ومعاجم، أشبه ما تكون بكتب التراجم التي تعنى بذكر كل المرويات المتعلقة بصاحب الترجمة، فيذكر صاحب المعجم الأحاديث التي رواها صاحب الترجمة بأسانيدها، ولعل أشهرها على الإطلاق معاجم الطبراني، رحمه الله: الكبير والأوسط والصغير، وأهمها: الأوسط، فقد ضمنه الطبراني غرائب الأحاديث التي رواها عن شيوخه، ومعاجم الطبراني، إجمالا مظنة الغرابة والتفرد.
وكتب خصصت للموضوعات، وسبقت الإشارة إليها عند الكلام على جهود أئمة الحديث في مكافحة الوضع، وأبرزها، كما تقدم، موضوعات أبي الفرج ابن الجوزي الحنبلي، رحمه الله، وموضوعات الجوزقاني، رحمه الله، واللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، لجلال الدين السيوطي، وتنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة، لابن عراق، رحمه الله، والفوائد المجموعة لمجدد المائة 13، الشوكاني، رحمه الله.
وكتب أخرى خصصت للأحاديث المشتهرة على الألسنة، بغض النظر عن درجتها، فقد تكون صحيحة أو حسنة أو ضعيفة أو حتى موضوعة، ومن أبرزها:
اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة للحافظ ابن حجر، رحمه الله، والمقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة، للحافظ السخاوي، رحمه الله، تلميذ ابن حجر، والدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة، للحافظ السيوطي، رحمه الله.
ومجامع عني أصحابها بجمع أحاديث عدة كتب أصلية، مرتبة على الأبواب الفقهية، مع حذف أسانيدها، فهي مصادر غير أصلية، وأبرزها:
جامع الأصول لابن الأثير، رحمه الله، وقد جمع فيه أحاديث الصحيحين والسنن، ما عدا ابن ماجة، والموطأ، أي أنه أدخل الموطأ عوضا عن سنن ابن ماجة، والجمع بين الأصول الستة، أي الصحيحين والسنن الأربعة، لأبي الحسن رزين بن معاوية الأندلسي رحمه الله.
ومجامع، كالسابقة، ولكنها رتبت على حروف المعجم، ولعل أشهرها على الإطلاق: الجامع الكبير والجامع الصغير للحافظ السيوطي رحمه الله.
وكتب زوائد، عني أصحابها، بجمع ما زاد في بعض الكتب من الأحاديث عن أحاديث كتب أخرى، دون إيراد الأحاديث المشتركة، وأبرزها:
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، وهو المعروف بـ: "المجمع"، للحافظ الهيثمي، رحمه الله، وقد جمع فيه زوائد مسند أحمد، ومسند البزار، ومسند أبي يعلى، ومعاجم الطبراني الكبير والأوسط والصغير، على الصحيحين.
وكتب تخريج، عني أصحابها، بعزو أحاديث مصنف إلى مصادره الأصلية من كتب السنة مع بيان درجتها عند الحاجة، وغالبا ما تكون الكتب المخرجة كتبا في الفقه، يعنى مخرجها بتخريج الأحاديث التي استدل بها المصنف على مسائل كتابه، ومن أبرزها: نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية للمرغيناني، الحنفي، رحمه الله، ألفه الحافظ الزيلعي الحنفي، رحمه الله، وكتاب الهداية من أهم كتب الأحناف، رحمهم الله، والتلخيص الحبير في تخريج أحاديث شرح الوجيز الكبير للرافعي، الشافعي، رحمه الله، ألفه الحافظ ابن حجر، الشافعي، رحمه الله، وغالبا ما يكون المخرج لكتاب فقهي على نفس مذهب صاحب الكتاب الأصلي، وليس الأمر على إطلاقه، فالحافظ، رحمه الله، على سبيل المثال، شافعي المذهب، كما تقدم، ومع ذلك خرج أحاديث الهداية، وهو كما تقدم، من دواوين الفقه الحنفي، والله أعلم.
وأجزاء حديثية، عني أصحابها:
بجمع الأحاديث المروية عن صحابي أو تابعي أو ........ ، مثل جزء حديث أبي بكر، وجزء أحاديث مالك، وجزء ما رواه أبو حنيفة ........ الخ.
أو أحاديث باب واحد، كجزء رفع اليدين في الصلاة وجزء القراءة خلف الإمام، وكلاهما لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله، وقيل بأنه جمعهما للرد على أهل الرأي في هاتين المسألتين، والله أعلم.
¥