ـ[أبو يزيد السلفي]ــــــــ[09 - 10 - 06, 04:29 ص]ـ
ما نال محمدة الرجال وشكرهم ..... إلا الصبور عليهم المفضال
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[10 - 10 - 06, 05:19 ص]ـ
غفر الله لك يا أبا يزيد، فأنتم ذوو الفضل، أحسن الله إليكم.
سؤال:
صـ 58
لم يذكر الشيخ مثالا لتدليس التسوية.
من ذلك ما ذكره المزي في تهذيب الكمال (31/ 97) قال: قال صالح بن محمد الأسدي الحافظ [المشهور بصالح جزرة]: سمعت الهيثم بن خارجة يقول: "قلت للوليد بن مسلم: (قد أفسدتَ حديث الأوزاعي)، قال: (كيف؟) قلت: (تروي عن الأوزاعي عن نافع، وعن الأوزاعي عن الزهري، وعن الأوزاعي عن يحيى بن سعيد، وغيرك يدخل بين الأوزاعي وبين نافع عبد الله بن عامر الأسلمي، وبينه وبين الزهري إبراهيم بن مرة وقرة وغيرهما، فما يحملك على هذا؟!) قال: (أُنَبِّلُ الأوزاعي أن يروي عن مثل هؤلاء)، قلت: (فإذا روى الأوزاعي عن هؤلاء وهؤلاء
- ضعفاء - أحاديثَ مناكير؛ فأسقطتهم أنت وصيرتها من رواية الأوزاعي عن الثقات = ضُعِّف الأوزاعي)، فلم يلتفت إلى قولي" ا. هـ.
فالوليد بن مسلم يروي أحاديث عن الأوزاعي عن نافع مباشرة، والأوزاعي إنما رواها عن عبد الله بن عامر الأسلمي - وهو ضعيف - عن نافع ...
ولعلَّ مما اجتمع فيه تدليس الإسناد (إسقاط الشيخ) وتدليس التسوية (إسقاط من فوق الشيخ): ما ذكره ابن أبي حاتم في العلل قال (2/ 383): "سألت أبي عن حديث رواه محمد بن المصفى، عن بقية، عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي الدرداء، قال: رآني النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا أمشي أمام أبي بكر، فقال: «لم تمشي أمام من هو خير منك، إن أبا بكر خير من طلعت عليه الشمس أو غربت».
قال أبي: هذا حديث موضوع، سمع بقية هذا الحديث من هشام الرازي، عن محمد بن الفضل، عن ابن جريج، فترك الاثنين من الوسط.
قال أبي: محمد بن الفضل بن عطية متروك الحديث" ا. هـ.
فهذا الحديث أسقط فيه بقيةُ اثنين: شيخَهُ وشيخَ شيخه المتروكَ، وسوَّى الإسناد، فجعل ظاهرَهُ الصحةَ والاتصال، وليست حقيقتُهُ كذلك.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[11 - 10 - 06, 05:43 ص]ـ
سؤال:
صـ 60 – 61
ذكر أن الحسن البصري روايته عن عثمان بن عفان مرسلة.
هل تُرد هذه الرواية؟
وذكر أن الحسن البصري لم يسمع من عثمان حديثا مسندا.
هل (مسند) تفيد السماع , أم تفيد كون الحديث مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
لعلَّ الشيخ يقصد بقوله في الحسن: (روايته عن عثمان مرسلة) = أنها منقطعة، فإنه رآه رؤية فقط، ولم يسمع منه أي حديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وبعض العلماء - خاصة المتقدمين منهم - يطلقون على الرواية المنقطعة (مرسلة)، وهذه الاصطلاحات التي قيَّدت كون المرسل بأنه ما رواه التابعي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مباشرة = إنما جاءت في زمن متأخر، ولم تكن موجودة في عصر الأئمة الأوائل، فلذلك حصل التوسع عندهم في استعمال هذه المصطلحات.
وأما قوله: (لم يسمع من عثمان حديثًا مسندًا)، فإن لكلمة (مسند) إطلاقات عند المحدثين، منها: إطلاقها على المرفوع المتصل، وتطلق عندهم أحيانًا على غير المرفوع إذا كان متصلاً، ولعل الأول هو المراد هنا، لأن الشيخ ذكر أن الحسن سمع من عثمان خطبته (وهذا موقوف متصل)، ثم نفى أن يكون سمع شيئًا مسندًا، فهو يعني المرفوع المتصل.
والذي يظهر أن التوقف والتدقيق عند كل إطلاق من إطلاقات الباحثين المعاصرين ليس بذي جدوى كبيرة، لكثرة التعميمات والأحكام والكلمات التي تسبق إلى الأذهان عندهم، إنما الذي ينبغي التوقف والتدقيق عند كل كلمة من كلمات أئمة النقد، كشعبة ويحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل والبخاري وأبي زرعة الرازي ومسلم وأبي داود السجستاني وأبي حاتم الرازي والترمذي والنسائي والدارقطني وغيرهم من أئمة الحديث ونُقّاده المتقدمين، فإنهم أدقّ ما يكونون في كلِّ كلمة يطلقونها، وكلماتهم المختصرة الوجيزة تحمل من المعاني ما يسطر في صفحات، بل كتب.
وبرجاء التفضل بالتوسع في شرح تعريف السماع:
السماع من معجم مصطلحات الحديث:
¥