بحديث (البطاقة) وقد أخرجه أحمد ()، والترمذي ()، وابن ماجه ()، والحاكم ()، من طرق عن الليث بن سعد، عن عامر بن يحيى، عن أبي عبد الرحمن المعَافِري الحُبلِي، قال سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل يَستخلصُ رجلاً من أُمتي، على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعين سِجِلا، ً كل سِجِلٍ مَدُّ البصر … فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السِّجلات؟! فيقال: إنَّك لا تُظلم، فتوضع السِّجِلاتُ في كِفَّة. قال فطاشت السِّجِلاتُ، وثَقُلت البطاقة، ولا يُثقل مع اسم الله شيء» الحديث مختصراً.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح وهو على شرط مسلم، وقال في موضع: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح ().
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وصححه الشيخ الألباني (). والحديث بشاهديه يرتقي إلى الحسن.
4 – أورد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب حديثاً في كتاب التوحيد، باب من تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما، فقال: (عن أبي وَاقِدٍ الليْثِي: خَرجنَا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حُنينٍ، ونحنُ حُدثاءُ عهدٍ بكُفرٍ، وللمشركينَ سِدْرةٌ يَعكُِفُونَ عندها، وَيَنوُطونَ بها أَسلحًتهُم يُقال لها: ذَاتُ أنواطٍ فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنَا ذاتَ أنواطٍ كما لهُم ذاتُ أنواطٍ: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الله أكبرُ إنها السُّنَنُ، قُلتم: والذي نفسي بيدهِ كما قالت بَنُو إسرائيلَ لموسى: (اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) [الأعراف الآية 138]، «لتَرْكَبُنَّ سَنَنَ من كان قبلكم» رواه الترمذي وصححه).
قال الشيخ سليمان بن عبد الله: «الحديث رواه الترمذي كما قال المصنف: ولفظه: …. عن أبي واقدٍ الليثي () أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، لمَّا خَرج إلى حُنين مرَّ بشجرةٍ للمشركينَ يقالُ لها: ذاتُ أنواطٍ يُعلِّقونَ عليها أسلحَتهُم، قالوا يا رسول الله اجعل لنا ذاتَ أنواطٍٍ () كما لهم ذَاتُ أنواطٍ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «سبحان الله! هذا كما قال قوم موسى (اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ) والذي نفسي بيده لَتَرْكبُنَّ سُنَّةَ من كان قبلكم» () هذا حديث حسن صحيح. وأبو واقد الليثي اسمه الحارث بن عوف، وفي الباب عن أبي سعيد، وأبي هريرة، هذا لفظ الترمذي بحروفه. وفيه مخالفة لما في الكتاب لفظاً لا معنى) ().
في هذا المثال نرى أنَّ الشيخ سليمان، قد أورد حديث الترمذي بحروفه سنداً ومتناً، ثم قابله باللفظ الذي ذكره شيخ الإسلام فقال:
(وفيه مخالفة لما في الكتاب لفظاً لا معنى) وهذا هو الصحيح، فلفظ الترمذي الذي ذكره شيخ الإسلام، لم يخرجه الترمذي بهذا اللفظ، بل أخرجه بما ساقه الشيخ سليمان تماماً، وقد كان بإمكان الشيخ سليمان بعد ذكر شيخ الإسلام لحديث الترمذي، أن يقول: (الحديث أخرجه الترمذي كما قال المصنف)، ويكتفي بذلك، ولكن لما كان من منهج الشيخ سليمان الدقة في عزو الأحاديث بلفظها إلى من أخرجها، ومقارنة ذلك بما يذكره شيخ الإسلام، تعقب عليه، بأن ما أورده (فيه مخالفة لما في الكتاب لفظاً لا معنى).
وقد يعتذر لشيخ الإسلام في هذا بأنه أراد أصل الحديث، لا لفظه، أو لعله نقل ذلك من غيره، والشيخ سليمان يعتذر لشيخ الإسلام بمثل هذا.
5 – أورد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب حديثاً في كتاب التوحيد، باب ما جاء أن بعض هذه الأُمة يعبدون الأَوثان، فقال: (عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لتَتَبِعُنَّ سَنَنَ ()، من كان قبلكم، حَذو القُذَّةِ () بالقُذَّة، حتى لو دخلوا جُحْرَ ضَبٍٍّ لدخلتُموهُ».
قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: «فَمَنْ»؟! أخرجاه).
¥