9 - المتابعة الدائمة: يختلف القرآن في الحفظ عن أي محفوظ آخر من شعر أو نثر، لأن القرآن سريع الهروب من الذهن، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها) متفق عليه، فلا يكاد القارئ يتركه قليلا حتى يهرب منه وينساه سريعا، ولذلك فلا بد من المتابعة الدائمة والسهر الدائم على المحفوظ من القرآن وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت) متفق عليه. وهذا يعني أنه يجب على حافظ القرآن أن يكون له ورد دائم أقله جزء من الثلاثين جزءا من القرآن كل يوم، وأكثره قراءة عشرة أجزاء، لقوله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقهه) متفق عليه، وبهذه المتابعة المستمرة يستمر الحفظ ويبقى.
10 - العناية بالمتشابهات: القرآن الكريم متشابه في معانيه وألفاظه، قال تعالى: (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله). لذا يجب على قارئ القرآن الجيد أن يعتني عناية خاصة بالمتشابهات، ونعني التشابه اللفظي وعلى قدر الاهتمام به يكون الحفظ جيدا.
11 - اغتنام سني الحفظ الذهبية: فالموفق من وفقه الله تعالى إلى اغتنام سنوات الحفظ الذهبية، وهي من سن الخامسة إلى الثالثة والعشرين تقريبا، فالإنسان في هذه السن تكون حافظته جيدة جدا، فقبل الخامسة يكون دون ذلك وبعد الثالثة والعشرين يبدأ الخط البياني للحفظ بالهبوط ويبدأ خط الفهم بالصعود، لذا على الشباب ممن هم في هذه السن اغتنام ذلك بحفظ كتاب الله تعالى حيث تكون مقدرتهم على الحفظ سريعة وكبيرة والنسيان يكون بطيئا جدا بعكس ما بعد تلك السني الذهبية، وقد صدق من قال: (الحفظ في الصغر كالنقش على الحجر، والحفظ في الكبر كالنقش على الماء).
وبعد، فإن من حق كتاب الله علينا أن نحفظه ونتقن حفظه، مع الاهتداء بهديه واتباعه وجعله دستور حياتنا ونور قلوبنا وربيع صدورنا وعسى أن تكون تلك القواعد أساسا طيبا لمن يريد حفظ كتاب الله تعالى بإتقان وإخلاص. والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد.
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
ـ[أم عبد الرحمن الأثرية]ــــــــ[12 - 09 - 10, 05:21 ص]ـ
طريقة حفظ القرآن الكريم
السؤال: السلام عليكم. هل يمكن أن تعطيني نصيحة لحفظ القرآن الكريم مثل طريقة الحفظ.
الجواب:
قواعد مهمة لحفظ القرآن الكريم:
1 - الإخلاص: وجوب إخلاص النية، وإصلاح القصد، وجعل القرآن والعناية به من أجل الله تعالى والفوز بجنته، والحصول على مرضاته، قال تعالى: (فاعبد الله مخلصا له الدين. ألا لله الدين الخالص) وفي الحديث القدسي: قال الله تعالى: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه). فلا أجر ولا ثواب لمن قرأ وحفظ القرآن رياء أو سمعة.
2 - تصحيح النطق والقراءة: ولا يكون ذلك إلا بالسماع من قارئ مجيد أو حافظ متقن. والقرآن لا يؤخذ إلا بالتلقي. فقد أخذه الرسول صلى الله عليه وسلم من جبريل شفاها. وأخذه الصحابة عن الرسول صلى الله عليه وسلم شفاها وسمعه منه وأخذه كذلك أجيال من الأمة.
3 - تحديد نسبة الحفظ في كل مرة: فيجب على مريد القرآن أن يحدد المراد حفظه في كل مرة، وبعد تحديد المطلوب وتصحيح النطق تقوم بالتكرار والترداد، ويجب أن يكون التكرار والترداد مع التغني بالقرآن وذلك لدفع السآمة والملل أولا، وليثبت الحفظ ثانيا؛ ذلك أن التغني أمر محبب إلى السمع فيساعد على الحفظ ويعوّد اللسان على نغمة معينة فيتعرف بذلك على الخطأ مباشرة عندما يختل وزن القراءة، هذا فضلا عن أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (ليس منا من لم يتغن بالقرآن) رواه البخاري.
¥