تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والصحيح أن عبد الوهاب الراوي عن ابن عمر، هو جزماً عبد الوهاب بن بُخْت، ويتبين ذلك من خلال النظر في ترجمة عبد الوهاب بن بُخْت، فقد ذكر المزي () في ترجمته أنه روى عن ابن عمر، وروى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، وعليه فقول الحافظ:

«هو ابن بُخْت فيما أظن» هذا فيه تردد وشك منه، بل هو جزماً على ما قاله الحسيني.

وبهذا يتبين لنا أن عبد الوهاب الراوي عن ابن عمر، قد خفيت معرفته على أبي زرعة، وتبعه الذهبي في ذلك، مع أنه ابن بُخْت.

وبهذا يظهر صواب ما تعقب به الحسيني على الإمام الذهبي، وهو ما أقره الشيخ سليمان، إلا أنه فات الشيخ سليمان في حاشيته على (المغني) أن يتعقب الذهبي في ذلك.

وأما حال عبد الوهاب بن بُخْت الأموي المكي، فقد وثقه الأئمة، ابن معين، وأبو زرعة، ويعقوب بن سفيان، والنسائي، وأبو حاتم، ذكره الحافظ ابن حجر ().

هذا وقول الشيخ: «قرأت بخط الحسيني على نسخة من الميزان…».

هذا فيه دلالة صريحة على وقوف الشيخ على خط الحسيني وذيله وتعليقه على الميزان، وقد قال الحافظ: «له تعليق على الميزان بينَّ فيه كثيراً من الأوهام، واستدرك عليه عدة أسماء، وقفت على قدر يسير منه، قد احترقت أطرافه لما دخلت دمشق سنة ست وثلاثين» ().

وقد نقل الحافظ مواضع كثيرة منه في كتابه (لسان الميزان) () يقول فيها «قرأت بخط الحسيني» وفيها يستدرك الحسيني على الذهبي، ويزيد عليه بعض الأسماء.

وقد بحثت عن ذيل الحسيني وتعليقه على الميزان ولم أجده.

د – تعقبه على الإمام الذهبي في إيهامه تضعيف راو ٍ، وذلك باكتفائه بذكر جرح أحد الأئمة له، دون ذكر من وثقه، وهذا فيه قصور.

قال الإمام الذهبي: «عثمان بن عبد الرحمن التَّيمِي، قال الدارقطني: ليس بالقوي» ().

قال الشيخ سليمان: «الظاهر أن عثمان التيمي هذا، هو عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان التيمي، وأبوه عبد الرحمن صحابي معروف، و ابنه هذا روى عن أبيه وأنس بن مالك، وربيعة بن عبد الله بن الهُدَير وغيرهم، وروى عنه فُليح بن سليمان وغيره، قال أبو حاتم ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات، انتهى» ().

قلت: عثمان بن عبد الرحمن التيمي، هو عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله التيمي، المدني، أخرج له البخاري، وأبو داود، والترمذي ().

ومما يدل على ذلك أن الحافظ في (تهذيب التهذيب) عند ترجمته لـ عثمان بن عبد الرحمن التيمي، قال:

«قال أبو حاتم: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات، قلت: قال الحاكم عن الدارقطني: ليس بالقوي» ().

هذا وقد أوهم الذهبي في (ميزان الاعتدال)، وكذا في (المغني ()) في سياقه للترجمة أنه ضعيف، وذلك بذكره فقط لجرح الدارقطني، بينما قال في (الكاشف) (): «وثقه أبو حاتم»!.

والراجح أن عثمان بن عبد الرحمن التيمي ثقه؛ فقد وثقه أبو حاتم الرازي مع تشدده، وخرَّج له البخاري، ووثقه الحافظ ()، وذكره ابن حبان في الثقات، وجرح الدارقطني لا يُقدم على توثيق أبو حاتم، ويظهر أن الدارقطني قد تفرد بجرحه.

وبهذا يظهر صواب ما استظهره الشيخ سليمان، وما تعقب به على الإمام الذهبي.

هذا الجزء الأول من الملف و يليه الجزء الثاني

ـ[رياض السعيد]ــــــــ[06 - 09 - 06, 04:09 ص]ـ

هـ - تعقبه الإمام الذهبي في نقله لروايتين عن ابن معين في توثيق راو ٍ وتضعيفه، ورواية التضعيف قد حكم عليها بعض الحفاظ بالخطأ وكأنه قد خفي عليه ذلك.

قال الإمام الذهبي: «عثمان البَتِّي الفقيه، هو ابن مسلم ثقة إمام، وقيل اسم أبيه أسلم، وقيل سليمان، روى عن أنس بن مالك والشعبي، وعنه شعبة ويزيد بن زريع وابن علية وخلق، وثقه أحمد، والدارقطني، وهو كوفي استوطن البصرة، وجاء عن ابن معين توثيقه، وقال معاوية بن صالح: سمعت يحيى يقول: عثمان البَتِّي ضعيف، ووثقه ابن سعد» ().

قال الشيخ: «قال النسائي في الكنى لما ذكر رواية معاوية بن صالح: «هذا عندي خطأ، ولعله أراد عثمان البُرِّي» ().

قلت: عثمان البَتِّي الفقيه، جاء توثيقه وتصعيفه عن ابن معين، فقد قال الدوري () عن ابن معين: ثقه، وقال معاوية بن صالح عن ابن معين: «عثمان البَتِّي ضعيف».

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير