في تحقيق د. الضامن (في نشرته الأولى والأخيرة)، نجد:
به أستعين - المُجَوِّد – عبد العزيز بن علي
وفي تحقيق د. توفيق:
به نستعين – المحمود – عبد العزيز علي
وواضح أن د. توفيق أخطأ في هذه الأمور الثلاثة، وأصاب د. الضامن؛ ففي المخطوط "به أستعين"، وفي المخطوط " المحمود"، والصواب "المُجَوِّد"، وفي المخطوط" عبد العزيز علي"، والصواب ما حقّقه د. الضامن وهو عبد العزيز بن علي. وهنا السؤال، أكان د. توفيق، وهو المتهم بالسطو، وهو من مافيا سل جهود العلماء، ألاّ يسرق من مجهود د. الضامن هذه الأشياء البسيطة؛ التي لا يُتهمُ أحد بسرقتها، ولو سرقها أحد غير د. توفيق لما انتبه أحد إلى فعلته. لا شكَّ أن د. توفيق لم ينتبه إلى ما في المخطوط، وفيه: به أستعين؛ ونقل: به نستعين. ووجد" المحمود" في المخطوط، فحافظ على لفظ "المحمود". لِمَ لمْ يسرق هذه الأشياء؟ ولِمَ لمِ يُثبت: عبد العزيز بن علي، وقد أثبتها في غلاف الرسالة؟ هل تسمَح مافيا سلخ مجهود العلماء أن يكون د. توفيق من أعضائها، وهو لا يُحسن سرقة هذه الأشياء؟ فكيف يُعتمد عليه فيما هو أهم؟ أكان هذا الأمر يحتاج إلى مهارة في السرقة والتدليس؟ وهل السارق الذي لا يُحسن هذا المستوى من السرقة تسمح له المافيا أن يكون أحد أفرادها؟ هذه استهانة بالمافيا إذا كان د. توفيق أحد أعضائها.
(2) إطلالة على الفروق بين التحقيقين:
ونكتفي الآن بالإشارة إلى الفروق الآتية بين التحقيقيْن:
د. الضامن: حصل حينئذ مثلان، ص66
د. توفيق: حصلا حينئذ مثليْن، ص35
د. الضامن: وإذا حصل مثلان، ص66
د. توفيق: وإذا حصلا مثلين، ص35
د. الضامن: إخفاء النون، ص67
د. توفيق: أداء النون، ص36
د. الضامن: شديد الفك، ص70
د. توفيق: شدّ الفك، ص39
د. الضامن: حكم مستقل، ص70
د. توفيق: حكم مستعمل، ص40
د. الضامن: في حال الكسر، ص71
د. توفيق: في غالب الأمر، ص41
د. الضامن: مصاف الكسر، ص71
د. توفيق: مذاق الكسر، ص41
د. الضامن حاملا على الضمة، ص75
د. توفيق: دليلا على الضمة، ص45
د. الضامن: ظاهرتي الجسم والقرع، ص76
د. توفيق: ظاهرتي المجسة والقرع، ص46
د. الضامن: مع النقض وإظهار النطق:80
د. توفيق: مع التغنين وإظهار التطنين:50
إن المتتبع لأوجه الاختلاف، ولعشرات الفروق بينهما؛ لا يمكنه أن يخطر بباله أن د. توفيق نظر بطرف خفي إلى تحقيق د. الضامن. ومن نظر بعين الإنصاف يُجل عمل د. توفيق أن يقال في صاحبه إنه من مافيا سلخ جهود العلماء.
(3) كيف يُصحح كل منهما؟
يلاحظ في تصحيحهما ما يلي:
- د. توفيق يحتفظ باللفظ في المتن، ويقترح الصواب في الهامش من كتاب التمهيد، بعد أن يضع اللفظ بين معقوفتيْن، وهذه هي الطريقة العلمية المقررة في مجال التحقيق.
- في طريقة الإحالة يكتب د. الضامن: في الأصل، أما د. توفيق فيكتب: في المخطوط.
ثامنا: مع هوامش التحقيقين:
عدد التعليقات في الهوامش:
بالنسبة لهوامش البحث: أورد د. الضامن 48 تعليقا، منها 33 اكتفى فيها بقوله: يُنظر، مع الإحالة إلى المصدر، بدون تعليق أو توضيح، مع ترجمة لعلَمَيْن باقتضاب شديد. أما د. توفيق فقدم 171 هامشا بها تعليقات إضافية تنزع الغموض عن عبارات الرسالة، وتُفيد تصحيحات وتصويبات حول ما ورد فيها من قضايا، وضمَّنَ شروحَه المواد اللغوية التي تنحدر منها المصطلحات القرائية، وفي ضوء ما تُنبئ به أمهات كتب القراءات، وما تُعين على معرفته آثار ابن الطحان. واعتماد د. توفيق للأصل اللغوي في شرح المصطلحات قرّب المعاني من الأفهام، وجعل من عمله هذا أثراً رائداً جديرا بالتقدير. ومجهود د. توفيق في تعليقاته على الرسالة، وهو المتخصص بالأمور التي تطرحها، يرى فيها د. الضامن مجرد إضافة "شذرات في الحواشي". وياليت د. الضامن أتى بشذرة واحدة في حاشية من حواشيه، من مثل ما أتى به د. توفيق.
(2) التعليقات بين الحضور والغياب:
لم يكن للدكتور الضامن تعليقٌ واحدٌ يوضح به ما غمُض من النص المحقق، وكان القارئ يحتاج إلى إزالة الإبهام عن بعض العبارات، والتدقيق في بعض المصطلحات التي تستوجب تعليقات.
¥