تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو أحمد الهمام]ــــــــ[09 - 09 - 06, 08:19 م]ـ

السؤال الثامن والعشرون: سمعنا في الآونة الأخيرة من يطعن في تخريجات الشيخ الألباني فما رأيك يا شيخ؟

الجواب: العلامة الألباني من الأئمة الكبار في السنة، وقد نفع الله به نفعاً عظيماً في هذا القرن، مما لا يكاد يحصل لمثله في وقته، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

وهو كسائر علماء الحديث يؤخذ من قوله ويرد، والشيخ الألباني له منهج في نقد الأحاديث يخالفه فيه غيره من أهل العلم، وهو يجري على ما يجري عليه سائر المحدثين الكبار من المتأخرين كالسيوطي والسخاوي وغيرهم.

وانتقد عليه تساهله في مواضع من أحكامه كالتصحيح بمجموع الطرق، والتسامح في تحسين روايات بعض الضعفاء، ونحو ذلك.

وأخذ عليه تشدده في بعض أحكامه كتشدده في رد روايات من وصف بالتدليس، ورد كل ما ثبت انقطاعه مطلقاً، ولو كانت القرائن احتفت به فاغتفر الأئمة علة الانقطاع لقوة القرائن كمعرفة الواسطه عيناً أو حالاً كرواية سعيد عن عمر أو أبي عبيدة عن أبيه ونحو ذلك.

والشيخ الألباني ليس بدعاً بهذا الرأي فهناك من سبقه من الأئمة المتأخرين إلى هذا الرأي.

وهو مجتهد حاصل على الأجر في الحالين، رحمه الله وأسكنه فسيح جنته.

وما هو بالمعصوم فله آراء لا يوافق عليها، فمن ظفر بوهم أو غلط أو خطأ وقع فيه فلا يفرح به للحط من قدره، ولكن يفرح به لتصحيح المسألة فحسب، فما من إمام إلا وله زلة أو هفوة وأوهام وأغلاط خاصة المكثرين في التصنيف منهم كالإمام الألباني رحمه الله، ولا يفرح بزلة عالم ويفرح بها للتنقص إلا متعالم، والله الموفق.

(من لقاء الشيخ الطريفي بمنتدى الفوائد)

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[09 - 09 - 06, 11:32 م]ـ

الذَّنْبُ الْوَاحِدُ لا يُهْجَرُ لَهُ الْحَبِيبُ، وَالرَّوْضَةُ الْحَسْنَاءُ لا تُتْرَكُ لِمَوْضِعِ قَبْرٍ جَدِيبٍ

ــــــــــ

وَلله درُّ شَيْخِ الإِسْلامِ تَقِي الدِّينِ بْنُ دَقِيقِ الْعِيدِ الْمِصْرِيِّ حَيْثُ يَقُولُ: «وَالْحَكِيمُ مَنْ يُقِرُّ الأُمُورَ فِى نِصَابِهَا، ويُعْطِي كُلَّ طَبَقَةٍ مَا لا يَلِيقُ إِلا بِهَا. وَأَمَّا السَّهْوُ وَالْغَلَطُ فَمَا أَمْكَنَ تَأْوِيلَهُ عَلَى شَيْءٍ يُتَأَوَّلُ، وَمَا وُجِدَ سَبِيْلٌ وَاضِحٌ إلَى تَوْجِيهِهِ حُمِلَ عَلَى أَحْسَنِ مَحْمَلٍ، وَمَا اسْتَدَّتْ فِيهِ الطُرُقُ الْوَاضِحَةُ، وَتُؤْمِّلَتْ أَسْبَابُ حُسْنِهِ أوُ صِحَّتِهِ فَلَمْ تَكُنْ لائِحَةً، فَلَسْنَا نَدَّعِي لِغَيْرِ مَعْصُومٍ عِصْمَةً، وَلا نَتَكَلَّفُ تَقْدِيرَ مَا نَعْتَقِدُهُ غَلَطَاً بِأَنَّ ذَلِكَ أَبْهَجُ وَصْمَةً، فَالْحَقُّ أَوْلَى مَا رُفِعَ عَلَمُهُ، وَرُوعِيَتْ ذِمَمُهُ، وَوُفِّيَتْ مِنَ الْعِنَايَةِ قِسَمُهُ، وَأَقْسَمَ الْمُحَقِّقُ أَنْ لا يَعَافَهُ فَبَرَّ قَسَمُهُ، وَعَزَمَ النَّاظِرُ أَنْ يَلْزَمَ مَوْقِفَهُ فَثَبَتَتْ قَدَمُهُ.

