ـ[الخزرجي]ــــــــ[21 - 03 - 08, 08:11 ص]ـ
عفواً ياشيخ محمد الأمين، كنت أظن أن مشاركتك موجهةٌ إليَّ ونسيت صاحب الموضوع.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 03 - 08, 09:53 ص]ـ
أخي الفاضل وفقه الله
المنقل لنا من القراءات العشرة منه ما توافق فيه الرواة العشرون أو مجموعة منهم يبلغون حد التواتر، فهذا لا إشكال فيه. وأكثر القرآن –بحمد الله– لا ينفرد فيه راو، بل يوافقه غيره من الرواة العشرين عن القراء العشرة. ومنه ما انفرد فيه راو أو عدد من الرواة لا يبلغ حد التواتر، وهو محل الإشكال ... فأحياناً ينفرد راو من هؤلاء الرواة العشرين بحرف، كانفراد حفص عن عاصم بقراءة قوله تعالى {سوف يؤتيهم أجورهم} (النساء: 152) بالياء، بينما الرواة التسعة عشر الباقون قرؤوا هذا الحرف بالنون {سوف نؤتيهم أجورهم}. أو ينفرد راو أو قارئ بأصل من الأصول، كانفراد البزي عن ابن كثير بتشديد التاءات في الفعل المضارع المحذوف إحدى التاءين تخفيفاً، نحو {وقبائل لتَّعارفوا}، {فتَّفرق بكم عن سبيله}، {ولا تَّجسسوا ... } وأمثال ذلك.
سكوت القراء في عصر السلف عن قراءة معينة وانتشارها دليل صحتها لا دليل تواترها.
ولا يلزم من صحتها تواترها.
ومن قال لك بأن السلف يعرفون شيئا اسمه متواتر وآحاد حتى يجمعوا عليه؟!
السلف لم يستعملوا كلمة متواتر بمعناها المتأخر. هذا مُسلّم. لكن كان عندهم مصطلح قراءة العامة. فإذا أجمع علماء بلد على صحة قراءة إمام عندهم فهذا يدل على تواترها لأنهم سمعوا من مشايخه كذلك وعرفوا أصوله وأقروا بأنه اتبعها ولم يبتدع شيئاً جديداً.
مثلاً الإمام نافع كان عالماً بوجوه القراءات، متمسكا بالآثار، فصيحاً ورعاً، إماماً للناس في القراءات بالمدينة. جيداً في رواية الحديث. انتهت إليه رئاسة الإقراء بها وأجمع الناس عليه بعد التابعين، مع كثرة ما في المدينة المنورة من قراء. فهذا يدل يقيناً على تواتر قراءته، بل هي أصح القراءات وأشدها تواتراً.
قال عنه ابن مجاهد: «وكان عالماً بوجوه القراءات متبعا لآثار الأئمة الماضيين ببلده». لاحظ هنا أخي الفاضل أهمية الاتباع لمن كانوا قبله. قال سعيد بن منصور: سمعت مالك بن أنس يقول: «قراءة أهل المدينة سنة». قيل: «قراءة نافع؟». قال: «نعم». وهذا نص مهم من مالك على أن نافعاً كان متبعاً لمن كان قبله. وقال إمام مصر الليث بن سعد: أدركت أهل المدينة و هم يقولون: «قراءة نافع سُنّة». فهي مقولة كل أهل المدينة وليس مالك فقط. وأهل المدينة المعاصرون لنافع على كثرتهم قد سمعوا من مشايخ نافع ومن غيره، ومع ذلك شهدوا له بأنه متبع لمن كانوا قبله. فهذا نقل الجمع عن الجمع، وهو أعلى صور التواتر.
أما الذي لا يعتبر من التواتر فهو من مثل: اختلاف الرواة عن الأصبهاني عن ورش عن نافع: هل المد المنفصل حركتين أم أربع أم ستة؟ هذا يدخل في باب النقل الصحيح وليس المتواتر.
ـ[الخزرجي]ــــــــ[21 - 03 - 08, 02:34 م]ـ
مثلاً الإمام نافع كان عالماً بوجوه القراءات، متمسكا بالآثار، فصيحاً ورعاً، إماماً للناس في القراءات بالمدينة. جيداً في رواية الحديث. انتهت إليه رئاسة الإقراء بها وأجمع الناس عليه بعد التابعين، مع كثرة ما في المدينة المنورة من قراء. فهذا يدل يقيناً على تواتر قراءته، بل هي أصح القراءات وأشدها تواتراً.
ياشيخ، أنا لا أختلف معك في صحة هذه القراءات وعدالة رواتها، وإنما الخلاف في هل هي متواترة أم لا؟
ولا يلزم من كونها صحيحة أنها متواترة.
ولما نظرنا لأسانيد القراء تبين لنا أنها نقل الآحاد عن الآحاد، ولكنك تقول بأن كون العلماء أجمعوا عليها يدل على صحتها.
وهذه الجزئية هي التي أختلف معك فيها، فبعد التسليم على هذا الاجماع أقول إن الإجماع على صحة الخبر لا يلزم منه التواتر ولم يقل بهذا أحد من العلماء.
فالمطلوب منك الآن أن تثبت لي بأن إجماع العلماء على صحة خبرٍما يدل على تواتره.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 03 - 08, 08:04 م]ـ
قد قال به جمع من العلماء مثل ابن تيمية وغيره، أي أن إجماع الأمة على صحة الخبر يفيد العلم القطعي (وهو الذي يسميه المتأخرون بالمتواتر)
هذا شيء والشيء الآخر أن النقل هنا هو متواتر. أرجو مراجعة كلامي مرة ثانية، فالنقل لم ينفرد به نافع، بل أهل بلده ينقلون ما نقل.
¥