ـ[عمار الأثري]ــــــــ[06 - 08 - 10, 07:17 ص]ـ
أخي عمار وفقه الله
أهل العلم فرقوا بين مايكون سجية بلا تكلف
وبين مايقصده القارئ قصداً ويتعلمه
وقد فصل ابن القيم رحمه الله القول في ذلك في كلام متين، فقال:
وفصل النزاع، أن يقال: التطريب والتغنِّي على وجهين، أحدهما: ما اقتضته الطبيعة، وسمحت به من غير تكلف ولا تمرين ولا تعليم، بل إذا خُلّي وطبعه، واسترسلت طبيعته، جاءت بذلك التطريب والتلحين، فذلك جائز، وإن أعان طبيعتَه بفضلِ تزيين وتحسين، كما قال أبو موسى الأشعري للنبي صلى الله عليه وسلم: ((لَو علمتُ أنّكَ تَسمَع لَحَبَّرْتُه لَكَ تحبِيراً)) والحزين ومَن هاجه الطرب، والحبُ والشوق لا يملك من نفسه دفعَ التحزين والتطريب في القراءة، ولكن النفوسَ تقبلُه وتستحليه لموافقته الطبع، وعدم التكلف والتصنع فيه، فهو مطبوع لا متطبِّع، وكَلفٌ لا متكلَف، فهذا هو الذي كان السلف يفعلونه ويستمعونه، وهو التغني الممدوح المحمود، وهو الذي يتأثر به التالي والسامعُ، وعلى هذا الوجه تُحمل أدلة أرباب هذا القول كلها.
الوجه الثاني: ما كان من ذلك صناعةً من الصنائع، وليس في الطبع السماحة به، بل لا يحصُل إلا بتكلُّف وتصنُّع وتمرُّن، كما يتعلم أصوات الغِناء بأنواع الألحان البسيطة، والمركبة على إيقاعات مخصوصة، وأوزانٍ مخترعة، لا تحصل إلا بالتعلُم والتكلف، فهذه هي التي كرهها السلفُ، وعابوها، وذمّوها، ومنعوا القراءةَ بها، وأنكروا على من قرأ بها، وأدلة أرباب هذا القول إنما تتناول هذا الوجه، وبهذا التفصيل يزول الاشتباهُ، ويتبين الصوابُ من غيره، وكلُّ من له علم بأحوال السلف، يعلم قطعاً أنهم بُرآء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة، التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة، وأنهم أتقى للّه من أن يقرؤوا بها، ويُسوّغوها، ويعلم قطعاً أنهم كانوا يقرؤون بالتحزين والتطريب، ويحسِّنون أصواتَهم بالقرآن، ويقرؤونه بِشجىً تارة، وبِطَربِ تارة، وبِشوْق تارة، وهذا أمر مركوز في الطباع تقاضيه، ولم ينه عنه الشارع مع شدة تقاضي الطباع له، بل أرشد إليه وندب إليه، وأخبر عن استماع اللّه لمن قرأ به، وقال: ((لَيْسَ مِنَّا مَن لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقرآنِ)) وفيه وجهان: أحدهما: أنه إخبار بالواقع الذي كلُّنا نفعله، والثاني: أنه نفي لهدي من لم يفعله عن هديه وطريقته صلى الله عليه وسلم.
زاد المعاد (1/ 482)
أريد أن أعرف:
صلى احد الشباب بصوته الطبيعي يوما ما
ثم جاء شيخ كان يصلي وراءه فقال له قراءتك جيدة ولكن اذا خفضت الصوت في هذه وعلوت في هذه وتوسطت في هذه سيكون أداؤك افضل وأشد تاثيرا على السامع
فجاء الشاب في ما بعد - وقد اقتنع بكلامه - وبدا يطبق ما قاله له هذا الشيخ الكبير
فقال له الشيخ هل تدري بماذا قرات؟ آية كذا كانت بمقام يطلق عليه كذا وآية كذا قراتها بمقام كذا
والسؤال: هل قراءة الشاب قبل ان يعرف لا شئ فيها وبعد ان عرف مصطلحات معينة اصبحت قراءته حرام؟؟؟؟؟؟؟؟
مع العلم انه لم يتعرض للموسيقى من قريب ولا بعيد انما هي مصطلحات ولا مشاحة في الاصطلاح كما يقولون ولقد جاء في السنة مصطلح مثل هذه المصطلحات بل هو اسم آلة صريحة في الموسيقى ومن اصول الموسيقى جاء بالمدح في مقام {مزامير آل داوود} وبالذم في مقام آخر {مزمار الشيطان}
أريد ان أعرف ما هو وجه الحرمة في هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
والسلام
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[06 - 08 - 10, 05:42 م]ـ
أخي / صابر بن نور الدين، وفقكَ الله
عساك تفرق بين ثلاثة:
الأول: من يقرأ سجية. وهو على أية حال سيوافق مقاما لا بد. لأن أي صوت أو أي طريقة أداء تُسمى باسم عند أهل المقامات.
الثاني: من يقرأ قاصدا أن يكون على مقام معين، لكنه لا يخرج عن قواعد التجويد. وفعل هؤلاء فيه شر كثير، وهو كما يكون في (المزمار الذهبي). فهم يقرؤون بالمقامات ولا يخرجون عن قواعد التلاوة، وترى العبث، مثل قول المُختبر: اقرأ لي آية كذا بمقام كذا، ثم هاها لي بمقام كذا.
الثالث: من يقرأ بالمقامات الموسيقية ملتزما قواعدها ومقدما لها على أحكام التجويد. وهذا شر بين واضح.
والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن الطويل]ــــــــ[06 - 08 - 10, 09:46 م]ـ
القارئ بالسجية يقرأ على مقام.
و القارئ بالمقام يقرأ على سجية.
للعلم
السجية ليس معناها الجهل بالمقامات أو ترك المقامات.
لسببين:
الأول: أن المقامات ليست أنغاماً و جُملاً نغمية محددة يلتزمها القارئ و لا يحيد عنها، بل هي حالات شعورية ينحصر فيها النغم، فالقارئ بسجيته يقرأ حتماً بالمقامات و إن لم يعرفها.
الثاني: أن المقامات لما كانت حالات شعورية حاصرة للنغم، فإن العارف بها يقرأ و هو يعرف على أي مقام يقرأ، و لو جعلت معنى السجية ترك المقامات أو الجهل بها، لعَدِم العارف بالمقامات سجيته بالكلية لأنه يستحيل أن يتركها و هي ملازمة للنغم، و يستحيل أن يجهلها بعد أن علمها.
فابحث أنت عن القارئ الذي يريحك، و لا شأن لك بسجيته، لأنه هو الذي يعرفها، و لا طريق لك لتعرف ما إذا كان يتكلف أم لا؟
فليس كل من يعرف المقامات يتكلفها في القراءة، و ليس كل جاهل بالمقامات غير متكلف، لأنه لا علاقة للمقامات بالتكلف، و إنما التكلف يرجع أساساً إلى الرغبة في الإطراب الزائد، و الإطراب يحصل بالجملة النغمية الجيدة لا بالمقام.
ثم إن القارئ ربما يكون لا يعرف المقامات لكن المستمع يعرف المقام الذي قرأ به فيقول تلاوة للشيخ فلان بمقام كذا.
و قد يكون قارئ آخر يعرف المقامات و ينوع بينها لكن أحداً لا يذكر المقامات التي قرأ بها.
بارك الله فيك.
¥