قُلْتُ: فَهَؤُلاءِ أَرْبَعَةٌ مِنْ رُوَاةِ الْكُوفِيِّينَ عَنْ مَنْصُورٍ يَذْكُرونَ مُرَافَقَةَ الْحَسَنِ عمْرَانَ وَمُلازَمَتَهُ إِيَّاهُ: شَرِيكٌ يَقُولُ عَنْهُ «كُنْتُ أَمْشِي مَعَ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَحَدُنَا آخِذٌ بِيَدِ صَاحِبِهِ»، وَجَرِيرٌ وَعَبِيدَةُ وَزِيَادٌ الْبَكَّائِيُّ يَقُولُونَ عَنْهُ «كُنْتُ مَعَ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ بِالْبَصْرَةِ»، وَلَعَلَّهُمْ الَّذِينَ عَنَاهُمْ يَحْيَى بْنُ مَعِين بِقَوْلِهِ آنفاً «وَأَمَّا ذِكْرُ السَّمَاعِ فِي حَدِيثِ الْكُوفِيِّينَ فَنَعَمْ».
قُلْتُ: وَالْحَدِيثُ بِهَذِهِ الأَسَانِيدِ مُنْكَرٌ، وَلا يَثْبُتُ بِهِ سَمَاعَ الْحَسَنِ. وَلَيْسَ تَعْصِيبُ الْجِنَايَةِ بِشَرِيكٍ وَسُوءِ حِفْظِهِ بِكَافٍ، كَمَا ذَكَرَ الشَّيْخُ الأَلْبَانِيُّ آنفاً، فَإِنَّ شَرِيكَاً لَمْ يَتَفَرَّدْ، بَلْ تَابَعَهُ ثَلاثَةٌ أَوْثَقُهُمْ جَرِيرٌ. وَإِنَّمَا الْمُتَّهَمُ بِهَذَا الْحَدِيثِ: خَيْثَمَةُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ الْبَصْرِيُّ لَيْسَ بِشَيْءٍ، مِقْدَارُ مَا يَرْوِيهِ لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ، قَالَهُ أبُو جَعْفَرٍ الْعُقَيْلِيُّ.
قَالَ أبُو بَكْرٍ الْبَزَّارُ: «وَهَذَا الْحَدِيثُ لاَ نَعْلَمُ أَحَدَاً يَرْوِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلاَّ عِمْرَانُ، وَلاَ نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ عِمْرَانَ إِلاَّ الْحَسَنُ، وَلاَ عَنِ الْحَسَنِ إِلاَّ خَيْثَمَةُ، وَهُوَ خَيْثَمَةُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ رَوَى عَنْهُ مَنْصُورٌ».
وَقَالَ الْحَافِظُ الْمِزِّيُّ: «خَيْثَمَةُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ أبُو نَصْرٍ الْبَصْرِيُّ. رَوَى عَنْ: أَنَسٍ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ. رَوَى عَنْهُ: بَشِيرُ بْنُ سَلْمَانَ، وَبِلالُ بْنُ مِرْدَاسٍ الْفَزَارِيُّ، وَجَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، وَالأَعْمَشُ، وَمَنْصُورٌ. قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ».
قُلْتُ: ثُمَّ أَعَادَ ابْنُ حِبَّانَ ذِكْرَهُ فِي «الْمَجْرُوحِينَ» (1/ 287) فَقَالَ: «خَيْثَمَةُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ شَيْخٌ يَرْوِى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَوَى عَنْهُ جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ. مُنْكَرُ الْحَدِيثِ عَلَى قِلَّتِهِ ; لا تَتَمَيَّزُ كَيْفِيَةُ ضَعْفِهِ فِي النَّقْلِ لأَنَّ رَاوِيهِ جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، فَمَا يَلْزَقُ بِهِ مِنَ الْوَهَنِ فَهُوَ لِجَابِرٍ مُلْزَقٌ أَيْضَاً، فَمِنْ هَاهُنَا اشْتَبَهَ أَمْرُهُ وَوَجَبَ تَرْكُهُ».
قُلْتُ: الرُّوَايَاتُ الْمَذْكُورَةُ كُلُّهَا عَنْ مَنْصُورٍ، وَقَدْ رَوَاهُ كَذَلِكَ الأَعْمَشُ، وَفِي الْكَلامِ عَنْ رِوَايَتِهِ إِطَالَةٌ.
ـ[أبو أحمد الهمام]ــــــــ[03 - 09 - 06, 11:56 م]ـ
والامام ابن تيمية قي (الاقتضاء) ذكر حديثا من رواية الحسن عن عمران أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال لا أركب الأرجوان ولا ألبس المعصفر ولا ألبس القميص المكفف بالحرير قال وأومأ الحسن إلى جيب قميصه قال وقال ألا وطيب الرجال ريح لا لون له ألا وطيب النساء لون لا ريح له قال سعيد أره قال إنما حملوا قوله في طيب النساء على أنها إذا خرجت فأما إذا كانت عند زوجها فلتطيب بما شاءت ثم قال اسناده صحيح
فكأنه يرى سماع الحسن من عمران
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[04 - 09 - 06, 05:06 ص]ـ
أبو أحمد الهمام
والامام ابن تيمية قي (الاقتضاء) ذكر حديثاً من رواية الحسن عن عمران ... ثم قال: إسناده صحيح. فكأنه يرى سماع الحسن من عمران.
ـــــــــــ
الْحَمْدُ للهِ الْكَرِيْمِ الْمَنَّانِ. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَتَمَّانِ الأَكْمَلانِ عَلَى الْمَبْعُوثِ بِالْهِدَايَةِ وَالإِيْمَانِ.
وَكَذَلِكَ قَالَ شَيْخُ الإِسْلامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ فِي «مَجْمُوعِ الْفَتَاوَي»:
¥