تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الشيخ سليمان بن عبد الله: (أورد المصنف هذا الحديث مختصراً غير معزو، وقد رواه الإمام أحمد، والطبراني، وابن أبي الدنيا، والبيهقي في «الزهد» وهذا لفظ أحمد، قال: حدثنا …عن محمود بن لبيد () أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال …) () وذكر الحديث.

2 – أورد شيخ الإسلام حديثاً في كتاب التوحيد، باب من الشرك أن يَستغيث بغير الله أو يَدعو غيره، فقال:

(وروى الطبراني بإسناده، أَنَّه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين، فقال بعضهم: قوموا بنا نَستغيثُ برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم من هذا المُنافِقِ. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنه لا يُستغاثُ بِي وإنمَّا يُستغاثُ باللهِ»).

قال الشيخ سليمان بن عبد الله: (قد بَيَّضَ المصنف لاسم الراوي، وكأنه والله أعلم نقله عن غيره، أو كتبه من حفظه ()،والحديث عن عُبادة بن الصَّامِت () رضي الله عنه).

قلت: هذا الحديث رواه الطبراني () بهذا اللفظ، ورواه أحمد ()،وابن سعد () بسياق آخر، من طريق ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن علي بن رَباح، أَنَّ رجلاً سمع عُبادة بن الصَّامِت يقول: خَرَجَ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر: قوموا نَسْتَغِيثُ برسولِ الله صلى الله عليه وسلم من هذا المُنافِقِ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يُقَامُ لِيْ، إِنَّما يُقَامُ لله».

وهذا إسناد ضعيف، لسببين: الأول: عبد الله بن لهيعة، ضعيف لسوء حفظه، والثاني: إبهام الراوي عن عُبادة، فهو في حَيزِ المجهول حيث لم يُسمَ، وبهذا أعله الهيثمي فقال: (رواه أحمد، وفيه راوٍ لم يُسم، وابن لهيعة) () وعليه فالحديث ضعيف.

3 – أورد شيخ الإسلام حديثاً في كتاب التوحيد، باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغُلو في الصالحين.

فقال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إيِّاكم والغُلُّوَّ، فإنما أَهْلَكَ من كان قبلكم الغُلُّوُّ») ().

قال الشيخ سليمان بن عبد الله: (هكذا ثَبَتَ هذا البياض في أصل المصنف، وذكره أيضاً غير معزو. والحديث رواه الإمام أحمد، والترمذي، وابن ماجه، عن ابن عباس…) ().

4 – أورد شيخ الإسلام حديثاً في كتاب التوحيد، باب ما جاء في الكُهَّان ونحوهم فقال: (وللأَربعة والحاكم وقال: صحيح على شرطهما، عن …

«من أتى عَرَّافاً أو كاهناً فصدَّقه بما يقول، فقد كَفَرَ بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم») ().

قال الشيخ سليمان بن عبد الله: (هكذا بَيَّض المصنف اسم الراوي. وقد رواه أحمد، والبيهقي، والحاكم، عن أبي هريرة مرفوعاً…) ().

إن ما تَعقَّبَ به الشيخ سليمان على الإمام محمد بن عبد الوهاب، في إيراده لبعض الأحاديث دون ذكر من رواها من الصحابة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا فيه دلالة على عناية الشيخ بتخريج الأحاديث، وأنه يرى أن من النقص في التخريج، إيراد الأحاديث دون ذكر رواتها من الصحابة؛ وذلك أن ذكر صحابي الحديث، له فوائده المهمة من جهة تخريج الحديث، فمعرفة صحابي الحديث، هي أحد الطرق الخمسة لتخريج الحديث، من كتب الأَطراف والمسانيد، ومن فوائد ذكر صحابي الحديث، أَننا قد ننظر في حال هذا الصحابي، فقد يكون مُختلفاً في صحبته، ولا تصح له صحبة، فحينئذ يكون الحديث الذي يرويه عن الرسول صلى الله عليه وسلم، من قَبيل المرسل لا المتصل، إلى غير ذلك من الفوائد التي يعرفها أهل هذا الشأن.

إن إيراد الإمام محمد بن عبد الوهاب لبعض الأحاديث، دون ذكره لرواتها من الصحابة، قد اعتذر له الشيخ سليمان في ذلك، فقال كما في المثال الثاني: (قد بَيَّض المصنف لاسم الراوي،وكأنه والله أعلم نقله من غيره، أو كتبه من حفظه…).

وهذا الاعتذار من الشيخ سليمان فيه وجاهة،وذلك أننا قد نجد بعض العلماء، إذا ألَّف كتاباً في بعض المسائل، وأورد فيه بعض الأحاديث، فنراه قد يَنشط فيذكر الحديث بلفظه من (صحيح البخاري) مثلاً، مع ذكر صحابي الحديث، ومن أخرجه من الأئمة غير البخاري، وتارة في بعض المواضع نراه لا ينشط، فقد يذكر الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يتعدى ذلك، فَيُغْفِل ذِكرَ صَحَابِي الحديث، ومن أخرج الحديث من الأَئمة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير