذا كان عنده حديث بعدة أسانيد يأخذ أعلى درجات الصحة.
v صحيح الإمام مسلم، المؤلف: هو مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري أبو الحسين، (و: سنة 204ه) (تـ261ه)، واسم كتابه: المسند الصحيح المختصر من السنن بنقل العدل عن العدل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قوله: (بنقل العدل عن العدل)؛ العدل عند المحدثين من جمع بين أمرين الضبط والعدالة، هذا في اصطلاح أئمة الحديث المتقدمين.
(منهج مسلم في صحيحه)
* الإمام مسلم عند وضعه الأحاديث فإنه يسردها في موضعٍ واحد.
* الإمام مسلم شديد العناية باللفظ، لأن مسلم لا يحدِّث إلا من أصوله، بخلاف الإمام البخاري فربما كتب من حفظه، بينما مسلم شديد العناية باللفظ، ولا يكتب الحديث إلا من أصوله الورقية. وبهذه فاق البخاري.
* الإمام مسلم يرتب روايات الحديث بحسب قوتها، فيذكر في أول الباب الأصل القوي ثم يذكر الطريق الذي أقل منه قوة وهكذا، فهو يرتب الأحاديث بحسب قوتها، وربما ختم الباب بالحديث المعلول، فينبّه على علته وهذا أحيانا.
* الإمام مسلم لم يبوب كتابه الصحيح، وهذا يغفل عنه بعض الناس، فبعض الباحثين يقول: استنبط فقه الإمام مسلم من خلال التبويب، بينما الإمام مسلم لم يبوّب صحيحه, إنّما الذي بوّبه الشرّاح والنساخ والذين جاؤوا بعده. (أبرزهم الإمام أبو العباس القرطبي صاحب المُفهم الذي شرحَ فيه صحيح مسلم، وكذلك الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم).
والسؤال: ما السبب في أنَّ مسلماً –رحمه الله- لم يبوبّ صحيحه؟
قال ابن الصلاح: حتى لا يزيد حجم الكتاب, وفيه نظر, لأنه لن يأخذ حيّزاً كبيرا! وقيل: أنّه مات قبل التبويب, وفيه نظر, والرأي الصحيح: لم يبوّب صحيحه لأنه يريد أن يخلصه لحديث النبي صلى الله عليه وسلم, سوى ما كتبه في مقدمته, والإمام مسلم صاحب منهجية دقيقة جدا في كتبه يعجب منها القارئ.
* سنن أبي داود، والمؤلف هو: سليمان بن الأشعث السجستاني، (و:202ه) و (ت:275ه) واسم كتابه السنن. وأبي داود رحمه الله له رسالة في بيان منهجه في الكتاب.
* جامع الترمذي، والمؤلف هو: محمد بن عيسى الترمذي أبو عيسى، (و: 209ه) (ت: 279ه) واسم كتابه كاملا: الجامع المختصر من السنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعرفة الصحيح والمعلول وما عليه العمل.
* سنن النسائي, واسمه: أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن، (و:215ه) و (ت:303ه) واسم كتابه: المجتبى من السنن، لأن الإمام النسائي له كتاب، كتاب كبير السنن الكبرى وله كذلك السنن الصغرى.
* سنن ابن ماجه، واسم المؤلف: محمد بن يزيد القزويني أبو عبد الله، كما يظهر على الشاشة، (و: 209ه) (ت: 273ه)، واسم كتابه السنن.
الفائدة الثالثة: طرق ترتيب المصادر في التخريج كما يلي:
الطريقة الأولى: منهم من يرتب المصادر حسب وفاة المؤلف فمثلا لو أخرج الحديث عبد الرزاق وأحمد والبخاري، يبدأ بعبد الرزاق أول لأنه توفي في 211ه ثم أحمد لأنه في 241ه ثم البخاري لأنه توفي في 256ه، هذا منهج وله وجهته.
الطريقة الثانية: أنه يبتدئ في ذكر الكتب الستة: الصحيحين ثم السنن الأربعة وهذا هو الأشهر وفي هذه المرحلة بعد الكتب الستة: مسند أحمد.
الطريقة الثالثة: أن يرتب المصادر حسب قربها وبعدها عن النص الذي أمامه، فإذا وقف على مصدر لفظه قريب أو نحو اللفظ الذي عنده فيبدأ به.
وأي طريقة سلكها الباحث فعليه أن يلتزم بها في بحثه كلها ولا يعدل عنها إلا لفائدة راجحة، ولا يصح أنه ينتقل من طريقة إلى طريقة، هذا خلاف المنهج العلمي، فإذا سلكت منهجا أو طريقة من هذه الطرق فعليك أن تسير عليها تماما.
الفائدة الرابعة: أفضل طبعات اكتب الستّة: أما البخاري (الطبعة السلطانية) واما مسلم (طبعة العامرة) وإلا طبعةعبدالباقي وأما أبو داود طبعة عوامة ثم دعاس وأما الترمذي طبعة بشار عواد ثم أحمدشاكر ولكنه لم يكمل تحقيقه وأما سنن النسائي الصغرى طبعة أبي غدة.وأما ابن ماجه طبعةبشار ثم عبد الباقي المسند طبعة شعيب .. بإشراف التركي .. (50 مجلد) .. وهي توزع مجانافي بعض المؤسسات ومنها رابطة العالمالإسلامي. وأفضل طبعات كتب الرجال: أما تقريب التهذيب تحقيق محمد عوامة, وأما تهذيبالتهذيب طبعة دار المعرفة, وأما تهذيب الكمال طبعة بشارعواد. وأما كتاب "تحفة الأشراف" فالنسخة الحاسوبية (إتقان الحرفة بإكمال التحفة) أفضل من النسخة الورقية، لكن جيد أن تقتني النسخة الحاسوبية والورقية التي بتحقيق عبد الصمد شرف الدين.
الفائدة الخامسة: (من معوّقاتِ الطلب) التلقين في كلّ كتاب, ومعناه: الاستفسار والتعنّت في معرفة منهج الكتاب وموضوعه وأطروحاته وآخراً قد لا يشتري الكتاب, لذا نرى طلبة العلم متفاوتين، بعضهم بزّ أقرانه. والسبب: جهده الذاتيّ, يقرأ في الكتب، يراجع، يقرأ المقدمات والخاتمة، يراجع الجديد من الكتب، فبهذا أصبحت عنده ملكة علمية كبيرة.
الفائدة السادسة: (وقفاتٌ مع السلف) إنًَّ هؤلاء الذين مضوا أكثر من 12 عشر قرناً, لم يزل ولا يزال ولن يزل ذكرهم, فهؤلاء الذين جعل الله لهم لسان صدقٍ في الآخرين, لكن أما الذي رفعهم خدمتهم العلم, ويذلهم النفس على سبيله وسبيل العمل به, ومن قرأ سير السلف –رحمهم الله- عرف قدرهم وشأوهم, فإنّ من الأئمة –كالبخاري- ابتلوا وامتحنوا في دينهم, وقد صبر البخاري صبراُ لا مثيل له , وكان أصحابه يقولون له أيام المحنة: إن بعض الناس يقع فيك، فيقول: ((إن كيد الشيطان كان ضعيفا)) ويقول أيضا: ((ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله)) الله أكبر .. أنعم وأكرم ..
¥