وَلَكِنْ لا نَجْعَلُ ذَلِكَ ذَرِيعَةً إِلَى تَرْكِ الصَّوَابِ الْجَمِّ، وَلا نَسْتَحِلُّ أَنْ نُقِيمَ فِى حَقِّ الْمُصَنِّفِ شَيْئَاً إلى ارتكاب مَرْكِب الذمِّ، وَالذَّنْبُ الْوَاحِدُ لا يُهْجَرُ لَهُ الْحَبِيبُ، وَالرَّوْضَةُ الْحَسْنَاءُ لا تُتْرَكُ لِمَوْضِعِ قَبْرٍ جَدِيبٍ، وَالْحَسَنَاتُ يُذْهِبْنَ السَّيْئَاتِ، وَتَرْكُ الْمَصَالِحِ الرَّاجِحَةِ لِلْمَفَاسِدِ الْمَرْجُوحَةِ مِنْ أَعْظَمِ الْمَبَاآتِ، وَالْكَلامُ يُعَضِدُ بَعْضُهُ بَعْضَا، وَمَنْ أَسْخَطَهُ تَقْصِيرٌ يَسِيْرٌ فَسَيَقِفُ عَلَى إِحْسَانٍ كَبِيْرٍ فَيَرْضَى.

وَلَوْ ذَهَبْنَا نَتْرُكُ كُلَّ كِتَابٍ وَقَعَ فِيهِ غَلَطٌ، أَوْ فَرَطَ مِنْ مُصَنِّفِهِ سَهْوٌ أوُ سَقَطٌ، لَضَاقَ عَلَيْنَا الْمَجَالُ، وَقَصُرَ السِّجَالُ، وَجَحَدَنَا فَضَائِلَ الرِّجَالِ، وَفَاتَنَا فَوَائِدُ تُكَاثِرُ عَدِيدَ الْحَصَا، وَفَقَدْنَا عَوَائِدَ هِىَ أَجْدَى عَلَيْنَا مِنْ تَفَارِيقِ الْعَصَا.

وَلَقَدْ نَفَعَ اللهُ الأمَّةَ بِكُتُبٍ طَارَتْ كُلَّ مَطَارٍ، وَجَازَتْ أَجْوَازَ الْفَلَوَاتِ وَأَثْبَاجَ الْبِحَارِ، وَمَا فِيهَا إِلا مَا وَقَعَ فِيهِ عَيْبٌ، وَعُرِفَ مِنْهُ غَلَطٌ بِغَيْرِ شَكٍّ وَلا رَيْبٌ، وَلَمْ يَجْعَلْهُ النَّاسُ سَبَبَاً لِرَفْضِهَا وَهَجْرِهَا، وَلا تَوَقَّفُوا عَنِ الاسْتِضَاءَةِ بِأَنْوَارِ الْهِدَايَةِ مِنْ أُفْقِ فَجْرِهَا» اهـ.

وَلا أَدْرِى بَيْنَ يَدَىْ كِلامِ شَيْخِ الإِسْلامِ مَاذَا أَقُولُ، فَالزِّيَادَةُ عَلَيْهِ أَوْ بِسْط مَعَانِيهِ هَذَرٌ أَوْ فُضُولٌ، وَلَقَدْ نَفَعَ اللهُ بِهِ أَقْوَامَاً فَكَانُوا فِى الْعِلْمِ سَادَةً وَلِلأَدَبِ حَافِظِينَ، وَسَيَنْفَعُ بِهِ إِنْ شَاءَ آخَرِينَ، فَيُدْرِكُونَ سَبِيلَ السَّلَفِ الْمَاضِينَ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير