تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[04 - 05 - 10, 12:18 ص]ـ

[فوائد الدرس السابع وقليلا من الثامن يلجأ فيما بعد]

الفائدة الأولى:المتن هو " نصّ الحديث " وهو الغاية, والإسناد أو السند هو "سلسة الرجال الموصلة إلى المتن" وهو وسيلة. والراوي الأعلى هو الصحابي الراوي. مثاله: عن سميّ مولى عبد الرحمن عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة قال قال رسول الله: من حج هذا البيت ...... وعلى هذا فالصحابي: من لقي النبي وآمن به ومات على ذلك. وهذا أصح التعاريف كما رجّحه البخاري وابن حجر وغيرهم من المتأخرين. والتابعي: من لقي صحابيا فأكثر وسمع منه.

الفائدة الثانية: طرق إثبات الصحبة:

أولا: الاستفاضة والتواتر, كالرواة المشهورين مثل أبي بكر وأبي هريرة وعائشة.

ثانيا: أن يقول الراوي: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم. ولا حاجة تلمس للبحث عن عدالتهم وثقة لأنهم كلّهم عدول, وثبتت عدالتهم في الكتابِ والسنة وإجماع الأمة قال تعالى {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ... } واتهامهم اتهام للقرآن والسنَة النبوية, لأنه لولا الله ثم هؤلاء الحملة ما علمنا شيئا.

* قال عبيد الله بن الكريم أبو زرعة الإمام الكبير (264هـ): إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق وإنما أدى إلينا القرآن والسنن: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة. اهـ. وكان هارون الرشيد الخليفة يتتبع الزنادقة ويقتلهم, وقد وضع أناسا محتسبين، وكان يسمّى متتبع الزنادقة، فجاء بأحد الزنادقة بل من رؤساء الزنادقة في بغداد اسمه شاكر، فلمّا أُحضر عند هارون الرشيد، قال له هارون الرشيد: لماذا يا شاكر تعلّمون المتعلم أول ما يتبنّى مذهبكم تعلّمونه الرفض والقدر؟ قال: أما قولنا بالرفض فإنا نريد الطعن على الناقلة [الصحابة] فإذا بطلت الناقلة أوشكنا أن نُبطل المنقول.

* قال الإمام الكبير عبد الله بن المبارك الحنظلي المروزي (181هـ)، -جمع خصال الخير-: معاوية بن أبي سفيان عندنا محنة [اختبار] فمن رأيناه ينظر إليه شزرا [يعني يبغضه ويطعن إليه ويعرض عنه] اتهمناه على القوم [يعني على الصحابة].

الفائدة الثالثة: كتب المسانيد نقصد بها: هي الكتب التي موضعها جمع أحاديث كل صحابي على حدة غير مرتبة، قصدهم في تأليف كتبهم جمع الأحاديث التي تصلح للاحتجاج أو الاستشهاد أي مطلقُ الجمع من غير التزام بالتنظيمِ الفقهيّ. كمسند الإمام أحمد والدارمي والحميدي والبزار –وقد طبع منه أجزاء- وأبي يعلى الموسمي, وأشهرها وأعلاها: مسند الإمام أحمد. ومن أراد الاستزاد فيما يتعلق بالمسانيد فليراجع كتاب " لقط العناقيد في بيان المسانيد" للأستاذ توفيق السيِّدي.

الفائدة الرابعة: بعض طلبة الحديث اعترضوا فقالوا: الدار قطني إمام كبير في العلل وتعقب البخاري ومسلم وله انتقادات وله تتبع، فكيف وهو بهذه الجلالة وقد ألّف كتابه العلل يورد في سننه أحاديثا ضعيفة؟! هذا فيه نوع من التناقض.

والجواب: هذا غير صحيح, فإن بين الكتابين تكامل، فقد قصد الدار قطني بتأليف كتابه هذا بيان الأحاديث الضعيفة والمنكرة التي يحتج بها الفقهاء وقد نص على ذلك الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام الزيلعي وابن عبد الهادي وكبار النقاد، وهو أمر شبه متفق عليه بين نقاد الحديث، ولذلك الإمام الدارقطني في سننه لم يبوّب السنن، هذا يغفل عنه كثير من طلبة العلم، مثل الإمام مسلم، والذي بوّب كتابه هم النسّاخ الذي نسخوا هذا الكتاب, وكذلك الطابعين المحققين هم الذين وضعوا هذه الأبواب، وهذا العمل غير جيد، فالدار قطني إمام كبير كان باستطاعة الدارقطني أن يبوّب سننه وهو قادر على ذلك، فكيف تتجرأ على أن تبوّب كتابا مؤلفه لم يبوّبه؟! قال بعض الذين بوّبوا الكتاب: نحن نقتدي بالإمام النووي فإن الإمام النووي بوّب صحيح مسلم، وهذا فيه نظر، لأن الإمام النووي لم يبوّب صحيح مسلم، الإمام النووي إنما بوّب شرحه المنهاج، فلمّا حقق محمد فؤاد عبد الباقي صحيح مسلم أخذ التبويبات ووضعها في صحيح مسلم وقد وقع في الحقيقة أخطاء علمية بسبب هذا العمل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير