ـ[جعفر المراكشي]ــــــــ[19 - 03 - 08, 07:42 م]ـ
سادسا: مع مقدمة التحقيقيْن: مع الرسالة
(1) عن مجهود د. الضامن في دراسة الرسالة:
عن توثيق الرسالة: أشار د. الضامن أنه وجد الإشارة إلى هذه الرسالة في "غاية النهاية" لابن الجزري، وكذا "نفح الطيب". وقال عن موضوع الكتاب: إنّ ابن الطحان يشرح الأصول الدائرة في القراءة على اختلاف القراءات المتعاقبة على أنواع الروايات ... ، وأنه شَرَحَ اثنتين وثلاثين لفظة. وعن استفادة اللاحقين من الرسالة: يرى د. الضامن أن الرسالة اعتُمدت من لدن ابن أبي الرضا (791 هـ)، وابن الجزري (833 هـ) في كتابه التمهيد في علم التجويد. وما أورده د. الضامن في هذا الإطار المتعلّق بدراسة جاء في أقلّ من عشرين سطراً بقليل. وهذا الذي ذكرتُه هنا؛ هو الموجود في الطبعة الأخيرة للرسالة؛ أي في التحقيق الذي ظهر سنة 2007م (مكتبة الصحابة، الإمارات، الشارقة)؛ وهو تحقيق يأتي في الرتبة الرابعة من مجهود د. الضامن.
2 - دراسة د. توفيق للرسالة جاءت بعنوان: إلماعة حول الرسالة، واشتملت الدراسة على النقاط الآتية: - جانب التوثيق: قام بتوثيق الرسالة نسبةً وتسميةً، ولم يكتف بذكر المصادر، وإنما أضاف:
- علاقة الرسالة بالمؤلّف بصاحبها من خلال الإشارة إلى بعض شيوخ ابن الطحان.
– النظر في كتبه الأخرى في ضوء ما ورد في الرسالة – الإتيان بنقول منسوبة إليه من ثلاثة مصادر.
اعتماد العنوان الوارد في نفح الطيب وهو أصول القراءات. ويقول إن نسخة تشستربيتي أوضحت أنها المقدمة الثانية من كتاب المرشد، وأنها تأتي تتْميماً للرسالة التي تقدمتها من هذا الكتاب (رسالة: مخارج الحروف وصفاتها، مطبوعة).
وعن آثار الرسالة في اللاحقين: أتى د. توفيق بنقول من شرح الدرر اللوامع للمنتوري (أربعة نقول هامة في الموضوع أخذها المنتوري من كتاب المرشد، على حد قول المنتوري).
ومما نبَّهَ إليه د. توفيق "أن هذه المقدمة والتي سبقتها مجعولتان على التقدمة لما بعدهما من مقدمة أو مقدمات، وأن مجموع ذلك هو الذي يؤلف كتاب مرشد القارئ إلى تحقيق معالم المقارئ، وأن كثيراً من مباحث هذه المقدمة يحيل المؤلف على متعلقاتها فيما يأتي، ثم لا تجد لذلك أثراً بعد، كما أن عبارة ابن الجزري: " لا يعرف قدره إلا من وقف عليه" [ص16]؛ وهو يتحدث عن كتاب المرشد؛ تدلّ دلالة واضحة على أن ابن الجزري يتحدث عن كتاب مخصوص، له قَدْرٌ، ويمكن الوقوف عليه.
- أما عن موضوع الرسالة فقد وجد د. توفيق أن ابن الطحان ضبط أصول القراءة في عشرين أصلا، وميز الباحث بين الأصول وبعض المرادفات لها، وأتى بالمصطلحات التي شملها الشرح وعددها 34، وقال الضامن عن ابن الطحان أنه شرح 32 لفظا.
- أما حديث د. توفيق عن منهج ابن الطحان فقد أبرزه بعبارة العالم المتخصص الذي وضع الرسالة في إطارها العلمي بتمكن واقتدار. وتميز عمل د. توفيق بوصفه للنسختين المعتمدَتيْن في التحقيق، وبيان قيمة الرسالة وتحديد منهجه العملي فيها.
- ومما تميز به عمل د. توفيق أنه وضع محتويات الرسالة في نهايتها، وهذا لم يفعله د. الضامن، حتى في طبعته الأخيرة.
هل يُقارَن مجهود د. الضامن بما فعله د. توفيق؟ ألا يشعر د. الضامن أنه تسرّع في اتهام د. توفيق؟ أما يزال د. الضامن مصرّاً على اتهام د. توفيق بالسطو على عمله؟ ألا يُراجع نفسه، وينظر بعين الإنصاف، ويُقارن بين عمله وعمل د. توفيق؟ ربما كان د. الضامن يتحدث عن نوعِ من السطو نجهله. هل كان د. توفيق من خلال تعليقاته الضافية في حاجة لأن ينظر في منجز د. الضامن؟ هل تُقارَنُ المعلومات والفوائد التى أتى بها د. توفيق بما أتى به د. الضامن؟ في قراءتنا لتحقيق د. توفيق نجد أنفسنا أمام باحث متمكن من أدواته، له خبرة واسعة بمجال الرسالة وموضوعها؛ فهي تقع ضمن اهتمامه. أما أخلاق د. توفيق فإنها تأبى عليه أن يلتفت إلى شيء يملكه غيرُه.
سابعا: ضبط النص
ولعل المجال الذي يُختبر فيه اتهام د. الضامن يبرُز ويتضح وينكشف في ضبط نص الرسالة والتعليق عليه. فهل سطا د. توفيق على تصحيحات د. الضامن؟
نضع القارئ أمام بعض الشواهد المستخلصة من هوامش التحقيق؛ للمقارنة بينهما.
في الصفحة الأولى تأتي المفاجأة:
في الصفحة الأولى من الرسالة نُفاجأ بما يلي:
¥